ويُتابع المواطن المصري هذه الأسعار باهتمام بالغ، خاصة مع اقتراب المواسم والعطلات الرسمية، حيث يزداد الإقبال على اللحوم، وهو ما قد يدفع الأسعار للتحرك في أي لحظة. كما أن تفاوت الأسعار بين المناطق والمحافظات، خاصة بين الأرياف والمدن الكبرى، يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من متابعة السوق أمرًا ضروريًا للأسر المصرية.
في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل أسعار اللحوم اليوم في الأسواق المصرية، ونُحلل أسباب الاستقرار الراهن، مع الإشارة إلى الفروق بين أنواع اللحوم المختلفة، والتوقعات المستقبلية.
تواصل اللحوم البلدي الحفاظ على مستوياتها السعرية دون تغييرات كبيرة، حيث سجّلت الكيلو جرامات من اللحوم الكندوز والبتلو استقرارًا نسبيًا في أغلب الأسواق، مع اختلافات طفيفة من منطقة إلى أخرى.
وقد تراوح سعر كيلو اللحم الكندوز اليوم بين 300 و350 جنيهًا، حسب جودة الذبيحة والمكان وطبيعة البيع (قطاعي أو جملة). ويُعد هذا السعر في نفس نطاق الأيام الماضية، ما يُطمئن المستهلك إلى غياب أي زيادات مفاجئة في الوقت الحالي.
أما اللحم البتلو، الذي يُفضل في بعض المناطق نظرًا لطراوته، فقد سجل اليوم أسعارًا تتراوح بين 370 و400 جنيهًا للكيلو، وهو من أعلى اللحوم تكلفة نظرًا لطبيعة تربيته وتغذيته.
اللحمة الضأن، والتي يزداد الإقبال عليها في المناسبات الدينية والعزومات، واصلت هي الأخرى الاستقرار في الأسعار، وسجّلت مستويات تراوحت بين 340 و400 جنيهًا للكيلو حسب نوع الذبيحة والمنطقة.
ويُلاحظ أن بعض المناطق الريفية، خاصة في الوجه البحري، تقدم اللحمة الضأن بأسعار أقل نسبيًا نتيجة قربها من مزارع التربية ومناطق الذبح المباشر، بينما ترتفع الأسعار في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية نتيجة زيادة الطلب وتكاليف النقل.
اللحم المستورد، سواء المجمد أو الطازج، يُعد خيارًا مهمًا لشريحة كبيرة من المستهلكين، نظرًا لفارق السعر مقارنة باللحوم البلدي.
وقد تراوحت أسعار اللحوم المستوردة المجمدة اليوم بين 170 و200 جنيهًا للكيلو، فيما بلغ سعر اللحوم المستوردة الطازجة نحو 220 إلى 250 جنيهًا للكيلو، حسب المصدر والدولة المستوردة.
ويُلاحظ وجود إقبال جيد على اللحوم المستوردة، خاصة في السلاسل التجارية الكبرى والمجمعات الاستهلاكية، التي تقدم عروضًا دورية تُخفف من وطأة ارتفاع الأسعار.
تُعد الكبدة من الأجزاء الأكثر طلبًا في اللحوم، سواء البلدي أو المستورد، ويزداد الإقبال عليها نظرًا لاستخدامها في العديد من الأكلات الشعبية.
وقد سجّل كيلو الكبدة البلدي اليوم نحو 310 إلى 340 جنيهًا، بينما الكبدة المستوردة تراوحت أسعارها بين 150 و180 جنيهًا، مع توفرها بكثرة في الأسواق.
أما الكلاوي والقلوب والممبار، فاستقرت أسعارها في نطاق 120 إلى 180 جنيهًا حسب النوع والمنطقة.
من الأمور اللافتة في سوق اللحوم اليوم هو التباين الواضح في الأسعار بين المحافظات، حيث ترتفع الأسعار في بعض المدن مقارنة بالأرياف.
هذا التفاوت يعود إلى عدة عوامل:
تكاليف النقل والتوزيع
قرب المناطق من مصادر الإنتاج
طبيعة السوق (شعبي – راقٍ – سياحي)
الطلب المحلي في كل محافظة
السياسات التسويقية لكل سلسلة بيع أو محل جزارة
لذلك، ينصح المستهلكون بالمقارنة بين أكثر من منطقة قبل الشراء، خاصة عند شراء كميات كبيرة.
رغم التحديات الكبيرة، فإن السوق يشهد نوعًا من الاستقرار النسبي، يعود لعدة أسباب، أبرزها:
استقرار أسعار الأعلاف بشكل نسبي في الأسبوعين الأخيرين
توافر المعروض من اللحوم المستوردة بأسعار تنافسية
دخول الدولة كمشترٍ وداعم في السوق لتخفيف الأسعار
عزوف بعض المستهلكين عن الشراء بكميات كبيرة
تراجع الإقبال بعد انتهاء عيد الأضحى وانخفاض الطلب الموسمي
كل هذه العوامل أدت إلى تهدئة حركة السوق مؤقتًا، مع ترقّب لما ستؤول إليه الأمور في النصف الثاني من الشهر.
أغلب الجزارين يرون أن الأسعار الحالية مناسبة نسبيًا مقارنة بتكلفة الإنتاج، لكنهم يشتكون من ضعف القوة الشرائية لدى المستهلك، خاصة بعد موسم عيد الأضحى.
أما المستهلكون، فيرون أن الأسعار لا تزال مرتفعة، ويأملون في تدخلات إضافية من الدولة لضبط السوق، أو توفير بدائل بأسعار أقل.
ويجمع الطرفان على أن الثبات الحالي قد لا يستمر طويلًا في حال حدوث أي زيادات جديدة في تكاليف الأعلاف أو النقل.
اشتري من أماكن موثوقة ومعروفة بجودة الذبيحة
تأكد من تاريخ الذبح ونظافة المحل
لا تشتري كميات كبيرة دون حاجة لتفادي التلف
قارن بين أكثر من منطقة للحصول على أفضل سعر
استفد من العروض في المجمعات الاستهلاكية عند توفرها
السوق حاليًا يشهد أسعارًا مستقرة مع توفر الكميات، ما يجعل هذا التوقيت مناسبًا للشراء لمن يحتاج. لكن لمن لا يملك ضرورة فورية، يمكن الانتظار قليلًا لمراقبة السوق ومعرفة ما إذا كانت هناك تحركات مقبلة نحو الانخفاض أو لا.
ويُفضل الشراء من الأماكن التي تُقدم الذبيحة أمامك لضمان الجودة، خاصة في ظل انتشار بعض اللحوم غير الصالحة أو مجهولة المصدر في بعض المناطق.
بحسب المؤشرات الحالية، يتوقع أن تستمر حالة الاستقرار حتى نهاية الأسبوع، على أن تتحدد الاتجاهات الجديدة بداية الأسبوع المقبل بناءً على:
تحركات أسعار الأعلاف
العروض الحكومية الجديدة
معدلات الطلب في الأسواق
حالة الأسواق العالمية وتأثيرها على الاستيراد
وفي حال عدم حدوث أي أزمات مفاجئة، فقد يبقى السوق متماسكًا على نفس المستويات السعرية.
في النهاية، يمكن القول إن سوق اللحوم في مصر اليوم يشهد هدوءًا نسبيًا واستقرارًا في الأسعار، لكنه مرهون بعدة عوامل متغيرة باستمرار. ومع اهتمام الدولة بإدارة السوق وضخ المعروض المناسب، فإن الأمل قائم في الحفاظ على هذا التوازن وتجنب أي ارتفاعات جديدة.
وتبقى اللحوم من السلع الأساسية التي تمس حياة كل مواطن، ويظل استقرارها عاملًا مهمًا في ضبط ميزانية الأسرة، وضمان الأمن الغذائي للمجتمع.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt