اللحوم الحمراء، سواء كانت بلدية أو مستوردة، تمثل أحد أهم عناصر الغذاء في حياة المصريين، ليس فقط باعتبارها مصدرًا للبروتين الحيواني عالي القيمة، ولكن أيضًا لارتباطها بعادات وتقاليد اجتماعية راسخة. فوجود اللحوم على المائدة يعكس نوعًا من الرفاهية والاستقرار الاقتصادي داخل الأسرة، كما ترتبط اللحوم ارتباطًا وثيقًا بالمناسبات الدينية والاجتماعية مثل عيد الأضحى، العزائم، والأفراح.
لكن خلال السنوات الأخيرة، ومع الارتفاع المستمر في الأسعار عالميًا ومحليًا، أصبحت اللحوم بندًا ثقيلًا على ميزانية الأسرة المصرية. إذ تحولت من سلعة أساسية كانت تُستهلك بانتظام إلى وجبة موسمية أو أسبوعية في كثير من البيوت. ومن هنا، لم يعد خبر أسعار اللحوم مجرد معلومة اقتصادية، بل تحول إلى قضية معيشية يومية تمس المواطن في قوته ورفاهيته.
اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025، تشهد الأسواق المصرية حالة من الترقب والجدل حول أسعار اللحوم الحمراء والمجمدة. فقد سجلت بعض الأصناف ارتفاعًا جديدًا بينما استقرت أخرى عند مستوياتها السابقة. هذه التغيرات تأتي في ظل ضغوط اقتصادية داخلية وخارجية، تشمل ارتفاع تكاليف الاستيراد، وأسعار الأعلاف، وأجور النقل، بالإضافة إلى تراجع القوة الشرائية للمواطنين.
اللحوم البلدية الطازجة: سجل الكيلو ما بين 420 و450 جنيهًا حسب المنطقة وجودة الذبيحة.
اللحوم المستوردة المجمدة: تراوحت بين 260 و280 جنيهًا للكيلو.
الكبدة البلدي: بلغت حوالي 480 جنيهًا للكيلو.
الكبدة المستوردة: استقرت عند 240 جنيهًا للكيلو.
اللحوم الضأن البلدي: ارتفعت لتسجل نحو 460 جنيهًا للكيلو.
اللحم الكندوز: وصل إلى حوالي 440 جنيهًا للكيلو.
الأسر محدودة الدخل: أصبحت اللحوم بالنسبة لها رفاهية نادرة، ويتم استبدالها غالبًا بالبقوليات أو الدواجن الأقل سعرًا.
الأسر المتوسطة: تلجأ إلى تقليل الكميات المشتراة أو الاعتماد على اللحوم المجمدة الأرخص سعرًا.
المناسبات الاجتماعية: ارتفعت تكاليف الولائم والعزائم بشكل واضح، ما جعل الكثيرين يعيدون النظر في قوائم الطعام.
المطاعم رفعت أسعار الوجبات التي تحتوي على اللحوم بنسبة تراوحت بين 10 و15%.
تجار الجملة يؤكدون أن الإقبال على اللحوم البلدية تراجع لصالح المجمدة بسبب فرق الأسعار الكبير.
الأسواق الريفية شهدت تفاوتًا ملحوظًا بين المناطق، حيث انخفضت الأسعار قليلًا في القرى مقارنة بالمدن الكبرى.
خبراء الاقتصاد الزراعي: يرون أن الأزمة مرتبطة بزيادة الاعتماد على الاستيراد، وأن الحل يكمن في دعم الإنتاج المحلي.
المربون: يطالبون بتخفيض أسعار الأعلاف وتقديم دعم مباشر للمنتجين لتقليل التكاليف.
التجار: يشيرون إلى أن السوق سيظل متقلبًا ما لم تتدخل الدولة بآليات أقوى للرقابة وضبط الأسعار.
ارتفاع أسعار اللحوم يرفع من معدلات التضخم العامة.
يضغط على القوة الشرائية للمواطن، مما يقلل الطلب على سلع وخدمات أخرى.
قد يؤدي إلى تغير أنماط الاستهلاك، حيث يتحول المواطنون إلى بدائل أرخص مثل الدواجن والبقوليات.
شراء الكميات المطلوبة فقط لتقليل الفاقد والهدر.
الاعتماد على اللحوم المجمدة ذات الجودة المقبولة كبديل.
تنويع مصادر البروتين بين اللحوم والدواجن والأسماك والبقوليات.
متابعة العروض التي تقدمها السلاسل التجارية لتخفيف الأعباء.
أزمة الأسعار الحالية تؤكد على أهمية زيادة الاستثمار في الثروة الحيوانية داخل مصر.
التوسع في زراعة الأعلاف محليًا لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
دعم صغار المربين بالقروض الميسرة والتدريب الفني.
تطوير المجازر ومراكز التوزيع لضمان وصول اللحوم بجودة أعلى وأسعار أقل.
أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025 تعكس واقعًا اقتصاديًا صعبًا يعيشه المواطن المصري، مع استمرار صعود اللحوم البلدية والمجمدة. وبينما تتعدد الأسباب من ارتفاع الأعلاف إلى تكاليف النقل وتراجع المعروض، يبقى الأثر الأكبر على المستهلك الذي يجد نفسه مضطرًا لإعادة ترتيب أولوياته الغذائية.
ومع أهمية اللحوم في النظام الغذائي المصري، يظل الحل الجذري في تحقيق توازن بين الإنتاج المحلي والاستيراد، إلى جانب سياسات واضحة لدعم الأمن الغذائي. وحتى يتحقق ذلك، سيظل المواطن المصري يترقب نشرات الأسعار يومًا بعد يوم، بين أمل في الانخفاض وخوف من المزيد من الارتفاع.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt