شهد الوسط الفني والإعلامي العالمي حالة من الجدل بعد التصريحات الصريحة التي أطلقها لاعب البيسبول الأمريكي السابق ديفيد جستس، حيث تحدث لأول مرة بشكل مفصل عن أسباب انفصاله عن النجمة الهوليوودية هالي بيري. التصريحات أثارت ضجة واسعة، خاصة وأن العلاقة التي جمعتهما في التسعينيات كانت من أبرز قصص الحب التي تابعتها الصحافة وقتها، قبل أن تنتهي بالطلاق بعد زواج استمر لسنوات قليلة.
التقى الثنائي لأول مرة في منتصف التسعينيات، عندما كانت هالي بيري في أوج شهرتها بعد نجاحها في عدة أفلام، فيما كان ديفيد جستس نجمًا لامعًا في عالم البيسبول. العلاقة بينهما تطورت سريعًا، لتتحول إلى قصة حب تكللت بالزواج في عام 1993 وسط اهتمام إعلامي كبير.
لكن خلف الصور الرومانسية التي كانت تتصدر أغلفة المجلات، كانت هناك خلافات حادة تتصاعد تدريجيًا، وهو ما كشفه جستس مؤخرًا خلال مقابلة إذاعية، حيث أكد أن "الواقع كان مختلفًا تمامًا عما كان يراه الجمهور".
قال ديفيد جستس إن أحد أبرز أسباب الانفصال كان اختلاف أنماط الحياة بينهما، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع شريكة حياة تشاركه الاهتمامات اليومية البسيطة، بينما كانت هالي بيري منشغلة بشكل شبه كامل بأعمالها الفنية وجولاتها العالمية.
وأضاف: "لم تكن ست بيت بالمعنى التقليدي، وأنا لا ألومها على ذلك، لكنني كنت أبحث عن حياة أسرية مستقرة، وهو ما لم يكن متاحًا وقتها بسبب جدول أعمالها المزدحم".
كما أوضح أن الضغوط الإعلامية كانت عاملًا أساسيًا في توتر العلاقة، حيث كان الصحفيون يلاحقونهم باستمرار، وتنتشر شائعات غير دقيقة عن حياتهما الخاصة، مما خلق فجوة أكبر بينهما.
تصريحات جستس لاقت ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن حديثه بعد مرور كل هذه السنوات قد يفتح جروحًا قديمة، بينما رأى آخرون أن من حقه رواية جانبه من القصة، خاصة وأن هالي بيري كانت قد تحدثت في السابق عن تجاربها العاطفية دون ذكر تفاصيل دقيقة.
انفصال الثنائي لم يكن مجرد حدث شخصي، بل تحول إلى قضية رأي عام في الولايات المتحدة في ذلك الوقت، حيث شغل الإعلام لفترة طويلة. بعد الطلاق، واصل جستس مسيرته الرياضية بنجاح، فيما استمرت هالي بيري في تحقيق إنجازات فنية كبرى، وحصلت لاحقًا على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة.
وأشار جستس في حديثه الأخير إلى أنه لا يحمل أي ضغينة تجاه بيري، وأنه يتمنى لها السعادة في حياتها، لكنه أكد أن التجربة كانت درسًا مهمًا له على الصعيد الشخصي.
تساءل بعض المتابعين عن توقيت هذه التصريحات، خاصة وأن جستس يشارك حاليًا في برنامج وثائقي عن حياته ومسيرته الرياضية، مما دفع البعض لاعتبار أن كشفه عن هذه التفاصيل قد يكون جزءًا من حملة ترويجية للبرنامج.
لكن جستس نفى ذلك تمامًا، مؤكدًا أن الحديث جاء في سياق حوار طويل عن حياته الشخصية، وأنه لم يكن يهدف لإثارة الجدل أو استغلال اسم هالي بيري من أجل الدعاية.
حتى الآن، لم تصدر هالي بيري أي تعليق رسمي على تصريحات طليقها، وهو ما اعتبره البعض دليلاً على رغبتها في عدم الدخول في سجال إعلامي حول قضية قديمة. بيري، المعروفة بتركيزها على حياتها المهنية وحماية خصوصيتها، قد تختار تجاهل الأمر تمامًا كما فعلت في مواقف مشابهة سابقًا.
من منظور العلاقات، تكشف هذه القصة عن تحديات الارتباط بين شخصين يعيشان تحت الأضواء، حيث تفرض الشهرة وضغوط العمل قيودًا كبيرة على الحياة الخاصة. كما أن اختلاف التوقعات بين الشريكين حول الأدوار الأسرية وأسلوب الحياة قد يؤدي إلى فجوات يصعب ردمها بمرور الوقت.
وبينما يرى البعض أن تصريحات جستس قد تُفهم على أنها انتقاد مباشر، فإنها في نظر آخرين تمثل محاولة لرواية الحقيقة من زاوية مختلفة، خاصة وأن القصص الإعلامية عن زواجهما كانت دائمًا تُروى من منظور هالي بيري أو الصحافة الفنية.
تبقى قصة ديفيد جستس وهالي بيري مثالًا كلاسيكيًا على أن العلاقات بين المشاهير ليست دائمًا كما تبدو من الخارج، وأن الأضواء التي تلمع أمام الكاميرات قد تخفي خلفها تحديات وصراعات شخصية. وبينما يستمر الجدل حول تصريحات جستس، يبدو أن القصة ما زالت تثير فضول الجمهور بعد أكثر من عقدين على وقوعها.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt