رحل عن عالمنا السياسي المخضرم صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق ورئيس مجلس الشورى السابق، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، حيث وافته المنية عقب جلسة علاج كيماوي خضع لها في أحد المستشفيات بالقاهرة. الخبر شكّل صدمة لكثيرين ممن تابعوا مسيرته الطويلة في الحياة السياسية والإعلامية بمصر، كما أعاد إلى الواجهة الجدل حول إرثه الكبير الممتد لعقود.
رحيله لم يكن مجرد خبر وفاة شخصية عامة، بل كان بمثابة نهاية لمرحلة مهمة من تاريخ الحياة السياسية المصرية، باعتبار الشريف واحدًا من أبرز رجال الدولة الذين لعبوا دورًا بارزًا في الإعلام والسياسة على مدار أكثر من 40 عامًا. ويمكنك متابعة المزيد من الأخبار العالمية والرياضية عبر موقع ميكسات فور يو.
صفوت الشريف عانى لسنوات طويلة من مرض السرطان، وظل يتلقى جلسات العلاج الكيماوي على فترات متقطعة. ومع تقدمه في السن، ازدادت حالته الصحية سوءًا، خاصة في الشهور الأخيرة، ما استدعى دخوله إلى المستشفى بشكل متكرر.
التقارير الطبية أشارت إلى أن آخر جلسة كيماوي خضع لها كانت مرهقة للغاية على جسده، وبعدها دخل في حالة من التدهور الصحي السريع انتهت بوفاته. الفريق الطبي حاول التعامل مع الموقف بكل الوسائل، لكن جسده لم يعد قادرًا على مقاومة المرض.
وفاة صفوت الشريف أثارت ردود أفعال واسعة على الساحة السياسية والإعلامية:
عدد من المسؤولين السابقين أبدوا حزنهم، مشيرين إلى أنه كان شخصية محورية في فترة مهمة من تاريخ مصر.
الإعلام المصري أعاد نشر مقاطع وصور من فترات عمله في وزارة الإعلام ورئاسته لمجلس الشورى.
في المقابل، تباينت آراء بعض المواطنين الذين اعتبروا أن إرثه مثير للجدل بين الإنجازات والانتقادات.
هذا الانقسام في ردود الأفعال يعكس حجم تأثيره الكبير في المشهد العام لسنوات طويلة.
بدأ صفوت الشريف مسيرته في العمل العام منذ ستينيات القرن الماضي، قبل أن يتدرج في المناصب القيادية حتى أصبح وزيرًا للإعلام في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. خلال فترة وزارته، شهد الإعلام المصري تغييرات كبيرة، حيث توسعت شبكة القنوات الأرضية والفضائية، وأُطلقت العديد من الصحف والمجلات.
كما شغل منصب رئيس مجلس الشورى، وكان له دور محوري في صياغة السياسات الإعلامية وتوجيه الخطاب الرسمي للدولة. ويُذكر أن الشريف كان عضوًا بارزًا في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حتى ثورة يناير 2011.
رغم المناصب الرفيعة التي تولاها، ظل اسم صفوت الشريف مثارًا للجدل:
هناك من يرى أنه ساهم في تطوير الإعلام المصري ووضع أسس البث الفضائي.
وهناك من ينتقد سياساته، معتبرين أنه لعب دورًا في تقييد حرية الإعلام وتوجيهه بما يخدم السلطة.
كما ارتبط اسمه بعدد من القضايا التي أثيرت عقب ثورة يناير، ما جعله حاضرًا في المشهد القضائي لسنوات.
هذا التباين بين مؤيديه ومعارضيه يعكس طبيعة شخصيته السياسية التي أثرت بشكل مباشر على المجتمع.
وُلد صفوت الشريف في ديسمبر 1933 بمحافظة بني سويف.
التحق بالعمل الإعلامي والسياسي مبكرًا، وتدرج حتى أصبح أحد أعمدة نظام مبارك.
شغل منصب وزير الإعلام من 1982 حتى 2004، ثم أصبح رئيسًا لمجلس الشورى حتى 2011.
بعد ثورة يناير، وُجهت له عدة اتهامات، لكنه ظل حاضرًا في ذاكرة المصريين باعتباره شخصية محورية في تاريخ الدولة.
وفاته بعد جلسة كيماوي أعادت الجدل حول إرثه بين من يراه رجل دولة بارزًا ومن يراه جزءًا من مرحلة سياسية شديدة التعقيد.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt