خلال السنوات الأخيرة، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة ضخمة ليس فقط لصناعة الترفيه والمحتوى، بل أيضًا لممارسات مشبوهة ارتبطت بـ غسيل الأموال وبث الهوى والمحتوى غير الأخلاقي. ومع تضخم حجم الأموال المتداولة عبر هذه المنصات، بدأت أجهزة الدولة والبنوك المركزية في العالم، ومن بينها مصر، تسلط الضوء على مصدر هذه الأموال وكيفية إدارتها.
القضية لم تعد مجرد تساؤلات عن مصدر دخل صناع المحتوى، بل باتت مرتبطة بـ شبهات غسيل أموال، وتحويلات ضخمة تدخل حسابات بعض البلوجرز والتيك توكرز بشكل لا يتناسب مع طبيعة نشاطهم. ومع ظهور قضايا شهيرة أمام المحاكم، تكشفت أرقام صادمة عن حصيلة أرباح هؤلاء، وكيف يمكن أن تكون ستارًا لأنشطة مالية غير مشروعة.
هو عملية تحويل الأموال الناتجة عن أنشطة غير قانونية (مثل تجارة المخدرات، الدعارة، الرشوة) إلى أموال تبدو وكأنها مشروعة.
يتم ذلك عبر قنوات متعددة مثل:
الشركات الوهمية.
صفقات الإعلانات غير المعلنة.
التحويلات البنكية المتكررة.
في حالة صناع المحتوى، يُستخدم النشاط الإعلامي كغطاء لإدخال أموال مجهولة المصدر ضمن أرباح المنصات أو الإعلانات.
في مصر، هناك الآلاف من صناع المحتوى على فيسبوك، إنستجرام، ويوتيوب، وخصوصًا تيك توك.
بعضهم يحقق أرباحًا من الإعلانات الرسمية أو المشاهدات.
لكن آخرين تتدفق إلى حساباتهم تحويلات بمئات الآلاف من الجنيهات شهريًا دون تفسير واضح.
هذه الفجوة فتحت باب الشكوك حول استغلال المنصات في غسيل الأموال.
جزء كبير من القضايا الأخيرة ارتبط ببلوجرز نشروا محتوى وُصف بأنه خادش للحياء.
هؤلاء حققوا مشاهدات ضخمة وبالتالي أموالًا طائلة من الإعلانات.
لكن بعض التحقيقات أثبتت أن هذه الأموال كانت أكبر بكثير مما يمكن أن تحققه المشاهدات فقط.
هنا ظهر الربط بين "بث الهوى" و"غسيل الأموال"، باعتبار أن المحتوى المثير هو وسيلة لتبرير تدفق الأموال.
تقارير قضائية أظهرت أن بعض صناع المحتوى تصل تحويلاتهم الشهرية إلى 2 – 5 ملايين جنيه.
هذه الأرقام تفوق بكثير دخل الإعلانات التقليدية على المنصات.
بعض الحسابات أظهرت تحويلات بالدولار واليورو من دول أجنبية.
الشبهات ارتبطت باستخدام هذه التحويلات في إدخال أموال غير مشروعة إلى السوق المصرية.
جزء من الأموال ثبت أنه جاء من شركات مسجلة في "ملاذات ضريبية"، وهو مؤشر قوي على وجود غسيل أموال.
إعلانات وهمية:
الاتفاق على إعلان غير حقيقي بمبالغ ضخمة لتبرير دخول الأموال.
شراء مشاهدات مزيفة:
رفع عدد المشاهدات لإظهار دخل مرتفع من المنصة.
شركات تسويق واجهة:
إنشاء شركات صغيرة تدّعي العمل في الدعاية وتُدخل الأموال كإيرادات إعلانية.
تحويلات شخصية:
إرسال الأموال لصانع المحتوى على أنها "دعم" أو "تبرعات"، وهي في الواقع عمليات غسل.
البنك المركزي ألزم البنوك بمراجعة أي تحويلات مالية كبيرة تذهب إلى حسابات أفراد غير مرتبطين بشركات كبرى.
وحدة مكافحة غسل الأموال بوزارة العدل بدأت التحقيق في عدة بلاغات مرتبطة بصناع محتوى.
بعض الحسابات تم التحفظ عليها لحين إثبات مصدر الأموال.
شباب يرون أن "الشهرة السريعة" عبر فيديوهات مثيرة طريق للثراء.
هذا يشجع على مزيد من المحتوى غير الأخلاقي.
تزايد القضايا يقلل من مصداقية صناع المحتوى أمام الجمهور.
غسيل الأموال يحرم الدولة من الضرائب المستحقة.
يفتح الباب أمام دخول أموال غير مشروعة في الدورة الاقتصادية.
انقسام واضح:
البعض يرى أن الدولة تبالغ في التضييق على الشباب.
آخرون يرون أن الرقابة ضرورية لحماية المجتمع من الفساد الأخلاقي والمالي.
هاشتاجات انتشرت مثل: #التيك_توك_مش_بريء و #الفلوس_المشبوهة.
قضايا سابقة مثل "حنين حسام" و"مودة الأدهم" فتحت الباب لهذا الملف.
في قضايا أخرى، تم ضبط بلوجرز بأرصدة تفوق 10 ملايين جنيه في حساباتهم.
التحقيقات كشفت أن جزءًا من هذه الأموال لا علاقة له بمحتواهم على الإطلاق.
مراقبة التحويلات البنكية المرتبطة بصناع المحتوى.
إخضاع أرباحهم للضرائب والجهات الرقابية.
وضع لوائح تحدد ما هو مسموح وما هو ممنوع.
معاقبة من يستخدمون المنصات لبث محتوى مخل.
حملات توعية للأسر والشباب عن خطورة الانسياق وراء النموذج الخاطئ.
دعم صناع محتوى هادف لتشجيع البديل الإيجابي.
نظرًا لأن التحويلات تأتي من الخارج، يجب التعاون مع دول أخرى لمتابعة الأموال.
قضية غسيل الأموال وبث الهوى عبر صناع المحتوى لم تعد مجرد شائعات، بل أرقام مثبتة ظهرت في ملفات قضائية وحسابات مصرفية. القضية تعكس جانبًا مظلمًا من عالم السوشيال ميديا، حيث تختلط الشهرة بالمال، والحرية بالإفراط في كسر القواعد.
الأرقام التي ظهرت في حسابات بعض البلوجرز بالملايين، تفرض على الدولة والجمهور معًا إعادة النظر في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة. فالمطلوب ليس التضييق على الإبداع، بل الفصل بين المحتوى المشروع والمال المشبوه، وبين من يستخدم المنصات للتثقيف والترفيه، ومن يحولها إلى ستار لغسيل الأموال والإضرار بالقيم.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt