أثار الإعلان الأخير عن مغادرة اللاعب الفلسطيني وسام أبو علي لصفوف النادي الأهلي المصري جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية، خاصة بعد ما تعرض له من أزمة قلبية مفاجئة خلال فترة تواجده مع الفريق. ورغم قصر مدة لعبه داخل القلعة الحمراء، إلا أن حضوره وتألقه في بعض المباريات جعله محور حديث الجماهير.
انضم وسام أبو علي للنادي الأهلي قادمًا من الدوري السويدي، في صفقة شهدت اهتمامًا إعلاميًا واسعًا، وعلق عليها الكثيرون بأنها قد تكون رهانًا جديدًا على مهاجم يتمتع بالقوة البدنية والحضور داخل منطقة الجزاء. وبالفعل، شارك اللاعب في عدد من المباريات الودية والرسمية، ونجح في تسجيل أهداف مؤثرة، أبرزها في مباراة السوبر المحلي.
في إحدى التدريبات مع الفريق، تعرض وسام لأزمة صحية مفاجئة، تم تشخيصها لاحقًا على أنها أزمة قلبية مؤقتة، تطلبت خضوعه لفحوصات دقيقة وإيقاف نشاطه الرياضي لفترة.
اللاعب تم نقله حينها إلى المستشفى بشكل عاجل، وأظهرت الفحوصات وجود اضطرابات في نظم القلب تستدعي راحة تامة، قبل اتخاذ أي قرار بالعودة إلى الملاعب. هذه الواقعة أثارت حالة من القلق داخل الجهاز الفني والطبي للنادي.
حرص النادي الأهلي على التعامل مع الأمر بمنتهى الاحترافية، حيث خضع وسام لفترة تأهيل طبي طويلة، بالتنسيق مع أطباء متخصصين داخل مصر وخارجها. ورغم تحسن حالته تدريجيًا، إلا أن القرار الطبي النهائي أوصى بعدم المجازفة واستبعاد اللاعب من قائمة الفريق بالموسم الجديد.
هذا القرار جاء حفاظًا على حياة اللاعب أولًا، وعدم تعريضه لأي مخاطر صحية مستقبلية.
رغم مشاركاته المحدودة، إلا أن وسام أبو علي أظهر لمحات من قدراته الفنية، وسجل أهدافًا في مباريات محلية، إلى جانب صناعته فرصًا لزملائه في خط الهجوم. وقد أبدى جمهور الأهلي تعاطفًا كبيرًا معه، خاصة في ظل الظروف الصحية التي واجهها، ورغبتهم في استمراره مع الفريق إذا سمحت حالته.
بحسب ما تم تداوله، فإن اللاعب سيتجه إلى فترة علاج وتأهيل جديدة خارج مصر، قد تكون في إحدى الدول الأوروبية، على أن يُعيد تقييم حالته لاحقًا، ويحدد مستقبل مسيرته سواء بالاستمرار في اللعب أو التوجه للعمل الفني أو الإداري داخل مجال كرة القدم.
وكانت بعض التقارير قد أشارت إلى اهتمام أندية فلسطينية وسويدية بالتواصل مع اللاعب بعد تعافيه، إلا أن الأولوية حاليًا ما زالت صحية.
عقب الإعلان عن مغادرته، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل دعم للاعب الفلسطيني، وتمنى كثيرون له الشفاء العاجل والعودة الآمنة لممارسة حياته. البعض اعتبر أن وسام لم يحصل على فرصته الكاملة، في حين رأى آخرون أن الظروف الصحية كانت أقوى من أي حسابات كروية.
تجربة وسام أبو علي تسلط الضوء على أهمية إجراء فحوصات دورية شاملة للاعبين المحترفين، خاصة مع ضغوط المباريات والسفر والتدريب المكثف. كما تؤكد على ضرورة وجود بروتوكولات طبية صارمة في الأندية لضمان التعامل الفوري مع أي حالة طارئة.
وتعتبر حالات توقف القلب أو اضطرابات النظم القلبية من أخطر ما قد يواجه لاعب كرة القدم، وهو ما يجعل التشخيص المبكر والتعامل الطبي الفوري عاملين حاسمين في الحفاظ على الأرواح.
تحدث الأزمة القلبية نتيجة انقطاع مفاجئ في تدفق الدم إلى القلب، وقد تنتج عن انسداد في أحد الشرايين التاجية أو اضطراب كهربائي حاد.
تشمل أعراضها: ألم في الصدر، ضيق التنفس، تعرق شديد، فقدان وعي مفاجئ.
التدخل الفوري بجهاز الصدمات الكهربائية (Defibrillator) يساعد على إنقاذ الحياة بنسبة كبيرة.
يُنصح كل لاعب محترف بإجراء رسم قلب وموجات صوتية دورية كل 6 أشهر على الأقل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt