ميكسات فور يو
خطأ غذائي يعرض ملايين الأشخاص لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء
الكاتب : Mohamed Abo Lila

خطأ غذائي يعرض ملايين الأشخاص لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء

خطأ غذائي يعرض ملايين الأشخاص لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء


ما بين العادات اليومية والمخاطر الصامتة

في خضم الحياة اليومية، قد لا ينتبه الكثيرون إلى أن أبسط العادات الغذائية التي تُمارس بشكل متكرر قد تكون سببًا خفيًا وراء أخطر الأمراض. من بين هذه العادات، يبرز خطأ غذائي شائع يرتكبه ملايين الأشخاص حول العالم، دون إدراك لما يحمله من تهديد صحي كبير، يتمثل في زيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، أحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العصر الحديث.

ورغم تطور وسائل العلاج والكشف المبكر، إلا أن الوقاية لا تزال تمثل السلاح الأقوى في مواجهة هذا النوع من السرطان، خاصة إذا علمنا أن الأسباب الغذائية تمثل أحد العوامل الرئيسية المساهمة في الإصابة به.



ما هو الخطأ الغذائي الذي يهدد الأمعاء؟

الخطأ الأكثر شيوعًا هو الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والمصنعة، مثل:

  • اللحم البقري

  • السجق

  • اللانشون

  • السلامي

  • البرجر الجاهز

  • البسطرمة

ويُضاف إلى ذلك الاعتماد اليومي على الأطعمة قليلة الألياف والمليئة بالدهون والسكريات، وهو النمط الغذائي السائد لدى شرائح واسعة من الناس، خصوصًا مع انتشار الوجبات السريعة.


كيف تؤدي اللحوم المصنعة إلى سرطان الأمعاء؟

اللحوم المصنعة تحتوي على مركبات كيميائية مثل:

  • النتريت والنترات: تُستخدم لحفظ الطعام وتعزيز اللون والنكهة، لكنها تتحول داخل الجسم إلى مركبات مسرطنة.

  • الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs): تتكون أثناء طهي اللحوم على درجات حرارة عالية، خاصة عند الشواء أو القلي.

  • الدهون المشبعة: تؤدي إلى التهابات مزمنة في الجسم، مما يُسهم في تحول الخلايا المعوية إلى خلايا سرطانية.

تراكم هذه المواد في الجهاز الهضمي، وتحديدًا في الأمعاء الغليظة، يُحفز التغيرات الجينية والالتهابات التي قد تؤدي لاحقًا إلى نشوء الأورام الخبيثة.


نمط الحياة الحديث يزيد من خطورة المشكلة

بالإضافة إلى النظام الغذائي الخاطئ، هناك عوامل أخرى تضافر آثارها لرفع خطر الإصابة، مثل:

  • نقص الحركة والخمول

  • السمنة وزيادة الدهون الحشوية بالبطن

  • قلة تناول الخضراوات والفواكه

  • الإفراط في تناول المشروبات الغازية

  • الإجهاد والتوتر المزمن

كل هذه العوامل تؤثر سلبًا على صحة الجهاز الهضمي وتضعف مناعته، مما يجعل الأمعاء بيئة خصبة لنمو الخلايا السرطانية.


ما الفرق بين سرطان القولون وسرطان الأمعاء؟

غالبًا ما يُستخدم مصطلح "سرطان الأمعاء" للإشارة إلى سرطان القولون والمستقيم، لأن هذه المنطقة من الأمعاء الغليظة هي الأكثر عرضة للإصابة. ويشمل:

  • سرطان القولون: يصيب جدار الأمعاء الغليظة من الداخل

  • سرطان المستقيم: يصيب الجزء الأخير من الأمعاء، قبل فتحة الشرج

ووفقًا للإحصاءات، يُعد سرطان القولون والمستقيم من أكثر السرطانات شيوعًا بعد سرطان الثدي والبروستاتا.


ما هي الأعراض المبكرة التي يجب الانتباه لها؟

رغم أن سرطان الأمعاء قد لا يُظهر أعراضًا واضحة في مراحله الأولى، إلا أن هناك علامات تستدعي القلق، منها:

  • تغيرات مستمرة في حركة الأمعاء (إمساك أو إسهال)

  • وجود دم في البراز دون سبب واضح

  • ألم أو تقلصات في البطن تستمر لأكثر من أسبوع

  • الشعور بالإرهاق المستمر دون تفسير

  • فقدان غير مبرر للوزن

  • شعور بعدم إفراغ الأمعاء بالكامل بعد التبرز

وفي حال استمرار هذه الأعراض، يجب مراجعة الطبيب وإجراء الفحوص اللازمة.


هل يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء؟

نعم، من خلال اتباع نمط غذائي وحياتي صحي، يمكن تقليل فرص الإصابة بشكل كبير، ومن بين الإجراءات الوقائية:

  1. تقليل تناول اللحوم الحمراء والمصنعة إلى أقصى حد

  2. زيادة تناول الألياف الطبيعية من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة

  3. شرب الماء بكميات كافية يوميًا

  4. ممارسة الرياضة بانتظام

  5. تجنب التدخين والمشروبات الكحولية

  6. إجراء الفحص الدوري خاصة لمن تجاوزوا سن الـ45 أو لديهم تاريخ عائلي بالمرض


ما هو البديل الآمن للبروتين الحيواني؟

يمكن الحصول على احتياجات الجسم من البروتين من مصادر صحية مثل:

  • الأسماك، خاصة الغنية بالأوميجا 3 مثل السلمون والسردين

  • البيض

  • العدس والفاصوليا والحمص

  • المكسرات النيئة

  • الدواجن بدون جلد

هذه البدائل تُوفر البروتين دون تحميل الجهاز الهضمي بالمواد الضارة الموجودة في اللحوم المصنعة.


متى يجب البدء بالفحص المبكر؟

  • يُوصى ببدء الفحص الدوري لسرطان الأمعاء من سن 45 عامًا

  • أما من لديهم تاريخ عائلي بالإصابة، فيُنصح ببدء الفحص قبل ذلك بـ10 سنوات

  • الفحص يشمل: تحليل البراز للكشف عن الدم الخفي، منظار القولون، أو أشعة مقطعية للقولون

كلما تم اكتشاف المرض مبكرًا، زادت فرص العلاج والشفاء التام.


رسائل توعوية مهمة للجمهور

  • لا تتجاهل آلام البطن أو تغيرات الإخراج المزمنة

  • لا تنخدع بالشعور العام بالصحة، فبعض الأمراض تنمو في صمت

  • راقب نظامك الغذائي وابتعد عن الأطعمة المصنعة قدر الإمكان

  • أدخل الخضراوات الورقية والفاكهة ضمن وجباتك اليومية

  • استشر الطبيب بانتظام، ولا تؤجل الفحوص الوقائية


صحتك تبدأ من طبقك

في النهاية، يبدو أن الجملة الشهيرة "أنت ما تأكله" لم تأتِ من فراغ. فما يدخل أجسامنا لا يُؤثر فقط على الوزن أو المظهر، بل على صحتنا الداخلية على المدى الطويل. والخطأ البسيط في النظام الغذائي اليومي، مثل الإكثار من اللحوم المصنعة، قد يكون بداية طريق مظلم نحو أمراض خطيرة.

لذلك، فالمسؤولية تبدأ منّا نحن، من وعي كل فرد بخطورة بعض الخيارات التي تبدو عادية، ولكنها تحمل في طياتها تهديدات حقيقية للحياة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...