يشهد سوق الذهب المصري حالة من الترقب والجدل عقب الانخفاض الكبير الذي سجّلته أسعار المعدن النفيس صباح اليوم الأحد 21 سبتمبر 2025. فالذهب لا يُعتبر مجرد سلعة عادية في مصر، بل هو مخزن للقيمة وملاذ آمن في أوقات الأزمات، ووسيلة ادخار أساسية للمواطنين من مختلف الطبقات، فضلًا عن كونه جزءًا لا يتجزأ من العادات الاجتماعية والاقتصادية.
ويأتي هذا الانخفاض في وقت حساس يترقب فيه المستثمرون والمواطنون اتجاهات السوق العالمية والمحلية، حيث يلعب الذهب دورًا محوريًا في رسم السياسات المالية للأسر والتجار على حد سواء. ومع هبوط الأسعار بشكل كبير اليوم، تباينت ردود الأفعال بين من يراه فرصة للشراء ومن يخشى استمرار التراجع بما قد يسبب خسائر.
أعلنت الشعبة العامة للذهب في الاتحاد العام للغرف التجارية أن أسعار الذهب شهدت تراجعًا ملحوظًا في التعاملات الصباحية. وجاءت الأسعار على النحو التالي:
عيار 24: سجّل حوالي 3,050 جنيهًا للجرام بعد أن كان يتخطى 3,150 جنيهًا أمس.
عيار 21: الأكثر تداولًا في السوق المصري، تراجع إلى 2,670 جنيهًا للجرام.
عيار 18: انخفض إلى 2,290 جنيهًا للجرام.
الجنيه الذهب: سجّل 21,360 جنيهًا.
الأونصة العالمية: بلغت 2,280 دولارًا بعد أن فقدت نحو 30 دولارًا في جلسة التداول الأخيرة.
هذا الانخفاض يُعد من أكبر التحركات السعرية خلال الأسابيع الماضية، ما جعله محور اهتمام واسع من قبل التجار والمستثمرين وحتى المواطنين الذين يتابعون الأسعار بشكل يومي.
السبب الرئيسي وراء الانخفاض يتمثل في تراجع أسعار الذهب عالميًا بعد تصريحات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول احتمال تثبيت أسعار الفائدة، وهو ما دفع المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر كالأسهم بدلًا من الذهب.
ارتفاع مؤشر الدولار عالميًا زاد من الضغوط على أسعار الذهب، إذ أن قوة العملة الأمريكية تجعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما يقلل من الطلب عليه.
في السوق المصرية، ساهم استقرار سعر صرف الجنيه مقابل الدولار نسبيًا، إلى جانب زيادة المعروض من الذهب، في تسريع وتيرة التراجع.
انخفاض أسعار الذهب منح فرصة جديدة للشباب المقبلين على الزواج لشراء الشبكة بتكلفة أقل، وهو ما انعكس إيجابًا على حركة السوق في محلات الصاغة.
بالنسبة لمن يحتفظون بمدخراتهم في صورة ذهب، فقد أثار التراجع قلقهم من احتمال استمرار الهبوط وفقدان جزء من قيمة مدخراتهم.
اعتبر بعض المستثمرين أن الانخفاض فرصة جيدة لشراء كميات جديدة تحسبًا لعودة الأسعار للارتفاع مرة أخرى، بينما فضّل آخرون الانتظار لحين استقرار السوق.
بعض التجار أكدوا أن حركة الشراء شهدت نشاطًا ملحوظًا صباح اليوم نتيجة الانخفاض.
آخرون أشاروا إلى أن حالة الحذر ما زالت مسيطرة على كثير من العملاء الذين ينتظرون اتضاح الرؤية خلال الأيام المقبلة.
مواقع التواصل الاجتماعي شهدت نقاشات واسعة بين المواطنين، حيث اعتبره البعض "فرصة ذهبية" للاستثمار، بينما عبّر آخرون عن مخاوفهم من استمرار التراجع.
في بداية سبتمبر 2025، سجّل عيار 21 حوالي 2,950 جنيهًا.
في منتصف الشهر، تراجع إلى 2,800 جنيه.
واليوم الأحد 21 سبتمبر، هبط إلى 2,670 جنيهًا.
هذا التدرج الواضح في الأسعار يؤكد أن السوق يعيش مرحلة تصحيح بعد موجة ارتفاعات متتالية استمرت أشهرًا طويلة.
يتوقع بعض المحللين أن يستقر الذهب عند مستوياته الحالية إذا ما استمرت سياسة الفيدرالي الأمريكي دون تغيير كبير في أسعار الفائدة.
هناك من يرى أن الذهب سيعود للارتفاع مع أي توترات سياسية أو اقتصادية عالمية، كونه الملاذ الآمن الأول للمستثمرين.
الخبراء ينصحون بعدم الاندفاع في البيع خوفًا من الخسارة، وكذلك عدم المبالغة في الشراء دون دراسة دقيقة.
للشباب المقبلين على الزواج: يُعتبر التوقيت الحالي مناسبًا للشراء قبل أي ارتفاع جديد.
للمدخرين: يُفضل الاحتفاظ بالذهب وعدم البيع الآن إلا للضرورة.
للمستثمرين: من الأفضل توزيع الاستثمارات وعدم الاعتماد على الذهب فقط، مع مراقبة السوق العالمية عن قرب.
الانخفاض الكبير في أسعار الذهب اليوم الأحد 21 سبتمبر 2025 يُشكل نقطة تحول مهمة في السوق المصرية، حيث فتح الباب أمام فرص جديدة للشراء، لكنه في الوقت ذاته أثار مخاوف المدخرين. وفي ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية والمحلية، تبقى نصائح الخبراء بالتوازن والحذر هي السبيل الأمثل للتعامل مع هذه المرحلة.
وبينما يترقب الجميع تحركات الذهب في الأيام المقبلة، يظل المعدن النفيس هو العنوان الأبرز لكل من يسعى للحفاظ على أمواله في مواجهة التقلبات الاقتصادية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt