تشهد أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025 حالة من التباين بين المحافظات والأسواق المختلفة، في ظل متابعة دقيقة من المواطنين والمستهلكين لتطورات سوق اللحوم البيضاء الذي يُعتبر من أهم القطاعات الغذائية وأكثرها تأثيرًا على ميزانية الأسر المصرية. ويأتي هذا الاهتمام بأسعار الدواجن نتيجة اعتماد ملايين المواطنين عليها كمصدر رئيسي للبروتين الحيواني، خاصة مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وصعوبة حصول الكثيرين عليها بشكل منتظم. وتؤكد البيانات الصادرة عن شعبة الثروة الداجنة بالاتحاد العام للغرف التجارية أن الأسعار الحالية تعكس مزيجًا من عوامل محلية وعالمية متشابكة، تشمل أسعار الأعلاف، وتكاليف النقل، ومستويات العرض والطلب، فضلًا عن الظروف الاقتصادية المرتبطة بتقلبات السوق العالمية. يمكنك متابعة المزيد من الأخبار العالمية والرياضية عبر موقع ميكسات فور يو.
وفقًا لأحدث تقارير شعبة الثروة الداجنة، فقد تراوحت أسعار كيلو الدواجن البيضاء اليوم داخل المزارع ما بين 95 و97 جنيهًا، لتصل إلى المستهلك في المحلات والأسواق بأسعار تتراوح بين 100 و105 جنيهات حسب المنطقة. أما الدواجن الساسو فقد سجلت مستويات أعلى، حيث تراوحت بين 118 و120 جنيهًا للكيلو. وعلى صعيد الكتاكيت البيضاء عمر يوم واحد، فقد استقرت أسعارها بين 18 و20 جنيهًا، ما يعكس حالة من التوازن النسبي في سوق التربية بعد موجات من الارتفاعات التي شهدها السوق خلال الأشهر الماضية. هذا التباين بين المزرعة والسوق النهائي يرجع في الأساس إلى تكاليف النقل والمصنعية وهامش ربح التاجر.
تُعد أسعار الدواجن من أكثر الأسعار حساسية في السوق المصري، نظرًا لتأثرها المباشر بعوامل عدة:
الأعلاف: تمثل الأعلاف ما يقرب من 70% من التكلفة النهائية لإنتاج الدواجن. ومع ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا عالميًا، يزداد الضغط على السوق المحلي.
النقل والطاقة: ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء يضيف عبئًا إضافيًا على المنتجين والموزعين.
الطلب الموسمي: تشهد الأسواق زيادة في الطلب مع دخول مواسم مثل المدارس والأعياد والمناسبات الدينية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
الظروف المناخية: تلعب التغيرات في درجات الحرارة دورًا مهمًا في تحديد الإنتاجية، حيث تؤثر على صحة الطيور ومعدلات النفوق.
السياسات الاقتصادية: القرارات المتعلقة باستيراد الأعلاف أو دعم المزارع الصغيرة تساهم في تشكيل اتجاه الأسعار.
شهدت أسعار الدواجن خلال الأسبوع الماضي تقلبات طفيفة، حيث تراوحت أسعار الكيلو الأبيض في المزارع بين 96 و99 جنيهًا، بينما تراوح سعره للمستهلك بين 101 و104 جنيهات. أما الساسو فقد تراوح بين 115 و118 جنيهًا للكيلو. مقارنةً باليوم، نلاحظ ارتفاعًا طفيفًا في بعض المناطق وانخفاضًا في أخرى، وهو ما يعكس ديناميكية السوق المصري الذي يتأثر بسرعة بأي تغير في تكاليف الإنتاج أو حركة العرض والطلب.
لا يقتصر اهتمام المواطنين على الدواجن فقط، بل يمتد أيضًا إلى أسعار البيض الذي يمثل أحد أهم مصادر البروتين منخفض التكلفة. وقد سجلت كرتونة البيض الأبيض في المزرعة 125 جنيهًا لتصل إلى المستهلك النهائي بسعر 130 جنيهًا، بينما بلغ سعر كرتونة البيض الأحمر 135 جنيهًا، واستقر البيض البلدي عند 150 جنيهًا. ويُلاحظ أن الأسعار تختلف قليلًا من منطقة لأخرى بناءً على تكاليف النقل وحجم المعروض.
تُعد أسعار الدواجن مؤشرًا مباشرًا على مستوى المعيشة في مصر، حيث يعتمد ملايين المواطنين عليها كمصدر رئيسي للبروتين. ومع ارتفاع الأسعار، يجد المستهلكون أنفسهم مضطرين لتقليل الكميات المشتراة أو البحث عن بدائل مثل الأسماك أو البقوليات. وتشير بعض الدراسات إلى أن أكثر من 60% من الأسر المصرية تعتمد بشكل أساسي على الدواجن في وجباتها اليومية، ما يجعل أي ارتفاع في الأسعار عبئًا مباشرًا على ميزانياتها.
تعمل الحكومة على مواجهة تقلبات الأسعار من خلال عدة آليات:
الرقابة على الأسواق: تكثيف الحملات للتأكد من التزام التجار بالأسعار الرسمية وجودة المعروض.
دعم الأعلاف: توفير كميات مناسبة من الأعلاف بأسعار مدعومة لتقليل التكلفة على المربين.
تشجيع الإنتاج المحلي: دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في قطاع الدواجن لزيادة المعروض.
الاستيراد عند الحاجة: في بعض الحالات تلجأ الدولة إلى استيراد لحوم مجمدة أو أعلاف لتغطية الفجوات.
يتوقع الخبراء أن تشهد أسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة حالة من الاستقرار النسبي إذا ما استمرت أسعار الأعلاف في معدلاتها الحالية. ومع ذلك، فإن أي ارتفاع في أسعار الحبوب العالمية سيؤدي بالضرورة إلى موجة جديدة من الزيادات. كما يُرجح بعض الخبراء أن دخول فصل الشتاء قد يساهم في تحسين ظروف التربية، وبالتالي زيادة الإنتاج واستقرار الأسعار.
تختلف الأسعار بين المحافظات بسبب تكاليف النقل وتوزيع المعروض، حيث سجلت القاهرة متوسط 102 جنيه للكيلو للمستهلك، بينما تراوحت الأسعار في الإسكندرية بين 101 و103 جنيهات. وفي محافظات الصعيد ارتفعت الأسعار قليلًا لتصل إلى 105 جنيهات نتيجة زيادة تكاليف النقل. أما في مدن القناة وسيناء فقد سجلت الأسعار مستويات قريبة من المعدلات العامة.
تُعتبر متابعة أسعار الدواجن بشكل يومي ضرورة لكل من المستهلكين والتجار. فالمستهلكون يعتمدون على هذه المتابعة لتحديد الكميات المناسبة للشراء، بينما يعتمد التجار وأصحاب المطاعم على الأسعار اليومية لتحديد أسعار بيع منتجاتهم بشكل يتماشى مع السوق. كما أن هذه المتابعة تساهم في تجنب حالات الاستغلال من بعض التجار.
يوصي الخبراء المستهلكين بعدة نصائح للحفاظ على صحتهم وضمان أفضل قيمة مقابل ما يدفعونه:
شراء الدواجن من مصادر موثوقة: للتأكد من سلامة المنتج وخضوعه للرقابة الصحية.
متابعة الأسعار يوميًا: لتحديد الوقت المناسب للشراء وتجنب الشراء في أوقات الذروة السعرية.
التخزين السليم: وضع الدواجن في الثلاجات أو المجمدات بطريقة صحيحة للحفاظ على صلاحيتها.
تجنب الشراء من أماكن غير مرخصة: حيث قد تكون الطيور عرضة للأمراض أو الذبح غير الآمن.
تتأثر أسعار الدواجن في مصر بالظروف العالمية بشكل واضح، خاصة فيما يتعلق بأسعار الحبوب والأعلاف. فارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا في الأسواق العالمية يؤدي إلى زيادة مباشرة في تكلفة الإنتاج المحلي. كما أن تكاليف النقل البحري وارتفاع أسعار الوقود عالميًا يضيفان أعباء جديدة على المنتجين والمستوردين، ما ينعكس في النهاية على المستهلك.
تُعد صناعة الدواجن من الركائز الأساسية للأمن الغذائي في مصر، حيث توفر ملايين الأطنان من اللحوم البيضاء سنويًا. وتسعى الدولة لتطوير هذه الصناعة عبر تحديث نظم التربية وتبني تقنيات حديثة لزيادة الإنتاجية. كما يجري العمل على تشجيع الاستثمار في هذا القطاع من خلال منح تسهيلات للمستثمرين وتقديم الدعم لصغار المربين.
يمكن للمواطنين متابعة أسعار الدواجن أولًا بأول من خلال النشرات الرسمية الصادرة عن شعبة الدواجن، أو عبر المواقع الإخبارية المتخصصة. كما توفر بعض التطبيقات الإلكترونية بيانات لحظية عن أسعار السلع الغذائية، ما يساعد المستهلكين على اتخاذ قرارات أفضل بشأن الشراء.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
