تستمر أسعار الدواجن في مصر خلال تعاملات اليوم الإثنين في تسجيل حالة من الاستقرار الحذر، وذلك عقب موجات من التذبذب التي شهدتها السوق على مدار الأسابيع الماضية. يأتي هذا الاستقرار في وقت تتزايد فيه التساؤلات من جانب المواطنين حول مدى استمرارية هذا الهدوء، خصوصًا في ظل ضغوطات الإنتاج، وتفاوت الأسعار بين البورصة الرئيسية والأسواق المحلية.
وقد أصبحت الدواجن، وخاصة الفراخ البيضاء والبلدي، جزءًا أساسيًا في سلة غذاء المواطن المصري، ما يجعل أي تغير في أسعارها محل اهتمام دائم من جميع الفئات. وتنعكس التحركات في الأسعار مباشرة على الإنفاق اليومي، خاصة مع بداية الأسبوع، حيث يزداد الإقبال على الشراء لتأمين احتياجات الأسر.
في هذا التقرير، نقدم نظرة تفصيلية على أسعار الدواجن اليوم في مصر، من البورصة إلى السوق المحلي، مع توضيح الفروق في الأسعار بين الأنواع المختلفة، وتحليل العوامل التي تؤثر في السوق خلال الفترة الحالية.
تُعد الفراخ البيضاء من أكثر الأنواع تداولًا واستهلاكًا في السوق المصري، لما تتميز به من سعر مناسب وسرعة إنتاج، وهي ما تتحكم فيه البورصة الرئيسية بشكل يومي.
وقد سجلت أسعار الفراخ البيضاء اليوم استقرارًا واضحًا في البورصة، حيث لم تشهد أي تحركات كبيرة مقارنة بيوم أمس. ويأتي هذا الاستقرار بعد فترة قصيرة من التذبذب الذي سبّب حالة من الحذر لدى التجار والمستهلكين على حد سواء.
المربين يأملون في استمرار هذا الثبات، خصوصًا في ظل ارتفاع تكلفة الأعلاف والأدوية البيطرية، بينما ينتظر المستهلكون أي بادرة انخفاض تسهّل عليهم الشراء بكميات أكبر.
في الأسواق، تختلف أسعار الفراخ البيضاء عن تلك المسجلة في البورصة بسبب دخول عناصر إضافية مثل تكلفة النقل، والذبح، والربح التجاري.
وقد تراوحت الأسعار في الأسواق المحلية بين مستوى 80 إلى 85 جنيهًا للكيلو الواحد حسب المنطقة وطبيعة البيع (جملة أو قطاعي). وتُعد هذه الأسعار مقبولة نسبيًا مقارنة بالفترات الماضية، خاصة في ظل ثبات سعر البورصة وعدم وجود زيادات مفاجئة.
ويلاحظ تفاوت طفيف في الأسعار بين المحافظات، نتيجة اختلاف تكاليف التشغيل وسلاسل الإمداد، إلا أن الاتجاه العام ما زال يتسم بالاستقرار.
الفراخ البلدي، رغم انخفاض معدلات إنتاجها مقارنة بالفراخ البيضاء، إلا أنها تظل خيارًا مفضّلًا لدى كثير من المصريين نظرًا لمذاقها المختلف واعتقاد البعض بفوائدها الصحية الأعلى.
وقد شهدت أسعار الفراخ البلدي اليوم ثباتًا نسبيًا، حيث سجلت مستويات تتراوح بين 100 إلى 110 جنيهات للكيلو، حسب طبيعة السوق والمنطقة. ويُعزى هذا الثبات إلى انخفاض نسبي في الطلب خلال الأسبوع، بعد أن ارتفع السعر بشكل طفيف الأيام الماضية.
ورغم ارتفاع سعرها مقارنة بالفراخ البيضاء، إلا أن الإقبال عليها ما زال موجودًا لدى شرائح معينة من المستهلكين، خاصة في القرى والمناطق الريفية.
البانيه، كأحد المشتقات الأكثر طلبًا، شهد اليوم استقرارًا في السعر، حيث تراوح الكيلو ما بين 180 إلى 190 جنيهًا، وهو ما يمثل نقطة توازن بين التكلفة المرتفعة للمربين ورغبة التجار في تنشيط المبيعات.
ويُلاحظ أن أسعار البانيه تتأثر بشكل مباشر بتغير سعر الفراخ البيضاء، نظرًا لكونها مشتقة منها، ما يجعل أي تحرك في السوق الأساسي ينعكس فورًا على هذا المنتج.
سجل سعر الكتكوت الأبيض اليوم تراجعًا طفيفًا في بعض الشركات المنتجة، وهو ما قد يُنذر بتغير محتمل في أسعار الفراخ خلال الأسابيع القادمة، بناءً على دورة الإنتاج.
وقد تراوح سعر الكتكوت بين 10 إلى 13 جنيهًا حسب الشركة وجودة السلالة. ويؤثر هذا العامل على قرارات المربين فيما يخص البدء في دورات إنتاجية جديدة أو تأجيلها، وهو ما يؤثر بدوره على السوق خلال المدى المتوسط.
تبقى تكلفة الأعلاف هي العامل الحاسم في تحديد أسعار الدواجن، خاصة وأنها تمثّل أكثر من 70% من التكلفة الإجمالية للتربية.
وقد سجلت أسعار الأعلاف خلال الأسبوع الماضي بعض الاستقرار، لكنها ما زالت عند مستويات مرتفعة نسبيًا، مما يُقيّد قدرة المربين على خفض الأسعار أو تقديم عروض جديدة في الأسواق.
واستمرار هذه التكلفة العالية يدفع كثيرًا من صغار المربين إلى تقليل الإنتاج أو الخروج من السوق مؤقتًا، ما يؤدي إلى تقليص المعروض وتثبيت الأسعار.
كثير من المواطنين يتساءلون عن سبب وجود فروق واضحة بين سعر البورصة والسوق، وغالبًا ما يتهم البعض التجار بالمبالغة، لكن الحقيقة أن هذه الفروق تعود لعدة أسباب منطقية، منها:
إضافة تكاليف النقل والذبح والتبريد.
هامش الربح اللازم لاستمرار النشاط التجاري.
اختلاف العرض والطلب في كل منطقة.
تقلبات الأسواق اليومية وسرعة تداول المعلومة.
تباين جودة الطيور وحجمها.
لذلك من الطبيعي أن تختلف الأسعار النهائية عن أسعار البورصة، وتبقى النصيحة الأهم للمستهلك هي المقارنة والاختيار بعناية قبل الشراء.
لا شك أن أسعار الدواجن تُعد من المؤشرات الرئيسية على مستوى معيشة الأسرة المصرية، فهي من السلع الأساسية التي لا غنى عنها في النظام الغذائي اليومي، وارتفاعها أو انخفاضها ينعكس على قدرة الأسرة على تلبية احتياجاتها.
وفي ظل الاستقرار الحالي، يشعر كثير من الأسر بارتياح نسبي، لكنه يظل مشروطًا بعدم حدوث قفزات مفاجئة في الأيام المقبلة، وهو ما يجعل الجميع في حالة ترقب مستمر.
تابع الأسعار يوميًا قبل الشراء.
فضّل الشراء من أماكن موثوقة لضمان الجودة.
احذر من العروض غير المنطقية فقد تشير إلى ضعف الجودة.
قارن بين أكثر من محل قبل الشراء.
لا تتردد في السؤال عن مصدر الدجاج وطريقة الذبح.
تشير أغلب التقديرات إلى استمرار حالة الاستقرار في أسعار الدواجن خلال الأسبوع الجاري، خاصة مع ثبات أسعار الأعلاف، وعدم وجود موجات شراء استثنائية.
لكن مع قرب نهاية الشهر وزيادة الإنفاق المنزلي، قد تشهد السوق بعض التحركات، لذلك يُنصح المستهلكون بالشراء في الوقت الحالي قبل أي زيادة محتملة.
في الختام، يمكن القول إن السوق يعيش اليوم حالة من الهدوء النسبي، لكنها مرهونة بعوامل كثيرة قد تتغير في أي لحظة، وعلى رأسها أسعار الأعلاف، ومستوى الطلب، وحركة الكتكوت الأبيض.
وتبقى الدواجن عنصرًا أساسيًا في غذاء المصريين، واستقرار أسعارها يساهم في استقرار ميزانية الأسرة المصرية، وهو ما يجعل أي تغير في السوق محل اهتمام يومي.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt