يشهد الطب الحديث ثورة غير مسبوقة بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد تقنية في مجال التكنولوجيا، بل أصبح أداة أساسية في تشخيص الأمراض ودعم الأطباء في اتخاذ القرارات. من بين المجالات التي استفادت بشكل كبير من هذه الطفرة، مجال مناظير القولون، الذي يُعد الوسيلة الأهم لاكتشاف أورام وسرطانات القولون والمستقيم في مراحلها المبكرة.
الدكتور محمد بدر، أحد المتخصصين في أمراض الجهاز الهضمي والمناظير، كشف مؤخرًا تفاصيل دقيقة حول كيفية إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مناظير القولون، وأوضح أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تحسين دقة التشخيص وتقليل الأخطاء الطبية، الأمر الذي ينعكس على نسب الشفاء وحماية حياة المرضى.
الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على التعلم والتحليل واتخاذ القرار بطريقة تحاكي البشر.
في الطب، يُستخدم AI لتحليل الصور الطبية، التنبؤ بالنتائج، المساعدة في التشخيص، ومتابعة المرضى.
في مجال المناظير، تعتمد التقنية على خوارزميات تعلم الآلة التي تتعرف على أنماط الأنسجة غير الطبيعية داخل القولون.
المنظار هو أنبوب مرن مزود بكاميرا دقيقة يدخل عبر المستقيم لفحص القولون بالكامل.
يُستخدم لاكتشاف:
الأورام الحميدة.
سرطانات القولون المبكرة.
الالتهابات والتقرحات.
يمثل أداة وقائية وعلاجية في الوقت نفسه، حيث يمكن إزالة الزوائد اللحمية (Polyps) أثناء الفحص.
يعتمد التشخيص على خبرة الطبيب وحده في تفسير الصور.
بعض الزوائد تكون صغيرة جدًا أو شبيهة بالأنسجة الطبيعية، مما يؤدي إلى إغفالها.
الدراسات تشير إلى أن نسبة الفشل في اكتشاف بعض الأورام قد تصل إلى 25%.
هذا يهدد حياة المرضى، إذ قد تتطور هذه الزوائد إلى أورام سرطانية في المستقبل.
المنظار ينقل بثًا مباشرًا.
خوارزميات AI تحلل الفيديو لحظة بلحظة لاكتشاف أي أنسجة غير طبيعية.
إذا رصد النظام منطقة مشبوهة، يظهر تنبيه مرئي أو صوتي للطبيب.
هذا يساعد على الانتباه وعدم إغفال الزوائد الصغيرة.
يقترح الذكاء الاصطناعي إذا كانت الزائدة بحاجة إلى إزالة أو متابعة فقط.
يقدم نسبة احتمالية أن تكون الزائدة سرطانية أو حميدة.
كل عملية منظار تغذي النظام ببيانات جديدة.
بمرور الوقت، تتحسن دقة الخوارزمية وتصبح أكثر ذكاءً.
أكد أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مصر بدأ يدخل حيز التطبيق الفعلي في بعض المراكز الطبية الكبرى.
أوضح أن التقنية رفعت نسبة اكتشاف الزوائد الصغيرة بنسبة 40% أكثر من الطرق التقليدية.
بيّن أن النظام يساعد الأطباء الشباب بشكل خاص، إذ يعوض نقص الخبرة.
شدد على أن الذكاء الاصطناعي لا يلغي دور الطبيب، بل يعزز من قدراته.
رفع دقة التشخيص: تقليل فرص إغفال الأورام الصغيرة.
الوقاية المبكرة: اكتشاف الأورام قبل تحولها إلى سرطانات خطيرة.
تقصير زمن الإجراء: الطبيب يحصل على دعم فوري بدلًا من إعادة الفحص.
التقليل من التباين بين الأطباء: توحيد مستوى الدقة بين الخبراء والمبتدئين.
طمأنة المرضى: ثقة أكبر في نتائج المنظار.
ارتفاع التكلفة: الأجهزة المدعمة بالذكاء الاصطناعي أغلى من المناظير التقليدية.
تدريب الأطباء: يحتاج الطبيب لفترة تأهيل للتعامل مع النظام.
البنية التحتية: ضرورة وجود مراكز مجهزة بتقنيات الإنترنت والبرمجيات المتقدمة.
القبول المجتمعي: بعض المرضى ما زالوا متخوفين من تدخل "الآلة" في التشخيص.
اليابان كانت من أوائل الدول التي استخدمت AI في مناظير القولون.
الولايات المتحدة طبّقت التقنية في عدة مراكز مرجعية وحققت نتائج مذهلة.
أوروبا أدرجت التقنية في توصيات بعض جمعيات الجهاز الهضمي.
بحسب محمد بدر، السنوات المقبلة ستشهد تعميم التقنية في معظم المستشفيات الجامعية.
سيتم إدماج AI مع الروبوتات الجراحية لرفع كفاءة التدخلات.
من المتوقع أن تصبح الفحوصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي معيارًا أساسيًا في الطب الوقائي.
إجراء منظار القولون الدوري بعد سن الخمسين أو عند وجود تاريخ عائلي للسرطان.
عدم الخوف من التقنية الجديدة، فهي صُممت لمصلحتهم.
الثقة في الأطباء، فالنظام مجرد داعم وليس بديلًا عن الخبرة الطبية.
المتابعة المستمرة إذا تم اكتشاف أي زوائد لحمية.
قصة إدماج الذكاء الاصطناعي في الطب تعكس سعي الإنسان الدائم لاستخدام التكنولوجيا لإنقاذ الأرواح.
مرضى كثيرون فقدوا حياتهم بسبب أورام تم إغفالها، واليوم التكنولوجيا تقلل هذه المأساة.
بالنسبة للأطباء، التقنية تعطيهم عينًا إضافية تساعدهم على حماية مرضاهم.
كشف الدكتور محمد بدر تفاصيل مهمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في مناظير القولون، مؤكدًا أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في الطب الحديث، حيث ترفع دقة التشخيص وتمنع إغفال الأورام المبكرة. ورغم التحديات المادية واللوجستية، إلا أن المستقبل يبدو واعدًا، خاصة مع توجه مصر لتبني التحول الرقمي في القطاع الصحي.
القصة هنا ليست فقط عن تقنية جديدة، بل عن ثورة طبية حقيقية تُعيد الأمل لملايين المرضى حول العالم، وتفتح الباب أمام جيل جديد من الممارسات الطبية التي تجعل الذكاء الاصطناعي شريكًا حقيقيًا للطبيب في إنقاذ الأرواح.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
