في ظل تصاعد الحملات الرقابية والتشريعية على منصات التواصل الاجتماعي، عاد تطبيق "تيك توك" إلى الواجهة مجددًا، بعد قرارات رسمية بالتحقيق مع عدد من مشاهيره في مصر بسبب المحتوى غير اللائق أو تلقي أموال دون ترخيص. هذا الحدث فتح الباب أمام نقاش واسع حول طبيعة الربح من التطبيق، وخصوصًا ما يُعرف بـ"الهدايا" التي تُمنح أثناء البث المباشر، والتي تمثل مصدر دخل كبير للبعض، رغم الجدل المثار حول مشروعيتها وأثرها المجتمعي.
لكن ما هي هذه الهدايا؟ وكم تساوي فعليًا بالجنيه المصري؟ وهل الأرباح المعلنة واقعية؟ هذا ما نوضحه بالتفصيل في السطور التالية، لتكون الصورة أوضح أمام المستخدم العادي.
هدايا تيك توك هي عناصر رقمية افتراضية يمكن للمستخدمين إرسالها لصانعي المحتوى أثناء البث المباشر "لايف"، كنوع من الدعم أو الإعجاب أو التشجيع. تختلف هذه الهدايا في شكلها وقيمتها، وتتراوح من رموز بسيطة مثل "الوردة" إلى هدايا باهظة مثل "الأسد" أو "اليخت".
يرسل المستخدم الهدية مقابل عدد معين من "العملات" (Coins) التي يشتريها من تيك توك باستخدام بطاقة بنكية أو باي بال. يحصل صانع المحتوى على نسبة من قيمة هذه الهدايا بعد اقتطاع عمولة تيك توك.
شراء العملات على تيك توك يتم بالدولار أو ما يعادله بالجنيه المصري عبر متجر التطبيق، وتختلف الأسعار حسب الباقة. وفيما يلي متوسط أسعار باقات العملات بالجنيه المصري (تختلف قليلًا حسب سعر الدولار):
70 عملة: 20 جنيهًا تقريبًا
350 عملة: 100 جنيه
700 عملة: 190 جنيهًا
1400 عملة: 375 جنيهًا
3500 عملة: 920 جنيهًا
7000 عملة: 1800 جنيه تقريبًا
لكل هدية قيمة محددة بعدد العملات، وسنوضح بعض أشهر الهدايا المنتشرة على تيك توك وسعرها التقريبي بالجنيه المصري:
اسم الهدية | عدد العملات | السعر بالجنيه تقريبًا |
---|---|---|
وردة | 1 عملة | 0.30 جنيه |
إصبع قلب | 5 عملات | 1.50 جنيه |
قطة لطيفة | 10 عملات | 3 جنيهات |
دونات | 30 عملة | 9 جنيهات |
بالون | 50 عملة | 15 جنيهًا |
نظارة شمس | 99 عملة | 29 جنيهًا |
كرة نارية | 298 عملة | 90 جنيهًا |
أسد | 29999 عملة | 9000 جنيه تقريبًا |
يخت فاخر | 48888 عملة | 14,500 جنيه تقريبًا |
وتُعد الهدايا الأغلى مثل "الأسد" و"اليخت" نادرة ويتم تقديمها فقط من المستخدمين ذوي الإنفاق العالي، وغالبًا ما تكون ملفتة للأنظار.
عندما يحصل صانع المحتوى على الهدايا، تُحول إلى ما يُعرف بـ "الماس" داخل حسابه. كل ماسة تساوي نصف عملة تقريبًا. ويمكن للمستخدم سحب الأرباح على حساب بنكي أو باي بال، بشرط أن تكون القيمة أكثر من 100 دولار.
مثال توضيحي:
إذا حصل المستخدم على هدايا بقيمة 1000 عملة = 300 جنيه تقريبًا.
تيك توك يخصم نسبة (تصل إلى 50%).
يتبقى 150 جنيهًا في صورة ماسات.
عند السحب، يتم تحويلها حسب سعر الصرف الرسمي إلى الدولار.
لا توجد قيمة ثابتة، لكن بحسب متوسط الحسابات، فإن صانعي المحتوى المتوسطين الذين يبثون بانتظام ويحصلون على دعم متواصل من المتابعين، قد يحققون أرباحًا شهرية تتراوح بين:
3,000 إلى 10,000 جنيه مصري شهريًا (للمحتوى المتوسط).
بينما قد تتجاوز أرباح البعض 30,000 إلى 100,000 جنيه إذا كان لديه جمهور ضخم ومتابعين يدفعون بسخاء.
لكن هذه الأرقام تختلف بشكل كبير من شخص لآخر حسب عدد المتابعين، وتكرار البث المباشر، وطبيعة التفاعل.
في السياق التشريعي، بدأت الدولة في تتبع مصادر الدخل الإلكتروني، وأصدرت تعليمات واضحة بضرورة تسجيل الدخول من الإنترنت مثل الربح من اليوتيوب وتيك توك في منظومة الضرائب، خاصة إذا تجاوزت الأرباح الشهرية حدًا معينًا.
ويأتي ذلك لضبط المنظومة المالية، ومنع التهرب الضريبي، إلى جانب تنظيم المحتوى المقدم عبر هذه المنصات.
رغم أنها تبدو مجرد رموز ترفيهية، فإن هدايا تيك توك تثير الكثير من القلق المجتمعي بسبب:
تشجيع بعض المستخدمين على تقديم محتوى مثير أو غير لائق لجذب الهدايا.
تحفيز المراهقين على إنفاق أموالهم على شخصيات غير مفيدة.
إمكانية استغلال الأطفال أو القُصّر لجمع الأموال عبر تيك توك دون رقابة حقيقية.
في ظل التحقيقات الأخيرة، بدأت الجهات الرسمية تفرض رقابة أشد على المحتوى الذي يُبث عبر تيك توك، وتحديدًا في حالات:
المحتوى غير الأخلاقي أو المخل.
تلقي أموال دون ترخيص أو تصريح.
تجاوز الأعراف الاجتماعية أو التشجيع على سلوك ضار.
وقد تم اتخاذ إجراءات قانونية بحق عدد من مشاهير المنصة خلال الفترة الأخيرة، بهدف ضبط المحتوى وضمان عدم استغلال الجمهور، خاصة من الفئات الصغيرة في السن.
بدلاً من الاعتماد على الهدايا الرقمية ذات الطابع الجدلي، يمكن للشباب التوجه إلى بدائل أكثر استقرارًا، مثل:
إنشاء قناة على يوتيوب بمحتوى تعليمي أو ترفيهي هادف.
العمل الحر عبر منصات مثل “فريلانسر” و“أب وورك”.
بيع المنتجات الرقمية أو التدريب الإلكتروني.
هدايا تيك توك أصبحت مصدر دخل واقعي للبعض، لكنها في الوقت نفسه أداة إثارة للجدل ووسيلة قد تُستخدم في التربح غير المشروع أو المحتوى غير الأخلاقي. لذا، يجب على المستخدمين الوعي بكيفية استخدام هذه المنصة، وعدم الانجراف وراء المحتوى السطحي.
كما أن الجهات الرقابية مستمرة في تتبع سلوكيات التطبيق، ما يُحتم على المستخدمين التزام القوانين والتعليمات، سواء من حيث المحتوى أو من ناحية المعاملات المالية، لتجنب التعرض للمساءلة القانونية.
وفي النهاية، يبقى التساؤل مطروحًا: هل نحن بحاجة إلى إعادة النظر في طريقة تعاملنا مع منصات التواصل الاجتماعي؟ وهل يستحق "اللايك" أو "الهدية الرقمية" أن نُفرط في قيمنا من أجله؟
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt