تُعد مفاصل الأصابع من أكثر المفاصل التي تتعرض للإجهاد بشكل يومي، سواء من خلال استخدام اليدين في العمل، أو بسبب ممارسات حياتية بسيطة مثل الكتابة، الطهي، أو حتى استخدام الهاتف المحمول. ومع ذلك، فإن تورم مفاصل الأصابع قد يكون إشارة إلى مشكلة صحية أعمق تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة، إذ لا يقتصر الأمر على مجرد شعور بعدم الراحة، بل قد يرتبط بأمراض مزمنة أو التهابات تستدعي العلاج الفوري.
في هذا المقال نستعرض تسعة أسباب رئيسية لتورم مفاصل الأصابع، مع شرح كيفية علاجها والوقاية منها، وذلك بأسلوب مبسط يساعد القارئ على فهم طبيعة هذه المشكلة والتعامل معها بشكل علمي.
يُعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي من أبرز الأسباب المؤدية إلى تورم أصابع اليد. وهو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجهاز المناعي بطانة المفاصل، ما يسبب التهابات مزمنة، تصلب، وألم مستمر.
الأعراض: تيبس صباحي يستمر لأكثر من ساعة، انتفاخ مفاصل الأصابع، شعور بالحرارة.
العلاج: يعتمد على أدوية مضادة للروماتيزم مثل الميثوتريكسات، المسكنات، والعلاج الطبيعي للحفاظ على حركة المفاصل.
الهشاشة أو خشونة المفاصل حالة شائعة تصيب غالباً كبار السن نتيجة تآكل الغضاريف التي تحمي نهايات العظام. يؤدي هذا التآكل إلى احتكاك مباشر بين العظام، مسبباً ألماً وتورماً.
الأعراض: ألم متزايد عند الحركة، سماع أصوات طقطقة في المفاصل، ضعف قبضة اليد.
العلاج: تخفيف الوزن، استخدام الكمادات الساخنة، ممارسة تمارين بسيطة لتقوية العضلات، وفي بعض الحالات اللجوء لحقن الكورتيزون.
النقرس مرض يرتبط بارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، ما يؤدي إلى ترسيب بلورات حادة داخل المفاصل، مسببة التهابات حادة ومؤلمة.
الأعراض: ألم شديد ومفاجئ في المفاصل، غالباً في إصبع القدم الكبير، لكنه قد يظهر أيضاً في أصابع اليد.
العلاج: أدوية خافضة لليوريك أسيد مثل الألوبورينول، وتجنب الأطعمة الغنية بالبيورين مثل اللحوم الحمراء والبقوليات.
تورم مفاصل الأصابع قد يكون نتيجة مباشرة لإصابة أو كسر، حتى لو كان بسيطاً. الالتواءات، الكدمات، أو كسور العظام الصغيرة تؤدي إلى التهاب الأنسجة المحيطة بالمفصل.
الأعراض: ألم حاد بعد الإصابة، صعوبة في تحريك الإصبع، ظهور كدمات أو تغير لون الجلد.
العلاج: الراحة، التثبيت باستخدام جبيرة أو رباط ضاغط، ووضع كمادات باردة لتقليل التورم.
قد تتعرض الأصابع لعدوى بكتيرية بسبب جرح أو وخز بالإبرة، ما يؤدي إلى التهاب المفصل أو الأنسجة المحيطة به. وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبب بعض الفيروسات مثل الحصبة الألمانية التهابات مؤقتة في المفاصل.
الأعراض: احمرار، حرارة موضعية، إفراز صديد في حال وجود عدوى بكتيرية.
العلاج: مضادات حيوية في حالة العدوى البكتيرية، ومسكنات مع الراحة في العدوى الفيروسية.
ضغط العصب الأوسط أثناء مروره في معصم اليد قد يؤدي إلى أعراض تمتد للأصابع، بما في ذلك التورم والتنميل.
الأعراض: وخز وتنميل في أصابع اليد خاصة الإبهام والسبابة، ضعف القدرة على الإمساك بالأشياء.
العلاج: ارتداء دعامة للمعصم، العلاج الطبيعي، وفي الحالات الشديدة التدخل الجراحي.
بجانب الروماتويد، هناك أمراض مناعية مثل الذئبة الحمراء والتصلب الجلدي يمكن أن تسبب التهابات وتورماً في الأصابع.
الأعراض: طفح جلدي، ألم مفصلي متنقل، تيبس مزمن.
العلاج: يعتمد على الكورتيكوستيرويدات والأدوية المثبطة للمناعة مع متابعة دقيقة للحالة.
تورم الأصابع قد يكون عرضاً لاحتباس السوائل الناتج عن فشل في وظائف الكلى أو القلب. في هذه الحالة، لا يقتصر التورم على الأصابع فقط، بل يشمل مناطق أخرى مثل القدمين والكاحلين.
الأعراض: انتفاخ عام في الجسم، ضيق تنفس، إرهاق مستمر.
العلاج: يعتمد على علاج السبب الأساسي (قصور الكلى أو القلب) مع مدرات البول تحت إشراف الطبيب.
بعض الأدوية مثل أدوية الضغط أو المسكنات قد تسبب تورماً في الأصابع كأثر جانبي. كذلك، قد يؤدي التعرض لمسببات الحساسية كاللدغات أو بعض الأطعمة إلى انتفاخ مفاجئ.
الأعراض: ظهور التورم فجأة بعد التعرض للمسبب، غالباً مع حكة أو طفح جلدي.
العلاج: إيقاف الدواء المسبب، تناول مضادات الهيستامين، ومراجعة الطبيب فوراً عند ظهور صعوبة في التنفس.
الراحة وتجنب إجهاد اليد.
كمادات باردة لتقليل الالتهاب.
رفع اليد فوق مستوى القلب لتقليل التورم.
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين.
حقن الكورتيزون داخل المفصل في الحالات الشديدة.
أدوية موجهة لعلاج الأمراض المسببة مثل النقرس أو الروماتويد.
تمارين مرونة للمفاصل.
جلسات موجات فوق صوتية أو تحفيز كهربائي للعضلات.
تقوية عضلات اليد لتحسين دعم المفصل.
يُعتبر الحل الأخير في حال فشل العلاجات الأخرى، ويشمل تنظيف المفصل أو استبداله جراحياً في بعض الحالات المزمنة.
تجنب الإفراط في استخدام اليد في الأنشطة المتكررة.
الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفاصل.
تناول غذاء متوازن غني بالكالسيوم وفيتامين د.
شرب كميات كافية من الماء.
ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على مرونة المفاصل.
إجراء فحوص دورية خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع أمراض المفاصل.
تورم مفاصل الأصابع ليس عرضاً بسيطاً يمكن تجاهله، بل قد يكون علامة مبكرة على أمراض مزمنة مثل الروماتويد أو هشاشة العظام، أو نتيجة لمشكلات في الكلى والقلب. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يساعدان على السيطرة على الأعراض والوقاية من المضاعفات الخطيرة.
إن الوعي بالأسباب التسعة المذكورة واتباع النصائح الوقائية يمثلان الخطوة الأولى نحو الحفاظ على صحة اليدين وجودة الحياة بشكل عام.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt