تُعد أسعار الدواجن والبيض من أهم المؤشرات التي تهم الأسرة المصرية يوميًا، نظرًا لارتباطها المباشر بالوجبة الأساسية في أغلب البيوت، وتأثيرها الملحوظ على ميزانية الطعام الشهرية. ومع بداية تعاملات اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025، ازداد اهتمام المواطنين والمراقبين الاقتصاديين على حد سواء بالتغيّرات التي طرأت على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي، إلى جانب البيض بأنواعه المختلفة.
ويأتي هذا الاهتمام في ظل حالة من التذبذب التي تشهدها الأسواق المحلية نتيجة عوامل متعددة أبرزها: تكلفة الأعلاف المستوردة، وتغيّرات أسعار صرف الدولار، والطلب الموسمي المرتبط بنهاية شهر يوليو وبداية التحضير للمواسم الدراسية الجديدة، فضلًا عن استمرار جهود الدولة لضبط الأسواق ومكافحة الاحتكار. هذا كله ساهم في خلق حالة من الترقب، لا سيما في ظل محاولات التجار الحفاظ على مستوى الربح دون تحميل المواطن أعباءً إضافية.
وفي هذا التقرير نرصد تحركات الأسعار اليوم بكل دقة، ونتناول بالتحليل أسباب التغيرات، وتوقعات السوق للفترة المقبلة، إلى جانب رصد تأثير هذه التغيرات على الأسر متوسطة ومحدودة الدخل، ونستعرض آراء التجار، والمستهلكين، وأصحاب مزارع الدواجن بشأن أوضاع السوق الحالية.
شهدت أسعار الدواجن في تعاملات اليوم حالة من الاستقرار النسبي في معظم الأسواق، مع تسجيل بعض التغيرات الطفيفة في الأسعار بين المحافظات والمناطق الشعبية والراقية. وتوزعت أسعار اليوم على النحو التالي:
سعر كيلو الفراخ البيضاء في المزرعة: تراوح بين 69 إلى 71 جنيهًا.
سعر كيلو الفراخ البيضاء للمستهلك النهائي: وصل في بعض المناطق إلى 75 جنيهًا، وفي مناطق أخرى تخطى 78 جنيهًا حسب تكاليف النقل وهوامش الربح.
سعر كيلو الفراخ البلدي: يتراوح بين 90 و95 جنيهًا، ويصل في بعض الأحياء إلى 98 جنيهًا.
سعر كيلو الفراخ الساسو: سجل اليوم بين 84 و87 جنيهًا.
الفراخ الأمهات البيضاء: استقرت أسعارها ما بين 60 و64 جنيهًا للكيلو في الأسواق.
هذا الاستقرار في الأسعار، وإن كان مؤقتًا، يرجع إلى تراجع نسبي في أسعار الأعلاف منذ بداية الأسبوع الجاري، بالإضافة إلى انخفاض درجات الحرارة نسبيًا، ما ساهم في تقليل نسب النفوق في المزارع، ورفع معدلات المعروض.
أما على صعيد البيض، فقد استمرت الأسعار في تسجيل مستويات مرتفعة نسبيًا، لكنها دون ذروة الارتفاعات التي شهدتها السوق قبل أسابيع، وكانت أسعار اليوم كالتالي:
طبق البيض الأبيض من المزرعة: تراوح بين 92 و95 جنيهًا.
طبق البيض الأبيض للمستهلك: بلغ سعره ما بين 98 و102 جنيهًا حسب المنطقة.
طبق البيض الأحمر من المزرعة: يتراوح بين 94 و97 جنيهًا.
طبق البيض الأحمر للمستهلك: يصل إلى 105 جنيهات في بعض المناطق الراقية.
طبق البيض البلدي: سجل ما بين 100 إلى 108 جنيهات في الأسواق.
ويرى بعض التجار أن الإقبال على البيض ما زال قويًا، خاصة من الأسر التي تستخدمه كبديل عن البروتين الحيواني في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، ما يجعل الطلب ثابتًا رغم الزيادات الأخيرة.
تشهد أسعار الفراخ والبيض حالة من التذبذب الدائم، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل المؤثرة، أبرزها:
تُعد الأعلاف أكبر مكوّن من تكلفة تربية الدواجن، وبالتالي فإن أي تغير في أسعار الذرة الصفراء والصويا، سواء بسبب أسعار الاستيراد أو تغيرات سعر الدولار، يؤدي مباشرة إلى تغيير في الأسعار النهائية للمنتج.
ارتفعت مؤخرًا تكلفة النقل بشكل ملحوظ، نتيجة زيادة أسعار الوقود، مما أثر على سعر المنتج النهائي المعروض في الأسواق البعيدة عن مناطق الإنتاج.
تؤثر درجات الحرارة المرتفعة بشكل مباشر على صحة الدواجن، حيث تؤدي إلى زيادة معدل النفوق، وتقليل كفاءة التحويل الغذائي، وهو ما ينعكس على حجم المعروض في السوق.
مع نهاية يوليو واقتراب شهر أغسطس، تبدأ بعض الأسر في التخزين استعدادًا للموسم الدراسي أو المناسبات العائلية، ما يؤدي إلى زيادة الطلب النسبي، وبالتالي رفع الأسعار مؤقتًا.
أكد عدد من أصحاب مزارع الدواجن أن السوق يشهد حالة من الحذر حاليًا، سواء من ناحية الإنتاج أو التسعير، في ظل عدم وضوح اتجاه الأسعار العالمية للأعلاف. وأشار بعضهم إلى أن الفارق الكبير بين سعر البيع من المزرعة وسعر البيع للمستهلك يُعزى إلى تكاليف النقل والتوزيع، وهوامش الربح المتفاوتة بين حلقات الوساطة.
من جانبهم، عبّر عدد من التجار عن مخاوفهم من تراجع القوة الشرائية للمواطنين، خاصة مع دخول أغسطس وبدء موسم المصروفات المدرسية، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على المنتجات الغذائية المرتفعة الثمن مثل الدواجن والبيض.
الأسر المصرية، خاصة من محدودي ومتوسطي الدخل، بدأت بالفعل في تقليل كميات الشراء من الدواجن والبيض، أو الاعتماد على بدائل أرخص مثل البقوليات أو بعض الأطعمة النباتية. كما تلجأ بعض الأمهات إلى تقليل عدد الوجبات البروتينية في الأسبوع، واستبدالها بوجبات اقتصادية حفاظًا على التوازن الغذائي للأسرة دون إرهاق الميزانية.
ويرى خبراء تغذية أن استمرار ارتفاع أسعار البروتين الحيواني قد يؤدي إلى مشكلات صحية على المدى الطويل، أبرزها نقص العناصر الغذائية الضرورية في الوجبات اليومية.
تُشير التوقعات المبدئية إلى أن أسعار الفراخ قد تشهد بعض الانخفاض خلال النصف الأول من أغسطس، خاصة إذا استمر تراجع أسعار الأعلاف عالميًا، وهدأت درجات الحرارة، مما يساعد على تحسين الإنتاج. أما أسعار البيض فمن المتوقع أن تظل في نفس مستوياتها الحالية مع بعض التغيرات الطفيفة، في ظل ثبات الطلب وارتفاع تكلفة التربية.
وتبقى هذه التوقعات مرتبطة بعدة عوامل خارجية يصعب التحكم فيها، مثل أسعار الشحن، والتغيرات المناخية، وأسعار العملات، إلى جانب استقرار الوضع الاقتصادي المحلي.
تبذل الحكومة جهودًا مستمرة لضبط أسعار السوق، منها:
تكثيف الرقابة على الأسواق للتأكد من عدم وجود ممارسات احتكارية.
طرح كميات من الدواجن والبيض بأسعار مخفضة في المجمعات الاستهلاكية.
توفير الأعلاف بأسعار مدعومة في بعض المناطق الريفية بالتعاون مع الجمعيات الزراعية.
تشجيع الاستثمار في مزارع الدواجن المتكاملة لضمان الاستدامة وتقليل الفاقد.
هذه الإجراءات من شأنها أن تخلق حالة من التوازن التدريجي في السوق وتُخفف الأعباء عن المواطنين، خاصة مع استمرار الضغوط الاقتصادية التي يمر بها الجميع.
الشراء من المنافذ المعروفة لتقليل فرص التعرض لأسعار مبالغ فيها.
متابعة العروض التي تقدمها المجمعات الاستهلاكية أو بعض السلاسل التجارية الكبرى.
تنظيم استهلاك الدواجن والبيض بحيث يتم إدخالهما في النظام الغذائي بشكل متوازن، دون إسراف أو حرمان.
عند الشراء بكميات كبيرة، يُفضل حفظ المنتجات بطريقة صحية في الثلاجة لتقليل الهدر.
سجّلت أسعار الفراخ والبيض اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 حالة من التماسك النسبي، رغم استمرار بعض الاختلافات بين المناطق، مما يعكس حالة من الحذر والتريّث في قرارات الشراء من جانب المواطنين، وكذلك من جانب التجار وأصحاب المزارع. وبينما تنتظر الأسر أي مؤشرات للانخفاض خلال أغسطس، يبقى السوق خاضعًا لمعادلة دقيقة بين العرض والطلب، وتكاليف الإنتاج، والعوامل الاقتصادية الخارجية.
وفي ظل هذه المتغيرات، يصبح الوعي الاستهلاكي، والمتابعة الدقيقة لتحركات الأسعار، أدوات مهمة لكل أسرة تحاول التوفيق بين الجودة والتكلفة، خاصة في وقت تتزايد فيه الضغوط المالية على مختلف الفئات.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt