أعلنت السلطات المصرية عن موعد تشغيل القطار الثاني المخصص للسودانيين، والذي تقرر انطلاقه رسميًا غدًا، ضمن جهود الدولة لتقديم الدعم الإنساني للأشقاء السودانيين العالقين داخل الأراضي المصرية، في إطار توجيهات الحكومة لتيسير إجراءات سفرهم وعودتهم إلى بلادهم عبر وسائل نقل مريحة وآمنة.
بحسب ما كشفته الجهات المعنية، فإن القطار الثاني سينطلق من محطة أسوان في اتجاهه إلى منفذ أرقين البري، على الحدود المصرية السودانية، وهو نفس المسار الذي اتبعه القطار الأول الذي تم تشغيله منذ أيام قليلة.
وسيتم تشغيل القطار بكامل تجهيزاته، بحيث يضم عربات مخصصة للركاب من مختلف الفئات، إلى جانب عربات طبية للحالات الإنسانية الخاصة. ويهدف هذا القطار إلى تسهيل حركة السودانيين الراغبين في العودة إلى وطنهم دون مشقة التنقل بالحافلات لمسافات طويلة.
أوضحت الجهات المنظمة أن القطار الثاني، مثل سابقه، مخصص لحاملي الوثائق السودانية الصالحة فقط، سواء من المواطنين العاديين أو أصحاب الحالات الخاصة والمرضى، وذلك وفقًا لضوابط وضعتها الجهات المعنية لضمان تنظيم الرحلة وسلامة جميع الركاب.
كما سيتم التأكد من بيانات الركاب وتسجيلهم مسبقًا قبل صعودهم إلى القطار، بالإضافة إلى توفير خدمات الدعم الطبي والإغاثي للحالات الطارئة طوال فترة الرحلة.
من المقرر أن ينطلق القطار في صباح الغد من محطة أسوان الرئيسية، على أن يصل إلى منفذ أرقين في غضون ساعات، حيث يتم تسليم الركاب إلى السلطات السودانية وفق الإجراءات المتبعة بين الجانبين.
وأكدت الجهات المختصة أن جميع الترتيبات اللوجستية، من تأمين وتفتيش وتجهيز طبي، قد اكتملت استعدادًا لتلك الرحلة، بما يضمن خروجها بشكل سلس وآمن.
جاء تشغيل القطار الثاني بعد تنسيق مكثف بين وزارات الداخلية والنقل والصحة المصرية، إلى جانب التنسيق المباشر مع السفارة السودانية في القاهرة، والتي أعدت كشوفات الراغبين في السفر وساهمت في تنظيم أولويات الركاب.
وتسعى مصر إلى الحفاظ على نهجها في دعم الأشقاء السودانيين خلال الأزمة، سواء عبر توفير الإقامة المؤقتة أو تسهيل عودتهم إلى وطنهم بالوسائل الرسمية.
اتخذت الجهات الأمنية الإجراءات الكاملة لتأمين الرحلة، وضمان عدم حدوث أي تجاوزات أو تكدسات في محطات التحرك والوصول، حيث تم تخصيص فرق طبية وأمنية لمرافقة القطار منذ انطلاقه وحتى وصوله إلى الحدود.
كما تم تحديد عدد الركاب المسموح بصعودهم بناءً على سعة العربات، لتوفير أكبر قدر من الراحة والسلامة طوال فترة الرحلة، مع إعطاء الأولوية للحالات الإنسانية الحرجة وكبار السن.
أكدت الجهات الرسمية أن رحلة القطار الثانية، مثل الأولى، ستكون مجانية بالكامل للمواطنين السودانيين، ولا يتم تحصيل أي رسوم مقابل الحجز أو الانتقال، وذلك في إطار الدعم الإنساني الذي تقدمه الدولة المصرية.
كما سيتم تقديم وجبات خفيفة ومياه شرب طوال الرحلة، إضافة إلى وجود أطقم إسعاف مرافقة للقطار لمتابعة أي حالات صحية قد تظهر أثناء التحرك.
أشارت بعض المصادر إلى أنه من المتوقع تكرار الرحلات في الأيام المقبلة، في حال استمر الإقبال من المواطنين السودانيين على العودة عبر منفذ أرقين، ما يجعل من تشغيل القطار مبادرة دائمة وليست مؤقتة، خاصة في ظل الأزمة السياسية المستمرة داخل السودان.
ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن تشغيل قطارات إضافية في حال نجاح الرحلة الثانية بنفس التنظيم والكفاءة التي حظيت بها الرحلة الأولى.
تشغيل قطار السودانيين الثاني يأتي ضمن جهود مصر لتوفير ممر آمن وإنساني لعودة الأشقاء السودانيين، بعد أن واجهوا صعوبات كبيرة في السفر والتنقل خلال الأشهر الماضية بسبب الظروف في بلادهم.
ويمثل هذا القطار جزءًا من مبادرة حكومية لتخفيف العبء عن اللاجئين والعالقين، وتحقيق قدر من الكرامة والسلامة في رحلة العودة، عبر وسائل نقل رسمية ومنظمة. وتؤكد الدولة على استعدادها لاستمرار هذا النوع من الدعم طالما دعت الحاجة إليه، في إطار دورها الإنساني والإقليمي في دعم الاستقرار والأمن.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
