يُعد الذهب منذ آلاف السنين الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه الناس لحماية أموالهم من تقلبات الاقتصاد. فهو ليس مجرد معدن ثمين يُستخدم في الحُلي والزينة، بل يُعتبر مؤشرًا اقتصاديًا عالميًا يُعبر عن الثقة في الأسواق أو فقدانها. ومع كل حركة صعود أو هبوط في أسعاره، تتأثر قرارات ملايين البشر، من المستثمرين الكبار في البورصات العالمية، إلى المواطن البسيط الذي يشتري "غويشة" أو "شبكة" لأسرته.
اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 شهدت الأسواق العالمية انخفاضًا كبيرًا في سعر الذهب، وهو ما أثار اهتمامًا واسعًا لدى المحللين الاقتصاديين والمستثمرين وحتى المواطنين في الدول النامية مثل مصر، حيث يرتبط سعر الذهب المحلي مباشرة بما يحدث في البورصات العالمية وسعر صرف الدولار.
هذا التراجع لم يأتِ من فراغ، بل هو انعكاس لعوامل اقتصادية متعددة، تشمل تحركات البنوك المركزية، تغيرات أسعار الفائدة، قوة الدولار، بالإضافة إلى تطورات جيوسياسية جعلت المستثمرين يعيدون ترتيب أولوياتهم. وفي الوقت ذاته، يمثل الانخفاض العالمي فرصة للبعض للاستثمار، بينما يثير مخاوف آخرين من استمرار التذبذب.
الأوقية (أونصة) العالمية: تراجعت إلى حوالي 2230 دولارًا بعد أن كانت تتجاوز 2270 دولارًا أمس.
جرام الذهب عيار 24: بلغ نحو 71.6 دولارًا عالميًا.
جرام الذهب عيار 21: الأكثر تداولًا، سجّل حوالي 62.6 دولارًا.
جرام الذهب عيار 18: انخفض إلى حوالي 53.7 دولارًا.
🔔 ملاحظة: الأسعار العالمية قد تتغير على مدار اليوم حسب حركة التداولات في بورصات نيويورك ولندن وهونج كونج.
في أحد محلات الصاغة بمنطقة الحسين بالقاهرة، جلس "عم رمضان"، صائغ مخضرم، يتحدث إلى زبون جاء يسأل عن الأسعار. يقول عم رمضان: "الأسعار نزلت النهاردة حوالي 40 جنيه في الجرام مقارنة بالأمس، الناس فرحانة اللي عايز يشتري شبكة لأولاده بيقول دلوقتي الفرصة."
على الجانب الآخر، تقف "أم أحمد" مترددة: "أنا كنت شارية دهب قبل أسبوع غالي، دلوقتي الأسعار نزلت.. لو كنت استنيت شوية كنت كسبت."
هذا المشهد يعكس كيف يؤثر الذهب بشكل مباشر على قرارات الأسر المصرية، بين من يرى التراجع فرصة للشراء ومن يراه خسارة آنية.
ارتفاع مؤشر الدولار جعل الذهب أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى، وبالتالي تراجع الطلب العالمي.
كلما رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، يصبح الاستثمار في السندات أكثر جذبًا من الذهب الذي لا يدر عائدًا.
بعض الهدوء النسبي في النزاعات الدولية أدى إلى تقليل الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
تراجع الطلب من بعض الأسواق الآسيوية، خاصة الهند والصين، ساهم في خفض الأسعار.
انخفضت أسعار الذهب في السوق المصري صباح اليوم بحوالي 40 جنيهًا للجرام لعيار 21، ليصل إلى حوالي 3100 جنيه بعد أن كان 3140 بالأمس.
أصحاب محلات الذهب أكدوا أن الإقبال ارتفع نسبيًا، خاصة من الشباب المقبلين على الزواج.
الأسر التي اعتادت شراء الذهب كوسيلة ادخار طويلة المدى ستعتبر الانخفاض فرصة لزيادة المقتنيات، بينما يشعر بعض من اشتروا مؤخرًا بخسارة مؤقتة.
العيار / الأوقية | السعر عالميًا بالدولار | السعر في مصر بالجنيه | ملاحظات |
---|---|---|---|
الأوقية (أونصة) | 2230 | — | تراجع 40$ عن الأمس |
جرام عيار 24 | 71.6 | 3540 | الأغلى قيمة |
جرام عيار 21 | 62.6 | 3100 | الأكثر تداولًا |
جرام عيار 18 | 53.7 | 2655 | مناسب للشراء الشعبي |
بعض المحللين يرون أن الذهب قد يستقر حول مستوى 2200 – 2250 دولار للأوقية خلال الأسابيع المقبلة.
آخرون يتوقعون عودة الصعود إذا حدثت توترات جيوسياسية جديدة أو قرر الفيدرالي التخفيف من رفع الفائدة.
الخبراء المحليون يؤكدون أن العامل الحاسم في مصر يظل سعر الدولار أمام الجنيه، أكثر من حركة الذهب عالميًا.
من يرغب في الشراء بغرض الادخار طويل الأجل يمكنه استغلال الأسعار الحالية.
من يمتلك ذهبًا بالفعل، الأفضل عدم البيع في فترة التراجع لتجنب الخسارة.
المقبلون على الزواج يمكنهم الشراء الآن باعتبارها فرصة نسبية.
متابعة نشرات الأسعار بشكل يومي ضرورية، نظرًا للتقلب السريع.
الانخفاض الكبير في أسعار الذهب اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 عالميًا يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة:
هل يستمر الذهب في الهبوط ليكسر حاجز 2200 دولار للأوقية؟
أم أن الأحداث الاقتصادية والسياسية المقبلة ستعيده للصعود مجددًا؟
في كل الأحوال، يبقى الذهب أصلًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه، سواء كاستثمار طويل المدى أو كزينة تُزيّن أيادي النساء. وبين مستفيد من التراجع وخاسر منه، يظل هذا المعدن النفيس مرآة تعكس حالة الاقتصاد العالمي، ومؤشرًا يترقبه الجميع صباح كل يوم.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt