شهدت السوشيال ميديا في الأيام الماضية ضجة كبيرة بعد انتشار فيديو قصير يظهر لحظة مطاردة تعرضت لها مجموعة من الفتيات على طريق الواحات. المشهد كان صادمًا، حيث بدا واضحًا أن السيارة التي كانت تطارد الفتيات لم تكن مجرد "موقف عابر"، بل بدا الأمر وكأنه تهديد مباشر لأمنهن وسلامتهن. لكن خلف هذا الفيديو الذي التقط بكاميرا هاتف محمول، هناك تفاصيل أكبر لم يعرفها الجمهور، وهو ما كشفه مصور الواقعة، الذي كان شاهدًا عيانًا على الحدث منذ بدايته حتى نهايته.
المقال التالي يستعرض رواية المصور بالتفصيل، مع تحليل انعكاسات الحادثة على المجتمع، وعلاقة الإعلام الجديد بمثل هذه الوقائع، بالإضافة إلى تناول الجانب القانوني والنفسي والاجتماعي لها.
يحكي المصور، وهو شاب في العشرينيات من عمره، أنه كان يقود سيارته على طريق الواحات في توقيت متأخر نسبيًا من الليل، حين لمح حركة غير طبيعية على جانب الطريق. يقول:
"كنت ماشي عادي، لكن فجأة لقيت عربية ماشية ورا عربية تانية فيها بنات، وابتديت أخد بالي إن الموضوع مش مجرد صدفة، فيه إصرار في طريقة السواقة وده خلاني أركز أكتر."
بدافع الفضول والقلق، قرر الشاب تشغيل كاميرا هاتفه لتوثيق ما يحدث، ولم يكن يعلم أن تلك الثواني القليلة ستصبح فيديو واسع الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي.
أكد المصور أن الفيديو الذي تم تداوله لا يُظهر سوى جزء بسيط من القصة. فالتحرش والمطاردة استمرت لفترة أطول، حيث حاولت سيارة الفتيات التهرب أكثر من مرة بالدخول إلى مسارات جانبية، لكن السيارة الأخرى واصلت اللحاق بهن.
يقول المصور:
"اللي الناس شافته كان يمكن دقيقة أو أقل، لكن الحقيقة إن الموضوع استمر أكتر من 10 دقايق، وكان فيه محاولات متكررة لإجبار العربية اللي فيها البنات على التوقف."
كما أشار إلى أن أصوات الصراخ والخوف كانت واضحة من داخل سيارة الفتيات، وهو ما جعله يتأكد من أن الأمر ليس مجرد "لعب شباب طائش"، وإنما خطر حقيقي.
اعترف المصور أنه كان مترددًا بين الاستمرار في التصوير كدليل قوي على الواقعة، أو التدخل بشكل مباشر لمساعدة الفتيات. يقول:
"كنت محتار.. لو دخلت وحاولت أوقف العربية ممكن الموضوع يتطور لمشاجرة أو يحصل حادثة.. لكن في نفس الوقت حسيت إني مش قادر أسيبهم لوحدهم."
وفي النهاية، قرر أن يجمع بين الخيارين: ظل يوثق المشهد من جهة، ومن جهة أخرى حاول إبطاء سرعة سيارته ووضعها بين السيارة المطاردة وسيارة الفتيات ليشكل حاجزًا مؤقتًا حتى يتمكنّ من الهرب.
كشف المصور أن الفتيات كنّ في حالة رعب شديد. بعضهن كنّ يبكين، بينما أخرى كانت تحاول الاتصال بالنجدة أو بأقاربهن. وأضاف:
"سمعت واحدة منهم بتقول: (إحنا هنموت).. الجملة دي فضلت ترن في وداني."
هذا التصريح يعكس حجم الخوف الذي عاشته الفتيات، ويؤكد أن الواقعة لم تكن مجرد "مطاردة عابرة"، بل كادت تتحول إلى كارثة.
بعد أن تمكن من مساعدة الفتيات في الوصول إلى منطقة آمنة، قرر المصور نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ليكون دليلًا على ما جرى، خصوصًا أن المتهمين لاذوا بالفرار. لم يتخيل الشاب أن الفيديو سيحقق ملايين المشاهدات خلال ساعات، وأنه سيكون محور حديث البرامج الحوارية والصحف.
"أنا نزلت الفيديو عشان أوصل صوت البنات، وأقول للناس إن الحاجات دي بتحصل فعلاً مش مجرد قصص بنسمعها."
أكد خبراء قانونيون أن الواقعة تندرج تحت جرائم "التحرش والمطاردة والتهديد"، وأن العقوبة في مثل هذه الحالات قد تصل إلى الحبس لسنوات، خاصة إذا ثبت وجود نية للإيذاء أو التعدي الجسدي.
كما أشار أحد المحامين إلى أن توثيق الفيديو سيكون دليلًا قويًا أمام القضاء، وأن المصور لعب دورًا مهمًا ليس فقط في إنقاذ الفتيات، بل أيضًا في جمع الأدلة.
"الشعور بالخوف وقت المطاردة بيسيب أثر في اللاوعي، وده ممكن يخلي البنات عندهم خوف مستمر من الخروج أو القيادة بمفردهم."
رغم أن الفيديو أثار موجة كبيرة من التضامن مع الفتيات، إلا أن هناك بعض التعليقات السلبية التي حاولت "لوم الضحية" أو التشكيك في الحادثة. المصور أكد أنه شعر بالصدمة من هذه التعليقات، قائلاً:
"إزاي بدل ما نقف مع البنات ونحاسب اللي غلط، نلومهم؟.. دي مشكلة كبيرة في مجتمعنا."
أهمية التوثيق: الفيديوهات أصبحت وسيلة قوية لكشف الحقائق ومنع التلاعب بالروايات.
التدخل الواعي: وجود أشخاص شجعان مثل المصور قد يمنع وقوع كوارث.
تفعيل القوانين: الحادثة أعادت فتح النقاش حول ضرورة تطبيق القوانين بحزم ضد المتحرشين.
التوعية: أهمية تعليم الفتيات طرق الدفاع عن النفس والتصرف في المواقف الطارئة.
اختتم المصور روايته قائلاً:
"أنا عملت اللي قدرت عليه، وربنا كتب للبنات إنهم ينجوا. نفسي اللي حصل ده يكون رسالة إننا لازم نقف مع بعض ونواجه السلوكيات اللي بتهدد حياتنا وأماننا."
واقعة "مطاردة فتيات الواحات" لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل جرس إنذار جديد يكشف عن تحديات الأمان المجتمعي، وأهمية دور المواطنين في حماية بعضهم البعض. شهادة المصور أعطت القصة بُعدًا إنسانيًا أكبر مما أظهره الفيديو، لتبقى الواقعة مثالًا على ضرورة اليقظة المجتمعية وتكاتف الجهود لمواجهة أي سلوك يهدد السلامة العامة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt