من القضايا التي تثير نقاشًا واسعًا بين الأسر المسلمة وتطرح كثيرًا على العلماء والدعاة: حكم كشف الفتاة المنتقبة وجهها لخاطبها. هذه المسألة تجمع بين الشق الشرعي والاجتماعي، فهي ترتبط من ناحية بأحكام الخطبة والنظر الشرعي، ومن ناحية أخرى بالعادات والتقاليد التي تختلف من بلد إلى آخر.
يأتي السؤال عادة من أسر الفتيات المنتقبات اللواتي يلتزمن بالستر الكامل، لكن عند تقدم خاطب جاد يرغب في رؤيتها، يقعن في حيرة: هل يجوز كشف الوجه أمامه ليتمكن من التعرف على ملامحها قبل اتخاذ قرار الزواج؟ أم أن النقاب يجب أن يظل حتى بعد الخطبة، ويكفي الاعتماد على ثقة الأهل والشهود؟
علماء الشريعة أكدوا أن الإسلام دين وسطية، وقد أعطى لكل من الخاطب والمخطوبة حقوقًا تحفظ كرامتهما وتعينهما على اتخاذ القرار الصحيح. فالزواج ميثاق غليظ يقوم على المودة والرحمة، ولا بد أن يُبنى على وضوح واطمئنان، ومن ذلك أن يرى الرجل من خطيبته ما يعينه على القبول والرضا.
لكن في المقابل، فإن مسألة كشف الوجه أمام الخاطب تحتاج إلى ضوابط شرعية وأخلاقية تضمن عدم التوسع أو التجاوز، خاصة في ظل ما يشهده العصر من انفتاح ومخاوف من سوء الاستغلال. وهنا يأتي دور الفقهاء في وضع الحدود والضوابط الواضحة.
أقرأ المزيد من الأخبار العالمية و الرياضية عبر موقع ميكسات فور يو بجودة عالية.
ورد في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: "إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل."
جمهور العلماء فهموا من الحديث أن النظر إلى المخطوبة مشروع بشرط أن يكون القصد هو الخطبة الجادة.
يرى الفقهاء أن الوجه والكفين هما أكثر ما يعبر عن جمال المرأة وصحتها، ولهذا أجازوا كشفهما للخاطب.
المذهب | الحكم الشرعي | التفاصيل |
---|---|---|
الحنفية | جائز | يجوز للخاطب أن يرى وجه المخطوبة وكفيها فقط. |
المالكية | جائز | يباح النظر إلى الوجه والكفين والقدَمين في حدود الأدب. |
الشافعية | جائز | يقتصر على الوجه والكفين؛ لأنهما محل النظر والجمال. |
الحنابلة | جائز بشروط | يشترط إذن ولي الأمر وعدم الخلوة وأن يكون النظر بقدر الحاجة. |
أن تكون الخطبة جدية وليست مجرد رغبة عابرة.
أن يتم النظر بحضور ولي الفتاة أو أحد محارمها.
أن يكون النظر في حدود الوجه والكفين دون تجاوز.
أن يقتصر الأمر على عدد مرات محدودة بقدر الحاجة.
ألا يصاحب ذلك خلوة محرمة أو لمس.
إعطاء الفرصة للخاطب ليطمئن إلى قبوله لمخطوبته.
تقليل نسب الطلاق التي قد تحدث لاحقًا بسبب عدم الرضا أو المفاجآت.
بناء الثقة والوضوح بين الطرفين من البداية.
تأكيد أن الإسلام دين واقعية لا يفرض أمورًا تعجيزية على الناس.
بعض الأسر تعتبر كشف الوجه للخاطب أمرًا عاديًا، بينما أخرى تتحفظ بشدة.
الفتاة نفسها قد تشعر بالتوتر من فكرة رفع النقاب، لكنها قد تحتاج ذلك لضمان حقها.
الرضا النفسي للطرفين يساعد على استقرار الحياة الزوجية مستقبلًا.
أجمع العلماء على أن الرؤية المباشرة أفضل وأصدق، لكن الصورة قد تكون وسيلة مساعدة في حال تعذر اللقاء.
نعم، إذا لم تكفِ النظرة الأولى لاتخاذ القرار، شريطة وجود الضوابط.
الإسلام شجع على التوازن، وغض البصر مطلوب عن غير المخطوبة، أما في حال الخطبة فالاطمئنان مقدم.
الجانب | الموقف الشرعي | الموقف الاجتماعي |
---|---|---|
كشف الوجه للخاطب | جائز بضوابط | قد يُرفض في بعض البيئات المحافظة |
حضور ولي الفتاة | شرط أساسي | مقبول ومرحب به |
تكرار اللقاء | مباح للحاجة | أحيانًا يثير تحفظ العائلات |
الاعتماد على الصور | غير مفضل | شائع في بعض البيئات الحديثة |
حكم كشف الفتاة المنتقبة وجهها لخاطبها ليس محل خلاف كبير بين العلماء، فجميع المذاهب الأربعة تجيز ذلك بضوابط شرعية، أهمها أن تكون الخطبة جدية، وأن يتم النظر بحضور وليها، وأن يقتصر على الوجه والكفين. الحكمة من هذا الحكم الشرعي هي تحقيق الوضوح والشفافية، وضمان رضا الطرفين قبل الدخول في الحياة الزوجية.
من الناحية الاجتماعية، يبقى التطبيق مختلفًا حسب العادات، لكن المهم أن يكون القرار مبنيًا على مصلحة الطرفين واستقرار الأسرة. والفتاة التي تلتزم بالنقاب لها أن تكشف وجهها لخاطبها الشرعي ليطمئن قلبه وتطمئن هي أيضًا إلى صدق النية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt