كرة القدم ليست مجرد أهداف وانتصارات، بل هي أيضًا مساحة مفتوحة للنقد والتحليل والجدل بين الخبراء واللاعبين السابقين والمحللين الرياضيين. وفي الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يعد الأقوى والأكثر متابعة على مستوى العالم، تزداد حدة هذا الجدل مع كل تصريح أو رأي يتعلق بالنجوم الكبار.
في هذا السياق، فجّر مهاجم تشيلسي السابق تصريحًا مثيرًا حين قال إن البرازيلي روبرتو فيرمينو أصبح "عبئًا ثقيلًا" على زميليه المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني خلال فترة لعبهم سويًا في ليفربول. هذا التصريح فتح بابًا واسعًا للنقاش حول دور فيرمينو في منظومة يورجن كلوب، ومدى تأثيره على أداء الثنائي الهجومي الذي شكّل أحد أخطر خطوط الهجوم في العالم خلال المواسم الماضية.
تصريحات اللاعب السابق لم تأتِ في فراغ، بل استندت إلى رؤية فنية ترى أن التراجع التهديفي لفيرمينو في بعض المواسم جعل الضغط أكبر على صلاح وماني، اللذين تحملا العبء الأكبر من تسجيل الأهداف، ما أدى إلى إرهاقهما ذهنيًا وبدنيًا. وبين مؤيد ومعارض لهذا الرأي، تدور معركة تحليلية تستحق التوقف أمامها.
منذ عام 2017، شكل الثلاثي محمد صلاح – ساديو ماني – روبرتو فيرمينو مثلث الرعب في هجوم ليفربول.
قادوا الفريق لتحقيق ألقاب كبرى: دوري أبطال أوروبا 2019، الدوري الإنجليزي 2020، السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.
تميز صلاح وماني بالسرعة والقدرة على إنهاء الهجمات، فيما لعب فيرمينو دور "المهاجم الوهمي" الذي يفتح المساحات ويمرر الكرات.
رغم نجاح المنظومة، بدأت بعض الأصوات تنتقد فيرمينو لافتقاره إلى الغزارة التهديفية مقارنة بزميليه.
اعتبر أن فيرمينو لم يعد بنفس الفاعلية التي كان عليها في بداياته مع ليفربول.
وصفه بأنه "عبء ثقيل" لأنه أجبر صلاح وماني على مضاعفة مجهوداتهما لتعويض ضعف معدله التهديفي.
أكد أن ليفربول كان بحاجة إلى مهاجم صريح هداف بجانب الثنائي الأفريقي.
أشار إلى أن الأرقام والإحصائيات تثبت تفوق صلاح وماني على فيرمينو بشكل واضح.
يرون أن صلاح وماني بالفعل تحملا الجزء الأكبر من الأهداف.
يعتبرون أن فيرمينو افتقد للحس التهديفي في مواسم حاسمة.
يشيرون إلى أن دور فيرمينو مختلف، فهو صانع ألعاب أكثر من كونه هدافًا.
يؤكدون أن ليفربول لم يكن ليحقق إنجازاته لولا تضحياته وتحركاته الذكية.
لا يُقاس فيرمينو فقط بعدد الأهداف، بل بتحركاته التي تفسح المجال لزملائه.
يجيد الضغط العالي على دفاعات الخصم، وهو عنصر أساسي في خطة كلوب.
تمريراته الذكية وسحب المدافعين منحا صلاح وماني حرية أكبر للتسجيل.
لذلك يراه بعض المحللين "القلب النابض" للهجوم رغم قلة أهدافه.
محمد صلاح: هداف الفريق الأول منذ انضمامه في 2017، تخطى حاجز الـ20 هدفًا في معظم المواسم.
ساديو ماني: سجل أرقامًا مميزة وتوج بجائزة أفضل لاعب أفريقي 2019.
روبرتو فيرمينو: تراجع معدله التهديفي في بعض المواسم إلى أقل من 10 أهداف، لكنه ساهم صناعيًا في كثير من الأهداف.
بعض جماهير ليفربول اتفقت مع رأيه وطالبت بتدعيم الهجوم بمهاجم صريح.
آخرون دافعوا عن فيرمينو معتبرين أنه عنصر لا غنى عنه في نجاحات الفريق.
الجدل امتد إلى وسائل التواصل الاجتماعي حيث تصدر النقاش بين مشجعي الفرق.
الاعتماد الزائد على صلاح وماني قد زاد الضغط عليهما في المباريات الكبيرة.
في أوقات إصابة أو تراجع مستوى أحدهما، ظهر تأثير غياب المهاجم الهداف.
لكن في الوقت نفسه، برزت موهبتهما التهديفية بشكل أكبر، ما عزز مكانتهما بين نجوم العالم.
محلل إنجليزي: "فيرمينو لا يسجل كثيرًا، لكنه يخلق الفرص، وهذا لا يقل أهمية."
مدرب سابق: "ليفربول كان بحاجة لمهاجم صريح بالفعل، لكن لا يجب إنكار دور فيرمينو."
إعلامي رياضي: "تصريحات مهاجم تشيلسي السابق مثيرة للجدل، لكنها تسلط الضوء على مشكلة واقعية."
فيرمينو أقل تهديفًا من مهاجمين مثل هاري كين أو أجويرو.
لكنه أكثر إسهامًا في بناء الهجمات والضغط على الخصوم.
بعض الأندية الكبرى بدأت تبحث عن مهاجم يجمع بين الدورين.
مع رحيل ماني وانتقاله إلى بايرن ميونخ لاحقًا، تغير شكل الهجوم.
صلاح استمر كقوة رئيسية، فيما بدأ ليفربول يبحث عن بدائل هجومية أكثر فاعلية.
بقاء أو رحيل فيرمينو كان محل نقاش طويل داخل النادي.
قد يرى البعض أن هذه التصريحات تقلل من قيمته، لكن الحقيقة أن مكانته محفوظة في تاريخ ليفربول.
مساهماته في البطولات الكبرى تجعله جزءًا لا يُمحى من ذاكرة الجماهير.
اللاعب نفسه لم يعلق بشكل مباشر، مكتفيًا بالتركيز على مسيرته الكروية.
تصريح مهاجم تشيلسي السابق بأن روبرتو فيرمينو عبء ثقيل على صلاح وماني أعاد فتح ملف الهجوم في ليفربول، وأثار جدلًا واسعًا بين الجماهير والمحللين. وبينما يرى البعض أن قلة أهداف فيرمينو كانت تضغط على الثنائي الأفريقي، يؤكد آخرون أن دوره التكتيكي كان السبب الرئيسي في نجاح المنظومة.
الحقيقة ربما تكمن في الوسط: فصلاح وماني استفادا من تحركات فيرمينو، لكن في الوقت نفسه، افتقد الفريق لمهاجم هداف يخفف العبء عنهما. ومع تغيرات التشكيل والانتقالات، يبقى إرث الثلاثي الهجومي واحدًا من أعظم ما شهدته كرة القدم الأوروبية في العقد الأخير.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt