عادت بعثة النادي الأهلي إلى القاهرة في الساعات الأولى من صباح اليوم، قادمة من تونس، بعد خوض مواجهة قوية أمام فريق البنزرتي في إطار تحضيرات الموسم الجديد. ورافق عودة البعثة حالة من الترقب والاهتمام، خاصة مع تداول أنباء عن نية مجلس الإدارة اتخاذ قرارات مهمة فور العودة.
وقد ترأس بعثة الفريق الكابتن محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي، الذي ظهر حريصًا على متابعة أدق التفاصيل خلال الرحلة، وكان حاضرًا في كافة الاجتماعات والجلسات مع الجهاز الفني واللاعبين.
بمجرد وصول البعثة إلى القاهرة، دعا محمود الخطيب إلى اجتماع عاجل مع الجهاز الفني بقيادة مارسيل كولر وعدد من أعضاء لجنة الكرة، لبحث بعض الأمور المتعلقة بالتحضيرات الفنية والبدنية للفريق، إلى جانب مناقشة أداء اللاعبين في المباراة الودية أمام البنزرتي.
وحسب ما تم تسريبه من كواليس الاجتماع، فقد أبدى الخطيب تحفظه على بعض الملاحظات الفنية، وطلب تقديم تقرير فني مفصل عن سير المعسكر الخارجي، ومدى استفادة الفريق من التجربة.
وفي خطوة مفاجئة، قرر الكابتن محمود الخطيب إلغاء المعسكر الخارجي الثاني الذي كان مقررًا إقامته في إحدى الدول الأوروبية خلال الأسبوع المقبل، مفضلًا الاكتفاء بخوض سلسلة من المباريات الودية محليًا.
ويأتي هذا القرار استنادًا إلى تقارير الجهاز الفني التي أشارت إلى ضرورة التركيز على الجوانب التكتيكية والتدريبات المغلقة بعيدًا عن ضغط السفر، بالإضافة إلى رغبة النادي في الحفاظ على استقرار البرنامج الزمني الخاص بانطلاق الموسم.
تشير المصادر إلى أن الخطيب اتخذ قراره بناءً على 3 اعتبارات رئيسية:
ضيق الوقت المتبقي على انطلاق الموسم المحلي، مما يجعل من الصعب تنفيذ معسكرين خارجيين في فترة قصيرة.
تقييم كولر الفني، الذي فضّل التركيز على التدريبات المكثفة داخل مصر، بجانب إقامة مباريات ودية من العيار الثقيل أمام فرق محلية أو أفريقية.
حالة الإجهاد البدني التي لاحظها الجهاز الفني على بعض اللاعبين الدوليين، نتيجة التزاماتهم مع المنتخبات.
تفاوتت ردود الفعل داخل الفريق بعد إعلان القرار، فبينما رحب بعض اللاعبين بالراحة من عناء السفر والترحال، رأى آخرون أن الأجواء الأوروبية كانت ستمنحهم دفعة قوية للاستعداد الذهني والنفسي.
أما الجهاز الفني، فقد التزم بقرار الإدارة، وبدأ بالفعل في إعادة ترتيب خطة الإعداد وفق البرنامج الجديد، حيث سيتم تحديد 3 مباريات ودية قوية خلال الأسابيع القادمة.
بعد إلغاء المعسكر، اتفق النادي مع الجهاز الفني على إقامة معسكر داخلي مغلق في أحد منتجعات القاهرة الجديدة، لمدة 7 أيام، على أن يتم الدمج بين الحصص البدنية، والجلسات التحليلية باستخدام تقنيات الفيديو، والتركيز على بناء الانسجام بين الخطوط.
كما سيتم الاستفادة من التوقف الدولي في منتصف أغسطس لخوض مباراة ودية أمام أحد الفرق الخليجية التي أبدت استعدادها للعب في القاهرة.
يرى المحللون الرياضيون أن قرار الخطيب يعكس واقعية في التعامل مع ضغط الوقت وظروف الفريق، خاصة أن الأهلي يدخل الموسم الجديد بترسانة من البطولات، ويحتاج إلى الحفاظ على اللياقة البدنية والذهنية للاعبين، دون إجهاد إضافي.
ويُتوقع أن يكون تركيز الفريق في الفترة المقبلة على تطوير الأداء الفردي لبعض اللاعبين الجدد، والتأقلم مع طريقة اللعب التي يعتمدها كولر، خاصة في ظل رغبة الإدارة في تحقيق انطلاقة قوية في الموسم المحلي والأفريقي.
عادةً ما يخوض الأهلي معسكرًا خارجيًا في أوروبا أو الخليج قبل انطلاق كل موسم.
هذا العام، اختار النادي البداية من تونس بسبب تشابه الأجواء المناخية ووجود اتفاقيات رياضية مع عدد من الأندية.
كان من المفترض إقامة المعسكر الثاني في النمسا أو ألمانيا، قبل أن يتم إلغاؤه رسميًا.
جاء قرار الكابتن محمود الخطيب بإلغاء المعسكر الخارجي الثاني ليُعيد تشكيل استراتيجية إعداد الأهلي للموسم الجديد. ورغم المفاجأة، فإن القرار يستند إلى تقييم فني وإداري دقيق، يهدف إلى ضمان أقصى استفادة من الفترة التحضيرية، دون التسبب في إرهاق للاعبين.
في المقابل، يتحمل الجهاز الفني مسؤولية تعويض غياب المعسكر الأوروبي بمستوى قوي من التحضير المحلي، سواء من خلال المباريات أو تطوير الجوانب التكتيكية. جميع الأنظار تتجه الآن إلى الشكل الذي سيظهر به الأهلي مع انطلاق المنافسات، وهل ينجح في استثمار قرارات إدارته بالشكل الأمثل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt