شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 31 يوليو 2025 انخفاضًا جديدًا في السوق المحلي، ليواصل المعدن الأصفر تسجيل خسائر متتالية خلال الأسبوع الأخير من شهر يوليو، وهو ما أثار تساؤلات العديد من المستثمرين والمواطنين عن مستقبل الأسعار، خاصة مع استمرار التقلبات العالمية والمحلية في الأسواق.
ويأتي هذا التراجع في سعر الذهب مدفوعًا بعدة عوامل مؤثرة، أبرزها التغيرات المستمرة في أسعار الدولار أمام الجنيه، وحركة التداول في البورصات العالمية، فضلًا عن اتجاه عدد من المتعاملين نحو البيع لجني الأرباح قبل نهاية الشهر. وقد سجل عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق المصري، تراجعًا واضحًا اليوم مقارنة بالأيام السابقة.
جاءت أسعار الذهب في مصر صباح اليوم على النحو التالي، وفقًا لآخر تحديثات السوق المحلية:
عيار 24: 3,145 جنيهًا للجرام
عيار 22: 2,882 جنيهًا للجرام
عيار 21: 2,750 جنيهًا للجرام
عيار 18: 2,362 جنيهًا للجرام
عيار 14: 1,838 جنيهًا للجرام
عيار 12: 1,573 جنيهًا للجرام
الجنيه الذهب (عيار 21): 22,000 جنيه تقريبًا
ويُلاحظ أن عيار 21 خسر نحو 20 جنيهًا في الجرام الواحد مقارنة بيوم أمس، وهو ما يمثل خسارة واضحة في يوم واحد، خاصة للمتعاملين الذين يتابعون حركة السوق بشكل يومي.
تعود أسباب تراجع الذهب اليوم إلى عدة متغيرات، منها:
انخفاض الطلب المحلي خلال عطلة نهاية الشهر.
تراجع أسعار الذهب عالميًا، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على السوق المصري.
استقرار نسبي في سعر الدولار داخل السوق المصرفي، مما ساهم في تقليل الضغط على أسعار الذهب.
تحركات بعض المستثمرين المحليين لبيع ما لديهم من ذهب بعد ارتفاعات سابقة، مما أدى لزيادة المعروض.
على الصعيد العالمي، تأثر سعر الذهب سلبًا نتيجة قوة الدولار في الأسواق الدولية، بجانب تراجع الطلب من قبل بعض المستثمرين الذين اتجهوا نحو أدوات مالية أكثر ربحية خلال الأسبوع الجاري، مثل الأسهم والسندات الأمريكية. وقد سجلت الأونصة الذهبية العالمية تراجعًا لتصل إلى حدود 2,316 دولار، مقارنة بـ 2,335 دولار في تعاملات بداية الأسبوع.
هذا الانخفاض في السعر العالمي انعكس سريعًا على السوق المحلي، خصوصًا أن السوق المصرية شديدة الارتباط بسعر الذهب عالميًا.
عادةً ما يتم تحديد أسعار الذهب المعلنة بدون المصنعية، لكن عند الشراء من محلات الذهب يضاف إلى السعر ما يُعرف باسم "المصنعية"، والتي تختلف من مكان لآخر ومن نوع مشغولات إلى أخرى. وتُقدّر قيمة المصنعية على الجرام الواحد ما بين 100 إلى 200 جنيه في المتوسط، حسب نوع العيار والشكل المصنع.
لذلك فإن السعر الفعلي للشراء يختلف عن السعر المُعلن بنسب متفاوتة، ما يسبب أحيانًا ارتباكًا لدى البعض عند مقارنة الأسعار أو اتخاذ قرار الشراء.
مع الانخفاض الذي شهده الذهب اليوم، بدأت بعض التوجهات تظهر لدى شريحة من المواطنين، وتتمثل أبرز هذه التوجهات في:
الشراء بغرض الاستثمار، خاصة من العيار الثقيل مثل عيار 21 و24.
تأجيل البيع من قبل من يملكون ذهبًا حتى تعود الأسعار للارتفاع مرة أخرى.
الإقبال على شراء المشغولات الخفيفة مثل الحلقان والخواتم من عيار 18، مستغلين تراجع الأسعار.
يرى بعض تجار الذهب أن الوقت الحالي قد يكون مناسبًا للشراء، خاصة أن هناك احتمالات بعودة الذهب للارتفاع خلال شهر أغسطس القادم مع ترقب بعض القرارات الاقتصادية الدولية. ومع ذلك، فإن القرارات الشرائية تختلف من شخص لآخر بحسب الهدف من الشراء، سواء كان بغرض الاستثمار طويل الأجل أو الادخار الشخصي أو حتى للزينة.
تشير بعض التوقعات داخل السوق المحلي إلى أن أسعار الذهب قد تشهد مزيدًا من التذبذب خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل تقلبات الأسواق العالمية، وتأثيرات الحرب الاقتصادية بين بعض الدول الكبرى، فضلًا عن القرارات النقدية المنتظرة من البنوك المركزية الدولية.
ومن المتوقع أن يستمر الذهب في تحركاته العرضية ما بين الارتفاع والانخفاض خلال شهر أغسطس، ما يستدعي متابعة دقيقة للأسعار بالنسبة للراغبين في الشراء أو البيع خلال هذه الفترة.
رغم حالة الركود النسبي التي يشهدها السوق المصري خلال فصل الصيف، إلا أن الذهب لا يزال يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن، خاصة في ظل اضطراب بعض المؤشرات الاقتصادية في الفترة الأخيرة. وقد ساعدت بعض المواسم مثل عيد الأضحى السابق وموسم الخطوبة والزواج على تحريك السوق قليلًا، لكن التذبذب السعري يظل سيد الموقف.
لمن يرغب في التعامل مع الذهب سواء بالشراء أو البيع، إليك بعض النصائح الهامة:
متابعة السعر بشكل يومي عبر المنصات المحلية ومقارنته بالسعر العالمي.
السؤال عن قيمة المصنعية بدقة قبل الشراء، خاصة عند شراء مشغولات للزينة.
التأكد من الحصول على فاتورة ضريبية عند الشراء لضمان الحقوق القانونية.
عدم الانسياق وراء الإشاعات حول الارتفاعات الجنونية أو الانهيارات المفاجئة.
التوجه لمتاجر موثوقة لديها سجل تجاري وتاريخ طويل في سوق الذهب.
انخفاض أسعار الذهب اليوم الخميس، وعلى رأسها عيار 21، يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول ما إذا كانت هذه بداية لهبوط جديد أم مجرد تراجع مؤقت في دورة الذهب المعتادة. وبين من يرى الفرصة سانحة للشراء ومن ينتظر ارتفاعًا جديدًا لتحقيق ربح أكبر، يبقى الذهب هو المعدن الذي لا يفقد بريقه في السوق المصري، ويواصل إثارة الاهتمام في كل تغير سعري يشهده.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
