تشهد أسعار الذهب في مصر حالة من الترقب لدى المواطنين، خاصة بعد الزيادة الأخيرة التي طرأت على مصنعية عيار 21 بواقع 30 جنيهًا، وهو ما انعكس على أسعار البيع في الأسواق المحلية. ويأتي ذلك في ظل استمرار التأثيرات العالمية والمحلية على سوق المعدن النفيس، وسط اهتمام واسع من قبل المقبلين على الشراء، سواء بغرض الاستثمار أو الزينة.
زيادة المصنعية تعني أن التكلفة النهائية التي يتحملها المستهلك عند شراء الذهب تصبح أعلى، حتى وإن لم تشهد الأسعار العالمية تغيرات كبيرة. فالمصنعية تمثل الجزء الإضافي على سعر الجرام، وتختلف من محل إلى آخر بناءً على شكل المشغولات الذهبية ودقة التصنيع.
الزيادة التي شهدها عيار 21 مؤخرًا جاءت بواقع 30 جنيهًا، وهو ما دفع الكثير من المستهلكين إلى إعادة التفكير في قرارات الشراء، خاصة مع الارتفاعات السابقة التي شهدها السوق خلال الأشهر الماضية.
وفقًا للأسعار المتداولة في محلات الصاغة، فقد جاءت أسعار الذهب للبيع على النحو التالي (مع مراعاة إضافة المصنعية على السعر الأساسي):
سعر جرام الذهب عيار 24: الأعلى من حيث النقاء، وسجل اليوم سعرًا يتراوح بين مستويات مرتفعة مقارنة بالأيام الماضية.
سعر جرام الذهب عيار 21: الأكثر انتشارًا في مصر، وقد شهد زيادة في المصنعية ليصل إجمالي السعر للمستهلك إلى مستويات أعلى من المعتاد.
سعر جرام الذهب عيار 18: الأقل في السعر، ويعتبر خيارًا مناسبًا للبعض، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وتجدر الإشارة إلى أن الأسعار تختلف من محافظة إلى أخرى، ومن محل إلى آخر، تبعًا لسياسة التسعير وهامش الربح.
تتأثر أسعار الذهب بعدة عوامل، أبرزها:
الأسعار العالمية: أي تغير في سعر الأوقية عالميًا ينعكس مباشرة على السوق المحلي.
سعر الدولار مقابل الجنيه: مع اعتماد مصر على الاستيراد لتوفير الذهب الخام، فإن أي تغير في سعر صرف الدولار يؤثر على الأسعار.
العرض والطلب: زيادة الإقبال على الشراء في مواسم معينة، مثل الأعياد والمناسبات، تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
تكاليف المصنعية: والتي تختلف حسب درجة الإتقان ونوعية المشغولات.
الزيادة في مصنعية عيار 21 أثارت موجة من النقاش بين المستهلكين، حيث يرى البعض أن الزيادة قد تدفعهم إلى تأجيل الشراء، في حين يعتقد آخرون أن الذهب سيظل ملاذًا آمنًا للاستثمار، حتى مع ارتفاع تكلفته.
كثير من المواطنين باتوا يميلون إلى شراء السبائك والجنيهات الذهبية لتجنب دفع مصنعية مرتفعة، إذ تُباع هذه الأشكال من الذهب بفرق مصنعية أقل بكثير من الحلي والمشغولات.
تراجعت حركة الإقبال على محلات الصاغة نسبيًا بعد الزيادة الأخيرة، حيث أصبح المستهلكون أكثر حذرًا في اتخاذ قرارات الشراء. ويعتمد كثير منهم على متابعة أسعار الذهب يوميًا، على أمل حدوث تراجع يتيح لهم الشراء بأسعار أفضل.
في المقابل، هناك فئة من المشترين لا تتأثر كثيرًا بالتغيرات السعرية، خاصة ممن يشترون الذهب بغرض الادخار طويل الأمد، حيث يعتبرون أن ارتفاع الأسعار أمر طبيعي على المدى الطويل.
ينصح الخبراء الراغبين في شراء الذهب باتباع عدد من الإرشادات لتقليل التكاليف والاستفادة القصوى من الاستثمار في المعدن النفيس:
متابعة الأسعار يوميًا: للحصول على أفضل سعر ممكن عند الشراء.
شراء السبائك أو الجنيهات الذهبية: لتجنب دفع مصنعية مرتفعة.
الشراء في فترات الركود: حيث قد تقدم المحلات عروضًا أو تخفيضات على المصنعية.
الاحتفاظ بالفواتير: لتسهيل عملية البيع لاحقًا وضمان الحصول على أفضل سعر.
على الرغم من التغيرات في الأسعار، يظل الذهب من أكثر الأدوات الاستثمارية أمانًا، خاصة في أوقات التقلبات الاقتصادية. فالمعدن النفيس يحافظ على قيمته بمرور الوقت، وغالبًا ما يشهد ارتفاعًا في الأسعار خلال فترات الأزمات.
ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن الاستثمار في الذهب يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية تنويع الاستثمارات، بحيث لا يعتمد المستثمر على نوع واحد من الأصول.
يتوقع المحللون أن تشهد أسعار الذهب مزيدًا من التذبذب خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار التوترات الاقتصادية العالمية، والتغيرات في أسعار الفائدة الأمريكية، وحركة الدولار.
كما أن الطلب المحلي يلعب دورًا مهمًا في تحديد الأسعار، حيث يمكن أن يؤدي زيادة الإقبال إلى رفع الأسعار، حتى وإن كانت الأسعار العالمية مستقرة.
في ظل الارتفاعات المستمرة، يصبح من الضروري أن يكون المستهلك على دراية كاملة بأساسيات شراء الذهب، وفهم الفرق بين السعر الأساسي وسعر البيع بعد إضافة المصنعية والضرائب.
كما يُنصح بالتعامل مع محلات ذات سمعة طيبة لضمان الحصول على ذهب مطابق للمواصفات، وتجنب أي مشاكل تتعلق بالعيار أو الوزن.
زيادة 30 جنيهًا في مصنعية عيار 21 قد تبدو للبعض طفيفة، لكنها تمثل فارقًا مهمًا في التكلفة النهائية، خاصة مع شراء كميات كبيرة أو مشغولات ذات وزن مرتفع. وفي ظل استمرار العوامل العالمية والمحلية المؤثرة على الأسعار، يبقى الذهب خيارًا استثماريًا آمنًا، لكن مع ضرورة التخطيط الجيد والتوقيت المناسب للشراء.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt