شهدت أسواق المعادن العالمية خلال تداولات اليوم الجمعة 5 سبتمبر 2025 تراجعًا ملحوظًا في أسعار النحاس، وذلك بعد أن بلغ المعدن الأحمر ذروته خلال الأشهر الخمسة الماضية. هذا الانخفاض جاء مدفوعًا بعوامل عدة، أبرزها مراجعة الطلب الصيني، حيث تُعد الصين المستهلك الأكبر للنحاس عالميًا بما يفوق 50% من حجم الطلب، ما يجعل أي تغير في توجهاتها الاقتصادية أو الصناعية مؤثرًا مباشرًا في حركة الأسعار.
النحاس يُلقب بـ “مقياس صحة الاقتصاد العالمي”، نظرًا لاستخدامه الواسع في الصناعات.
يدخل في مجالات متعددة مثل الكهرباء، الإلكترونيات، السيارات الكهربائية، الإنشاءات، الطاقة المتجددة.
أي تغير في أسعاره يعكس حالة الاقتصاد العالمي، خصوصًا في ظل ارتباطه بمشروعات البنية التحتية والنمو الصناعي.
تراجع سعر النحاس في الأسواق العالمية بنسبة 1.8% ليصل إلى نحو 8940 دولارًا للطن بعد أن كان قد تجاوز حاجز 9100 دولار في الأيام الماضية.
التراجع جاء بعد موجة صعود استمرت أكثر من 5 أشهر، مدفوعة بزيادة الطلب العالمي ومحدودية المعروض.
رغم الانخفاض، يظل السعر عند مستويات مرتفعة نسبيًا مقارنة ببداية العام.
الصين خفضت توقعاتها لنمو قطاعي العقارات والتشييد، ما أثر على توقعات الاستهلاك.
بعض المصانع الصينية اتجهت إلى تقليل المخزون تحسبًا لتباطؤ النمو.
الحكومة الصينية أعلنت عن مراجعة برامج التحفيز الاقتصادي، وهو ما انعكس سلبًا على توقعات الطلب.
ارتفاع مؤشر الدولار جعل شراء النحاس أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
العلاقة العكسية بين الدولار والمعادن ساهمت في تراجع السعر.
زيادة طفيفة في الإنتاج من بعض المناجم بأمريكا اللاتينية.
تحسن نسبي في سلاسل الإمداد بعد أشهر من الاضطرابات.
الشركات الصناعية: الانخفاض يمنحها فرصة لخفض تكاليف الإنتاج، خاصة في مجالات الإلكترونيات والسيارات.
الاقتصاد العالمي: يُعتبر مؤشرًا على تباطؤ النمو في الصين، وهو ما يقلق المستثمرين.
الأسواق الناشئة: بعض الدول المستوردة للنحاس قد تستفيد من انخفاض الأسعار لتقليل فاتورة الاستيراد.
مصر كدولة نامية تعتمد على استيراد النحاس في صناعات الكابلات والأدوات الكهربائية، ما قد يخفف الضغط على فاتورة الاستيراد.
دول الخليج المستثمرة في البنية التحتية قد تستفيد من التراجع في الأسعار لتقليل التكاليف.
شركات المقاولات والإلكترونيات المحلية قد تجد فرصة لتوسيع إنتاجها مع انخفاض تكلفة المدخلات.
خبير أسواق معادن: "الانخفاض مؤقت، والسوق قد يشهد صعودًا جديدًا إذا استأنفت الصين برامج التحفيز."
محلل اقتصادي: "الطلب الصيني هو العامل الحاسم، وإذا استمر في التراجع فسوف نرى مستويات أقل للنحاس."
أستاذ اقتصاد دولي: "المستثمرون الآن في مرحلة إعادة تقييم لوضع المعادن الصناعية وسط ضبابية الاقتصاد العالمي."
من المرجح أن تبقى الأسعار بين 8800 – 9100 دولار للطن خلال الأسابيع المقبلة.
أي إعلان جديد من الصين بشأن خططها التحفيزية قد يدفع الأسعار للصعود مجددًا.
الأوضاع الجيوسياسية وسلاسل الإمداد ستظل عوامل مؤثرة في اتجاه السوق.
تنويع الاستثمارات وعدم الاعتماد فقط على النحاس كأصل استثماري.
متابعة البيانات الاقتصادية الصينية بشكل مستمر.
استغلال فترات الانخفاض للشراء طويل الأجل، مع مراقبة تحركات الدولار.
التركيز على الشركات المرتبطة بالطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، حيث يظل الطلب على النحاس قويًا على المدى الطويل.
النحاس يُعتبر عنصرًا أساسيًا في التحول إلى الطاقة النظيفة.
الانخفاض الحالي قد يشجع على تسريع مشروعات البنية التحتية المرتبطة بالطاقة الشمسية والرياح.
لكنه أيضًا يعكس خطورة الاعتماد الكبير على الصين كمستهلك رئيسي، ما يبرز الحاجة إلى تنويع الأسواق.
انخفاض أسعار النحاس بعد بلوغها ذروة 5 أشهر يعكس مدى حساسية السوق لأي تغير في الطلب الصيني. ورغم أن التراجع قد يكون مؤقتًا، إلا أنه فتح الباب أمام نقاشات واسعة حول مستقبل هذا المعدن الاستراتيجي الذي يُعد شريانًا رئيسيًا للاقتصاد العالمي.
وبينما تستفيد بعض الصناعات من التراجع الحالي، يظل الترقب سيد الموقف بانتظار قرارات الصين الاقتصادية القادمة، والتي ستحدد ما إذا كان النحاس سيواصل هبوطه أم سيعود سريعًا إلى مسار الصعود وربما يتخطى حاجز 9500 دولار للطن في المدى القريب.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt