لطالما كان اسم مسعود أوزيل أحد الأسماء البارزة في عالم كرة القدم، بفضل موهبته الفذة ورؤيته الاستثنائية داخل الملعب. اللاعب الألماني صاحب الأصول التركية، والذي بزغ نجمه مع ريال مدريد الإسباني ثم انتقل إلى أرسنال الإنجليزي في صفقة ضخمة عام 2013، شكل في سنواته الأولى مع "المدفعجية" رمزًا للإبداع وصناعة الأهداف.
لكن السنوات الأخيرة شهدت تدهور العلاقة بين أوزيل وناديه إلى حد القطيعة. فبعد أن كان نجم الفريق الأول وأحد أعلى اللاعبين أجرًا في الدوري الإنجليزي، أصبح اليوم خارج حسابات المدرب ميكيل أرتيتا، بل وتمت إزاحته رسميًا من قائمة الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الأوروبي لموسم 2020-2021. هذا القرار شكل صدمة للكثير من عشاق أرسنال ومحبي اللاعب حول العالم، وأثار موجة من الجدل حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة.
انضم أوزيل إلى أرسنال في صيف 2013 قادمًا من ريال مدريد مقابل 42.5 مليون جنيه إسترليني.
لعب دورًا محوريًا في تتويج الفريق بعدة بطولات كأس الاتحاد الإنجليزي.
في موسم 2015-2016 قدم أحد أفضل مواسمه وصنع 19 هدفًا في الدوري.
حصل على عقد جديد عام 2018 جعله الأعلى أجرًا في النادي براتب أسبوعي يقدر بـ350 ألف جنيه إسترليني.
رغم هذا، تراجع مستواه تدريجيًا وأصبح عرضة للانتقادات بسبب بطئه وقلة مساهماته الدفاعية.
أسباب فنية: أرتيتا أكد أنه يفضل لاعبين أكثر نشاطًا ومرونة في الضغط والانتقال السريع بين الدفاع والهجوم.
أسباب إدارية: راتب أوزيل الضخم مثل عبئًا على ميزانية النادي خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الناتجة عن كورونا.
خلافات شخصية وسياسية: تصريحات أوزيل بشأن قضايا سياسية أثارت الجدل ووضعت النادي في مواقف حرجة.
تراجع الأداء: قلة مشاركاته الفعالة في المواسم الأخيرة دفعت الإدارة الفنية لإعادة النظر في جدوى استمراره.
اللاعب عبر عن خيبة أمله الكبيرة من استبعاده عبر بيان رسمي.
أكد أنه كان دائمًا وفيًا للنادي ولجماهيره، وأنه لم يحصل على فرصة عادلة في الآونة الأخيرة.
أوزيل شدد على أنه سيواصل القتال للحفاظ على لياقته انتظارا لفرصة جديدة سواء داخل أرسنال أو خارجه.
النادي برر القرار بأنه يأتي في إطار إعادة بناء الفريق.
أكد أن الأهداف الرياضية أهم من الأسماء الكبيرة.
رفض التعليق على الشائعات التي ربطت استبعاد أوزيل بمواقفه السياسية.
جماهير أرسنال انقسمت بين مؤيد للقرار يرى أن أوزيل لم يعد يقدم الإضافة، ومعارض يعتبره أحد رموز النادي ولا يستحق هذه النهاية.
على وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت حملات دعم للاعب تحت هاشتاجات مختلفة تطالب بعودته.
بعض الجماهير وصفت القرار بأنه إهانة لتاريخ أوزيل وإنجازاته.
ناقد إنجليزي: "قرار استبعاد أوزيل هو إشارة إلى أن أرتيتا يريد فريقًا أكثر ديناميكية."
محلل ألماني: "الموهبة لا تختفي، لكن غياب الحافز والإرهاق الذهني أثرا على مستوى اللاعب."
خبير تسويق رياضي: "أوزيل كان أحد العلامات التجارية للنادي، وخسارته قد تؤثر على شعبية أرسنال عالميًا."
هناك تكهنات بانتقاله إلى الدوري التركي، خاصة لنادي فنربخشة الذي أبدى اهتمامًا به سابقًا.
عروض من الدوري الأمريكي (MLS) مطروحة أيضًا أمامه.
اللاعب قد يفضل البقاء في أوروبا لمواصلة التنافس على أعلى مستوى.
من الناحية الفنية: الفريق قد يستفيد من الانسجام والتجديد في خط الوسط.
من الناحية الجماهيرية: غياب نجم بحجم أوزيل قد يؤثر على شعبية النادي.
من الناحية المالية: التخلص من راتبه الضخم يخفف من الضغوط الاقتصادية على النادي.
عُرف أوزيل بأعماله الخيرية الكبيرة مثل تمويل عمليات جراحية للأطفال ودعمه للمؤسسات الخيرية.
هذا الجانب جعله محبوبًا عالميًا حتى بين غير المهتمين بكرة القدم.
كثيرون اعتبروا أن تاريخه الإنساني يجب أن يشفع له بنهاية أفضل مع أرسنال.
لاعبين مثل إبراهيموفيتش وباستيان شفاينشتايجر واجهوا استبعادات مفاجئة في أنديتهم قبل أن يثبتوا أنفسهم في أماكن أخرى.
قد يكون أوزيل على موعد مع تجربة جديدة يثبت فيها أن لديه المزيد ليقدمه.
إبعاد مسعود أوزيل من قائمة أرسنال يمثل فصلًا مثيرًا للجدل في مسيرة لاعب يعتبر من أبرز صانعي الألعاب في جيله. وبينما يرى البعض أن القرار طبيعي نظرًا لتراجع مستواه وارتفاع راتبه، يراه آخرون ظلمًا لنجم قدم الكثير للنادي.
المؤكد أن قصة أوزيل مع أرسنال تقترب من نهايتها، لكن مسيرته الكروية لم تنتهِ بعد. فربما تكون هناك محطة جديدة تمنحه فرصة استعادة بريقه وإثبات أن الموهبة الحقيقية لا تزول بسهولة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
