وبينما يسعى آلاف الطلاب لإعادة ترتيب أوراقهم الدراسية من خلال الانتقال إلى جامعات أقرب لمحل إقامتهم، يبرز استمرار إتاحة الموقع باعتباره فرصة إضافية لمن لم يتمكن من استكمال تسجيل رغباته في الموعد المحدد.
تقليل الاغتراب هو خدمة تقدمها وزارة التعليم العالي للطلاب المقبولين في الكليات والمعاهد البعيدة عن أماكن إقامتهم، وذلك بهدف مساعدتهم على الالتحاق بمؤسسات تعليمية أقرب، ما يسهل عليهم الانتقال والإقامة ويقلل الأعباء المالية والاجتماعية.
ويتم فتح باب التسجيل في هذه المرحلة عبر موقع التنسيق الإلكتروني، حيث يختار الطالب الكلية المناظرة أو الكلية الأقرب له جغرافيًا وفق الضوابط التي حددها المجلس الأعلى للجامعات.
هناك عدة تفسيرات يطرحها المتابعون لملف التعليم العالي:
قد يكون السبب تقنيًا بحتًا، حيث لم يتم إغلاق الموقع برمجيًا في الوقت المحدد.
ربما يكون الأمر قرارًا إداريًا غير معلن لمنح فرصة أخيرة للطلاب المتأخرين.
أو قد يكون جزءًا من سياسة الوزارة في التيسير على الطلاب وتخفيف الضغط النفسي عنهم.
أياً كان السبب، فإن النتيجة المباشرة هي استفادة شريحة جديدة من الطلاب من هذه النافذة غير المتوقعة.
نفقات السكن والمعيشة.
عناء السفر والتنقل اليومي لمسافات طويلة.
دعمًا نفسيًا واجتماعيًا من خلال البقاء بالقرب من الأسرة.
لذلك يُنظر إلى استمرار الموقع كخطوة إيجابية تمنح الطلاب فرصة إضافية لتحقيق هذا الهدف.
الفئات التي استفادت من استمرار إتاحة الموقع تشمل:
الطلاب الذين واجهوا مشاكل تقنية أثناء التسجيل في المواعيد الرسمية.
الطلاب الذين ترددوا في اتخاذ قرار النقل حتى انتهاء الموعد.
الطلاب الذين لم تصلهم المعلومة الكاملة حول القواعد أو لم ينتبهوا لموعد الغلق.
بالنسبة لهذه الفئات، فإن استمرار الإتاحة كان بمثابة طوق نجاة أنقذهم من فقدان فرصة مهمة.
استمرار فتح الموقع رغم إعلان انتهاء الموعد أثار جدلاً واسعًا.
هناك من يرى أنه إجراء إيجابي يعكس مرونة الوزارة وحرصها على مصلحة الطلاب.
وهناك من اعتبره مخالفة للإعلان الرسمي قد تؤدي إلى فقدان الثقة في المواعيد المعلنة.
لكن في النهاية، أغلب الطلاب وأولياء الأمور رحبوا بالخطوة لأنها تصب في مصلحة الطلاب وتخفف عنهم الضغوط.
من الناحية العملية، فإن استمرار التسجيل لفترة أطول قد يؤدي إلى:
تأخير بسيط في إعلان نتائج التحويلات.
لكنه يضمن عدالة أكبر للطلاب.
ويقلل من حجم التظلمات والشكاوى التي تتلقاها الوزارة عادة بعد كل مرحلة.
وبالتالي يمكن النظر إلى الأمر باعتباره توازنًا بين المرونة والالتزام بالمواعيد.
الخبراء التربويون ينصحون الطلاب باستغلال هذه الفرصة بحكمة:
مراجعة قواعد تقليل الاغتراب بدقة.
التأكد من اختيار الكلية أو المعهد الأقرب جغرافيًا.
إدخال الرغبات بعناية لتجنب الأخطاء.
الاحتفاظ بنسخة من استمارة التسجيل تحسبًا لأي مراجعة مستقبلية.
ومهما كان السبب، فإن الرسالة الأهم التي خرجت من هذه التجربة هي أن التيسير على الطلاب يظل أولوية، وأن المنظومة التعليمية مطالبة دائمًا بفتح المجال أمام حلول مرنة تراعي الجانب الإنساني والاجتماعي جنبًا إلى جنب مع الانضباط الإداري.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt