العظام هي الدعامة الأساسية لجسم الإنسان، فهي التي تمنحه القدرة على الحركة والوقوف وحماية الأعضاء الداخلية. ومع ذلك، فإن العظام عرضة للضعف والهشاشة والتلف مع مرور الوقت نتيجة عدة عوامل مثل الشيخوخة، نقص التغذية، بعض الأمراض المزمنة، أو أنماط الحياة غير الصحية. وما يزيد الأمر خطورة أن تلف العظام في بداياته غالبًا لا يكون واضحًا أو مؤلمًا، مما يجعل اكتشافه المبكر أمرًا صعبًا.
لكن هناك علامات وأعراض قد تبدو بسيطة في البداية، إلا أنها في الحقيقة مؤشر مبكر على مشاكل في صحة العظام، أبرزها فقدان الوزن غير المبرر. الأطباء وخبراء العظام يحذرون من تجاهل هذه الإشارات، لأن التدخل المبكر يقلل من مضاعفات خطيرة مثل الكسور أو هشاشة العظام الحادة.
في هذا المقال، نستعرض 5 علامات مبكرة لتلف العظام، مع شرح مفصل لكل عرض، وكيفية التعامل معه، إضافة إلى نصائح وقائية وأحدث ما توصل إليه الطب في هذا المجال.
فقدان الوزن المفاجئ قد يكون إشارة إلى مشكلة في العظام. السبب أن العظام تحتاج إلى كتلة عضلية ودهون صحية لحمايتها ودعمها، وفقدان الوزن السريع يؤدي إلى تقليل الكثافة العظمية، مما يعرضها للهشاشة.
ألم المفاصل ليس دائمًا نتيجة الإجهاد أو التقدم في العمر، بل قد يكون مؤشرًا على تلف مبكر في العظام. الألم المزمن خاصة في الظهر أو الركبتين قد يشير إلى تآكل الغضاريف أو بداية هشاشة.
الأسباب المحتملة: التهابات العظام، نقص فيتامين "د"، أو بداية تآكل العظام بسبب هشاشة.
خطورة تجاهل الألم: يؤدي إلى كسور صامتة مثل كسور العمود الفقري التي تحدث دون سقوط مباشر.
النصيحة: استشارة طبيب عظام فور الشعور بألم متكرر، وعدم الاعتماد فقط على المسكنات.
الشعور بعدم التوازن أثناء المشي أو صعوبة في القيام من وضع الجلوس قد يعكس ضعفًا في العظام. عندما تفقد العظام قوتها، يصبح الجسم أقل قدرة على تحمل الوزن.
الأثر طويل المدى: قد يؤدي إلى زيادة خطر السقوط والإصابة بكسور الحوض، وهي من أخطر الكسور عند كبار السن.
ملاحظة أن الشخص أصبح أقصر مما كان أو ظهر تقوس في الظهر قد تكون علامة على كسور انضغاطية في العمود الفقري. هذه الكسور غالبًا غير مؤلمة في البداية، لكنها دليل على ضعف شديد في العظام.
الأسباب: هشاشة العظام، خاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث بسبب نقص الإستروجين.
خطورة الإهمال: تقوس العمود الفقري يؤثر على الجهاز التنفسي والهضمي بسبب ضغط الفقرات.
الوقاية: الفحص الدوري لقياس الطول وملاحظة أي تغير، إضافة إلى تناول مكملات الكالسيوم والحرص على التمارين التي تقوي العمود الفقري.
كسر العظام بعد إصابة طفيفة، مثل سقوط بسيط أو حتى عند رفع شيء خفيف، هو إشارة واضحة لتلف العظام. العظام السليمة لا تنكسر بسهولة، أما إذا تكررت الكسور فهذا دليل على فقدان كثافتها.
المؤشرات: كسور في المعصم، الورك، أو العمود الفقري.
التشخيص: صور الأشعة وتحاليل الدم لقياس مستويات الكالسيوم والفوسفور.
العلاج المبكر: أدوية مثل البيسفوسفونات التي تعمل على تقوية العظام، مع تغيير نمط الحياة.
العمر: التقدم في السن يقلل من كثافة العظام.
الجنس: النساء أكثر عرضة بسبب التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الطمث.
نقص التغذية: قلة تناول الكالسيوم وفيتامين "د".
قلة النشاط البدني: الحياة الخاملة تقلل من قوة العظام.
التدخين والكحول: يضعفان امتصاص المعادن الأساسية.
أمراض مزمنة: مثل السكري وأمراض الغدة الدرقية.
تناول غذاء متوازن غني بمنتجات الألبان، الأسماك، الخضروات الورقية.
ممارسة الرياضة خاصة تمارين المقاومة والمشي.
التعرض للشمس لفترات كافية لزيادة فيتامين "د".
الابتعاد عن التدخين والكحول.
إجراء فحوصات دورية لقياس كثافة العظام خاصة بعد سن الأربعين.
د. أحمد حسن – استشاري عظام: "80% من حالات هشاشة العظام يتم اكتشافها بعد حدوث الكسر، لذلك الوعي بالعلامات المبكرة هو الخطوة الأولى للوقاية".
د. منى فؤاد – أستاذة طب الأسرة: "فقدان الوزن غير المبرر من أخطر الأعراض، لأنه قد يخفي خلفه أمراضًا مزمنة تؤثر مباشرة على العظام".
تلف العظام مشكلة صامتة تبدأ بعلامات بسيطة مثل فقدان الوزن، ألم متكرر، ضعف التوازن، انكماش القامة، أو الكسور المتكررة. إهمال هذه الإشارات قد يقود إلى مضاعفات خطيرة، بينما الانتباه المبكر لها يفتح باب الوقاية والعلاج قبل الوصول إلى مراحل متقدمة.
العظام ليست مجرد هيكل للجسم، بل هي ركيزة الحياة اليومية، وحمايتها تبدأ من وعيك بأهمية الاكتشاف المبكر. لذلك، إذا لاحظت أياً من العلامات السابقة، فلا تتردد في استشارة الطبيب، لأن صحتك العظمية هي استثمارك الحقيقي للمستقبل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt