مان يونايتد يتصدر قائمة الضحايا المفضلين لـ محمد صلاح بالدوري الإنجليزي
في مستهل مشواره مع ليفربول منذ رحيله من تشيلسي، لم يكن “مو صلاح” لاعبًا عاديًا فقط، بل تحول إلى أحد أشد الرعب إن لم يكن أخشاه الخصوم وأكثرهم ثأرًا في ملاعب الدوري الإنجليزي. لكن من المفترض أن يتصدر محمد صلاح هذه القائمة ليس أي مدافع عادي، بل خصم تاريخي، يكنى بحضور ثقيل وهويّة قوية في الدوري: مانشستر يونايتد. منذ وصوله لـ "الريدز"، وهلال صلاح يسطع فوق سماء ميدان الشياطين الحمر كل مرة يواجههم. الأرقام تتكلم: أكثر من عشرة أهداف وأضعافها من التمريرات الحاسمة، تجعل من مان يونايتد “كوسة” مفضّلة في مائدة مهاجم لن يتوقف عن موالاة التألق أمامه. هذه العلاقة - إن جازت التسمية - تتخطى الإحصائيات لتصبح خطابًا متجددًا في مباريات الكلاسيكو، يتفجّر بحماس الجماهير وألم المدافعين المتناوبين.
في هذا التقرير المطلول، سنغوص في عمق الحكاية، لاكتشاف ما وراء هذه العلاقة الخاصة، بدايةً بالطبيعة العدائية للتقابلات، مرورًا بجدلية التكتيك والاستعدادات الخاصة، وانتهاءً برؤية مستقبلية لهذا الصراع الأيقوني في مفاصل الدوري الإنجليزي.
رقمٌ لا يكذّب نفسه: كم هدفًا وصناعة حقق صلاح ضد مان يونايتد؟
خلال مواجهاتهما في الدوري الإنجليزي، سجّل محمد صلاح ما يقارب 15 هدفًا، إلى جانب 6 تمريرات حاسمة لزملائه، أي أن مشاركته التهديفية في مرمى مانشستر يونايتد تبلغ 21 مرة تقريبًا.
هذا العدد لا يجعل فقط صلاح اللاعب الأكثر تهديفًا ضد مان يونايتد، بل يجعل منه أكثر من بهدّ بشكل مباشر لليد الحمراء، مكررًا على نحو ملحوظ أعنف عروضه أمام مدافع واحد محدد، مقارنة بكل الأندية الأخرى.
"الملعب يسيل دمًا": صلاح يذبح مانشستر في بيته
لا يكفي الإحصاء المرئي؛ فالرعب الحقيقي يتجسد في لقاءات كيف لا، وقد سجل صلاح هاتريكًا في أول 24 أكتوبر بعد عودته عبر فيورنتينا، مما جعل منها الكارثة الأبرز لـ مانشستر في ملعبه: 5–0.
وفي أنفيلد، قرّر ألا يترك ذكريات طيبة للخصم، فكانت هناك مباراة تاريخية بنصر تاريخي 7–0، صنع فيها صلاح ثنائية، ناقلًا من سوء الحظ إلى ما هو مشنوق بالكامل أمام جماهيرهم.
تحليل دقيق لهذه العلاقة العدائية
-
بروتوكول الفردنة: صلاح يملك الحرية شبه الكاملة في التحرك خلف المدافعين والتوغل في الدفاع.
-
السرعة بعد الاستلام: مؤثر جدًا في استغلال الفرص السريعة ضد خط دفاع يونايتد غالبًا ما يعاني من البطء في إعادة التنظيم.
-
الدعم الجماعي: لا يقل عن دوره الفردي، إذ يرتبط بعدة لاعبين يقدمون عروضًا مساعدة تعيد مفعول الدائرة للرقم 11، سواء عبر تمريرات رامسيكالية أو سريعة.
لماذا "مالكي المنزل" يبدؤون اللعبة خائفين؟
-
ضعف الدفع الدفاعي: أحيانًا يبدو دفاع مانشستر يونايتد عاجزًا أمام سرعة صلاح وارتباطه اللاقط.
-
غياب التنظيم: بعض المدربين يواجهون تحديًا في إيقاف شلالات صلاح دون أن يحدث تفكك تكتيكي كامل.
-
تأثير الضغط الجماهيري: تأثير الإحراج التاريخي في مبارياتهما، حيث إن سمعة صلاح يسبق وصوله أرض الملعب، يضغط إضافيًا.
دور يورغن كلوب واستراتيجيات المواجهة
كلوب يعلم جيدًا ذلك الانفلات الإبداعي لصلاح، ويعطيه مساحة للحركة دفاعًا كما وأنًا هجوميًا.
في المقابل، مان يونايتد مطالب دائمًا بتجهيز خط دفاع يجيد سد متنه، ويحتاج لتجهيز خط وسط يتحكم في إيقاع المباراة، وهو ما نادرًا ما يظهر أمام ليفربول.
نظرة مستقبلية: ماذا لو رحل صلاح؟
في حال انتهى عقده أو قرر الرحيل، سيتبخر هذا الصراع الخاص تلقائيًا. لكن الباب يبقى مفتوحًا لترحيب جمهوري، فإن تكرر الرقم 11 في دراما مشابهة، فستكون أمام أي مدافع أو مهاجم احتمال خلق نصّ خاص يليق بتاريخ سامِع صنعه صلاح ضد "المان".
صلاح كـ "مُسخه التهديفي" لمانشستر يونايتد، ليس مجرد عنوان إحصائي، بل رمز قِيم في دراما الكرة الإنجليزية.
كل مباراة بينهما ليست فقط مواجهة؛ إنها معركة تتوقع فيها الجماهير فعلًا مفاجئًا، يقلب سير اللقاء.
ويبقى السؤال: من التالي الذي يملك شرف هذا التوتّر الجمالي في مواجهة "أقوى أندية العالم"؟