اتهامات بملايين.. الست غالية تكشف حقيقة تورطها في قضية توظيف أموال بالبحيرة
أثارت قضية توظيف الأموال في محافظة البحيرة جدلًا واسعًا خلال الأيام الأخيرة، بعدما تم تداول اسم الشيف التلفزيونية الشهيرة "الست غالية" على منصات التواصل الاجتماعي، وربطه بالقضية التي يتهم فيها عدد من الأشخاص بجمع مبالغ مالية ضخمة من المواطنين بزعم استثمارها مقابل أرباح شهرية. القضية التي شغلت الرأي العام تحولت إلى حديث الساعة، خاصة بعد أن نفت "الست غالية" تمامًا أي علاقة لها بالموضوع، مؤكدة أن الزج باسمها جاء بسبب تشابه أسماء فقط، وأنها لا علاقة لها بأي تعاملات مالية أو مشروعات استثمارية من هذا النوع.
تفاصيل القضية
بدأت القصة عندما أعلنت الأجهزة الأمنية في محافظة البحيرة عن ضبط شبكة متهمة بجمع عشرات الملايين من الجنيهات من المواطنين، بدعوى تشغيلها في أنشطة تجارية واستثمارية مقابل عوائد شهرية مغرية.
وبحسب التحقيقات الأولية، فإن عددًا من الضحايا تقدموا ببلاغات رسمية إلى قسم الشرطة، أكدوا فيها أنهم تعرضوا لعملية نصب منظمة، بعد أن توقف المتهمون عن دفع الأرباح وتهربوا من إعادة رأس المال.
المثير للجدل أن بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي زعمت أن اسم "غالية" الوارد في التحقيقات هو نفس اسم الشيف المعروفة التي تقدم برامج طبخ على القنوات الفضائية، وهو ما أشعل موجة كبيرة من التعليقات والتكهنات.
رد "الست غالية"
في أول تعليق لها، نشرت "الست غالية" مقطع فيديو عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أكدت فيه أنها لا تعرف أيًّا من أطراف القضية، وأنها فوجئت بانتشار أخبار تربط اسمها بالموضوع.
وقالت:
"أنا ست بسيطة شغلي في المطبخ والتلفزيون، عمري ما اشتغلت في تجارة الفلوس ولا أعرف حد من اللي بيتكلموا عنهم. اسمي اتذكر بالصدفة عشان في واحدة من المتهمين اسمها غالية، لكن أنا مليش علاقة".
وأضافت أنها تحتفظ بحقها القانوني في مقاضاة أي شخص يروج لمثل هذه الشائعات التي تمس سمعتها ومصداقيتها أمام جمهورها.
الرأي القانوني
المحامي أشرف عبد الحليم أوضح أن ما تعرضت له "الست غالية" هو حالة واضحة من التشهير، وأن القانون المصري يجرم نشر الأخبار الكاذبة أو ربط الأسماء العامة بقضايا جنائية دون أدلة أو مستندات.
وأضاف أن من حقها التقدم ببلاغ للنائب العام أو إدارة مباحث الإنترنت ضد الصفحات التي تداولت هذه الشائعات، والمطالبة بتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بها.
دور السوشيال ميديا في تضخيم الأحداث
القضية سلطت الضوء مجددًا على دور وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم الأخبار وانتشار الشائعات، خاصة في القضايا المثيرة التي تتعلق بمشاهير أو شخصيات عامة.
فالسرعة التي تنتشر بها المعلومات، دون التحقق من مصدرها، تؤدي أحيانًا إلى تشويه سمعة أبرياء وإقحامهم في أحداث لا علاقة لهم بها.
وهنا تظهر الحاجة إلى وعي أكبر لدى المستخدمين بضرورة التحقق من الأخبار قبل مشاركتها، وإلى التزام الصفحات الإخبارية والمستخدمين بمعايير النشر المسؤولة.
الخلفية عن "الست غالية"
"الست غالية" هي شيف مصرية حققت شهرة واسعة ببرامجها التي تقدم فيها وصفات الأكلات الشعبية بأسلوب بسيط وقريب من الناس. بدأت مسيرتها من مطبخ صغير ثم انتقلت إلى تقديم برامج على قنوات فضائية شهيرة، مما جعلها واحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة في مجال الطبخ.
عرفت بحرصها على مساعدة المحتاجين، حيث شاركت في حملات خيرية عديدة، وهو ما جعل محبيها يتعاطفون معها بقوة بعد الأزمة الأخيرة، ويطالبون بمحاسبة من تسبب في الإساءة إليها.
شهادات من المقربين
عدد من أصدقاء ومعارف "الست غالية" خرجوا عبر منصات التواصل للدفاع عنها، مؤكدين أنها معروفة بنزاهتها وبعدها التام عن أي أنشطة مالية مشبوهة.
إحدى زميلاتها في الوسط الإعلامي قالت:
"الست غالية إنسانة طيبة وبسيطة، ودي مش أول مرة تتعرض فيها لشائعة، لكن عمرها ما خيبت ظن جمهورها".
موقف الأجهزة الأمنية
من جانبها، أكدت الأجهزة الأمنية أن التحقيقات لا تزال جارية مع المتهمين في القضية، وأنه لم يثبت حتى الآن تورط أي شخصية عامة في الموضوع، مشددة على أن المعلومات الرسمية تصدر فقط من خلال بيانات وزارة الداخلية أو النيابة العامة.
تأثير الواقعة على حياتها العملية
اعترفت "الست غالية" أن هذه الشائعات أثرت عليها نفسيًا، وأنها تلقت اتصالات من أقاربها وأصدقائها يسألون عن حقيقة الأمر. لكنها أكدت أنها ستمضي قدمًا في عملها ولن تسمح للشائعات بأن توقف مسيرتها.
كما أعلنت أنها بصدد إطلاق موسم جديد من برنامجها، وستستغل هذه الفرصة لشكر جمهورها على دعمه الكبير.
دروس مستفادة من القضية
-
ضرورة التحقق من الأخبار قبل تداولها: أي شخص يمكن أن يتعرض لضرر كبير نتيجة نشر معلومات غير صحيحة.
-
أهمية الرد السريع: خروج "الست غالية" للرد فورًا ساعد في تقليل حجم الشائعة ووقف انتشارها.
-
المسؤولية القانونية لمروجي الشائعات: القانون يتيح معاقبة من ينشر أخبارًا كاذبة، وهو ما يجب تطبيقه لحماية الأفراد.
تثبت أزمة "الست غالية" أن الشائعات قد تنطلق من مجرد تشابه أسماء، لكنها قادرة على إحداث ضرر بالغ في حياة الأشخاص. وفي زمن السرعة الرقمية، يصبح التحقق من المعلومة مسؤولية جماعية لحماية المجتمع من الأخبار المضللة.
وبينما تواصل الجهات المختصة تحقيقاتها في قضية توظيف الأموال بالبحيرة، يبقى المؤكد أن "الست غالية" كانت ضحية شائعة لا أساس لها، وأنها مستمرة في حياتها المهنية، حاملة معها دعم جمهورها الكبير.