تشهد أسواق الذهب في مصر حالة من الارتباك والتقلب المستمر خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد سلسلة من الارتفاعات المتتالية التي طرأت على الأسعار، والتي دفعت كثيرًا من المتعاملين في السوق إلى الحذر والتريث قبل اتخاذ أي قرار بالشراء أو البيع.
وفي صباح اليوم الإثنين، سجلت أسعار الذهب قفزة جديدة داخل محلات الصاغة، في استمرار واضح للموجة التصاعدية التي بدأت منذ بداية الشهر. ورغم الاستقرار النسبي في الأسواق العالمية، فإن السوق المحلي لا يزال يتأثر بعوامل داخلية من أبرزها تحركات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وزيادة تكلفة المصنعية، وتراجع المعروض من الخام.
وبينما يتابع المواطنون، خاصة المقبلين على الزواج أو الراغبين في الادخار، حركة أسعار الذهب لحظة بلحظة، تبرز أهمية الوقوف على التفاصيل الدقيقة لأسعار العيارات المختلفة داخل محلات الصاغة، وكذلك العوامل التي تؤثر على حركة السعر بشكل يومي.
سجل سعر جرام الذهب من العيار الأعلى نقاءً، وهو عيار 24، ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم. ويُعد هذا العيار الأقل انتشارًا في السوق المحلي من حيث الاستخدام في المشغولات، لكنه يُستخدم على نطاق واسع في السبائك والاحتفاظ بالقيمة.
وقد تجاوز سعر الجرام من عيار 24 حاجزًا جديدًا، ليواصل ارتفاعه بعد سلسلة من الزيادات المحدودة خلال الأيام الماضية. ويأتي هذا التحرك مدفوعًا بزيادة الطلب على الاستثمار في الذهب النقي، بالتزامن مع اضطرابات في الأسواق المالية الأخرى.
يظل عيار 21 هو الأكثر تداولًا وشعبية في السوق المصري، خاصة في المحافظات والمدن ذات الطابع الشعبي، وهو المؤشر الأكثر دقة على حركة أسعار الذهب اليومية.
وقد شهد سعر هذا العيار ارتفاعًا جديدًا في بداية تعاملات اليوم الإثنين، حيث سجل زيادة تراوحت بين 20 و30 جنيهًا للجرام الواحد مقارنة بيوم أمس. ويعزى ذلك إلى عوامل متعددة، أبرزها نقص المعروض في بعض المحلات، وارتفاع تكلفة استيراد الذهب الخام، فضلًا عن تصاعد معدلات الطلب على الشراء.
المستهلكون الذين اعتادوا شراء هذا العيار لأغراض الزينة أو كهدية للمناسبات، باتوا أكثر حذرًا في قراراتهم، في ظل توقعات بحدوث زيادات أخرى خلال الأيام القادمة.
عيار 18 الذي يُعد الخيار المفضل لدى بعض فئات الشباب، خاصة في تصميمات المجوهرات العصرية، شهد أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا في سعره اليوم.
هذا العيار يُستخدم بكثرة في المشغولات ذات الطابع الأوروبي، ويتميز بسعره الأقل نسبيًا، مما يجعله خيارًا مناسبًا للمقبلين على الزواج أو من يبحثون عن شراء هدايا ذهبية بتكلفة أقل.
التغير في سعر عيار 18 اليوم جاء متأثرًا بحركة عيار 21 و24، ويعكس التوجه العام للسوق، لكنه ما زال يحافظ على جاذبيته بفضل انخفاض تكاليفه مقارنة بالعيارات الأخرى.
لم تعد العيارات الاقتصادية مثل 14 و12 خارج حسابات المستهلك، بل أصبح لها وجود واضح في السوق المصري خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع ارتفاع أسعار العيارات الأعلى.
عيار 14 تحديدًا شهد زيادة بسيطة في سعره اليوم، مدعومًا بطلب محدود من بعض الفئات التي تسعى لاقتناء الذهب بأقل تكلفة ممكنة، سواء بغرض الادخار أو الاستخدام اليومي.
أما عيار 12، الذي لا يزال نادر الاستخدام، فقد تحرك هو الآخر ضمن موجة الارتفاع، وإن كانت مكاسبه أقل نسبيًا بسبب ضعف الإقبال عليه.
الجنيه الذهب يُعد واحدًا من الأشكال الاستثمارية المهمة في مصر، ويحظى بإقبال كبير من الراغبين في حفظ قيمة أموالهم بعيدًا عن تقلبات العملات أو البورصة.
وقد سجل الجنيه الذهب اليوم قفزة واضحة في سعره، متأثرًا بسعر جرام عيار 21، إذ يتم حسابه بناءً على مضاعفة السعر × 8.
هذا الارتفاع جعل بعض المتعاملين يعيدون التفكير في شراء الجنيه الذهب، خصوصًا في ظل التوقعات بارتفاعات إضافية خلال الفترة المقبلة، وهو ما قد يشجع على الشراء الفوري بدلًا من الانتظار.
نعم، المصنعية تُعد عاملًا مؤثرًا جدًا في تحديد السعر النهائي الذي يدفعه المستهلك داخل محلات الصاغة. ومع ارتفاع الأسعار الأساسية للذهب، باتت المصنعية تشكّل عبئًا إضافيًا على المواطن، خاصة في العيارات الشائعة مثل 21 و18.
بعض المحلات لجأت خلال الأيام الأخيرة إلى رفع قيمة المصنعية نتيجة الزيادة في تكاليف التشغيل والخامات، مما أدى إلى اختلاف الأسعار من محل إلى آخر، حتى داخل المنطقة الواحدة.
وبالتالي، يُنصح كل من يرغب في الشراء بمقارنة الأسعار والمصنعية بين أكثر من محل قبل اتخاذ القرار النهائي.
الزيادة الحالية في أسعار الذهب جاءت نتيجة تفاعل عدد من العوامل المحلية والدولية، منها:
الطلب الموسمي: تزامن موسم الزواج مع فترة الصيف أدى إلى زيادة الطلب على المشغولات.
أسعار صرف العملات: أي تحرك في سعر الدولار محليًا ينعكس مباشرة على سعر الذهب.
الأسواق العالمية: ارتفاع طفيف في أسعار الذهب عالميًا عزز من الاتجاه الصاعد محليًا.
تكلفة الإنتاج: ارتفاع أسعار المواد الخام ومصاريف التشغيل أثر على تكلفة المصنعية.
تراجع المعروض: بعض التجار قللوا من كميات المعروض في المحلات انتظارًا لمزيد من الارتفاع.
السؤال المتكرر حاليًا في أذهان كثير من المواطنين هو: "هل أشتري الآن أم أنتظر؟".
الإجابة تختلف حسب الغرض من الشراء، فإذا كان الهدف هو الادخار طويل الأجل، فإن شراء الذهب في أي وقت يُعد خيارًا آمنًا نسبيًا مقارنة ببدائل أخرى.
أما إذا كان الهدف هو الشراء بغرض الزينة أو الاستخدام القريب، فمن الأفضل ترقب تحركات السوق خلال الأيام القليلة القادمة، فقد تحدث بعض التراجعات المؤقتة بعد الارتفاع الحاد الأخير.
في ظل الزيادات المتكررة، نقدم بعض النصائح للمستهلكين:
تابع الأسعار أولًا بأول: حتى تتمكن من الشراء عند أقل سعر ممكن.
استفسر عن المصنعية جيدًا: لأنها تختلف كثيرًا من مكان لآخر.
اشترِ من محل موثوق: لضمان جودة العيار والفاتورة.
لا تتعجل: الاندفاع في الشراء قد يؤدي إلى دفع سعر أعلى من اللازم.
فكر في البدائل: مثل الجنيه الذهب أو السبائك لتوفير مصاريف المصنعية.
رغم أن حركة الذهب متقلبة بطبيعتها، فإن المؤشرات الحالية ترجّح استمرار الاتجاه الصاعد في المدى القصير، مدفوعًا بارتفاع الطلب وتراجع المعروض.
ويُتوقع أن تبقى الأسعار عند مستويات مرتفعة نسبيًا حتى نهاية الشهر، ما لم تحدث تغيّرات جوهرية في الأسواق العالمية أو سعر الصرف المحلي.
وفي كل الأحوال، يظل الذهب ملاذًا آمنًا لكثير من الأسر المصرية، سواء بغرض الزينة أو الاستثمار، ويبقى الرهان على الوعي والاختيار الحكيم هو المفتاح في التعامل مع هذا السوق المعقد.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt