ميكسات فور يو
الصحة تحذر: السجائر الإلكترونية تسبب الإدمان وتهدد القلب والرئة والمعدة
الكاتب : Mohamed Abo Lila

الصحة تحذر: السجائر الإلكترونية تسبب الإدمان وتهدد القلب والرئة والمعدة

الصحة تحذر: السجائر الإلكترونية تسبب الإدمان وتهدد القلب والرئة والمعدة


تحذير رسمي جديد من وزارة الصحة

أطلقت وزارة الصحة المصرية تحذيرًا شديد اللهجة مؤخرًا بشأن السجائر الإلكترونية، مؤكدة أنها لا تقل خطورة عن السجائر التقليدية، بل تتجاوزها في بعض الجوانب الصحية لما تحمله من مواد كيميائية غير معروفة في بعض الأحيان، فضلًا عن خطر الإدمان الذي أصبح يهدد فئات عمرية صغيرة، بما في ذلك المراهقين والشباب في مقتبل العمر.

ويأتي هذا التحذير بعد ارتفاع ملحوظ في نسب استهلاك السجائر الإلكترونية في مصر خلال السنوات الأخيرة، تزامنًا مع انتشار المعتقد الخاطئ بأنها بديل آمن وأقل ضررًا من السجائر العادية. إلا أن الدراسات الطبية والميدانية أثبتت العكس، مما دفع الجهات الصحية إلى اتخاذ خطوات توعوية جديدة تهدف إلى كشف خطورتها أمام الرأي العام.


في السنوات القليلة الماضية، أصبحت السجائر الإلكترونية جزءًا من المشهد العام، سواء في الأماكن المفتوحة أو المغلقة، وحتى بين طلبة المدارس والجامعات. ومع تزايد وتيرة استخدامها في مصر، رأت وزارة الصحة ضرورة دق ناقوس الخطر عبر بيان رسمي يحمل أبعادًا صحية واجتماعية على حد سواء.

ولا يقتصر خطر هذه الأجهزة الحديثة على البالغين فحسب، بل يمتد إلى أجيال صغيرة السن تبدأ في استخدامها بدافع الفضول أو الانسياق خلف الدعاية التجارية، دون وعي كامل بالعواقب. ويزداد الأمر تعقيدًا حين نعلم أن كثيرًا من هذه الأجهزة تُباع في الأسواق دون رقابة كافية، أو تُستورد من مصادر مجهولة تفتقر لأبسط معايير السلامة الصحية.

وتُظهر التحذيرات الأخيرة من وزارة الصحة أن السجائر الإلكترونية تمثل تهديدًا متصاعدًا للصحة العامة، نظرًا لما تحتويه من مواد تؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي، القلب، المعدة، والأوعية الدموية، إلى جانب تسببها في الإدمان السريع لمادة النيكوتين التي تدخل في تركيبتها بتركيزات عالية ومباشرة.


السجائر الإلكترونية.. ما هي وكيف تعمل؟

السجائر الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ"الفيب"، هي أجهزة تعمل ببطاريات قابلة لإعادة الشحن، تقوم بتسخين سائل يحتوي على مواد كيميائية متعددة، منها النيكوتين، الجلسرين، النكهات الصناعية، والمذيبات، ليُنتج بخارًا يُستنشَق بديلًا عن دخان السجائر التقليدية.

وعلى الرغم من أنها لا تنتج القطران ولا أول أكسيد الكربون، إلا أن الأبحاث أظهرت أن المواد المستنشقة عبر البخار تحمل مخاطر صحية جسيمة على المدى القصير والطويل، نظرًا لاحتوائها على مكونات مسرطنة أو سامة تؤثر على وظائف الأعضاء الداخلية.


لماذا تحذر وزارة الصحة منها الآن؟

التحذير الأخير لم يكن الأول من نوعه، لكنه جاء في توقيت بالغ الأهمية، إذ تشير تقارير الصحة إلى زيادة لافتة في عدد حالات الأمراض المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية، وخاصة بين الفئات العمرية التي تتراوح بين 13 إلى 25 عامًا.

وقد لاحظت وحدات الطوارئ وأقسام الرعاية المركزة في عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة ارتفاعًا في حالات ضيق التنفس الحاد، اضطراب ضربات القلب، التهاب الحلق، وتلف المعدة بين المدخنين الجدد، الذين اتضح أنهم يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل يومي وبكميات مفرطة.

وأكدت وزارة الصحة أن بعض العلامات التجارية لهذه الأجهزة تحتوي على نسب عالية من النيكوتين، قد تتجاوز ما هو موجود في علبة سجائر كاملة، ما يؤدي إلى إدمان سريع واضطرابات في الجهاز العصبي، وزيادة في معدل ضربات القلب، وأضرار حادة على المدى الطويل.


تأثيرها على القلب والرئة

تشير الدراسات الميدانية إلى أن السجائر الإلكترونية تؤثر مباشرة على وظائف القلب، حيث تسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل مؤقت بعد كل جلسة تدخين، كما تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، واضطراب الإيقاع القلبي.

أما على مستوى الجهاز التنفسي، فإن البخار الناتج عن هذه الأجهزة يهيج الأغشية المخاطية في الأنف والرئتين، ويزيد من فرص الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الفشل التنفسي، خاصة بين المرضى الذين يعانون من الربو أو أمراض صدرية مزمنة.

وتؤكد التقارير الطبية أن التعرض المتكرر لهذه المكونات الكيميائية، خاصة النكهات الصناعية والمركبات الثقيلة مثل "الدايهيد"، يؤدي إلى تلف دائم في أنسجة الرئة.


تهديد مباشر للجهاز الهضمي

لا يتوقف الخطر عند القلب والرئتين، بل يمتد إلى المعدة والكبد والأمعاء، حيث تتسبب المواد المستنشقة في اضطرابات معدية مزمنة، مثل الحموضة الشديدة والقرح والتهابات جدار المعدة.

كما أن عملية الاستنشاق المستمر تؤثر على العصارات المعدية، وتؤدي إلى ضعف قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص العناصر الغذائية بشكل سليم، وهو ما يؤدي لاحقًا إلى أعراض مثل الغثيان المستمر، ضعف المناعة، ونقص الفيتامينات.


الإدمان.. الخطر الأكبر

أكثر ما يثير قلق وزارة الصحة هو سرعة تحول السجائر الإلكترونية إلى سلوك إدماني، حتى بين غير المدخنين. ويُعزى ذلك إلى احتوائها على تركيزات نيكوتين مرتفعة جدًا، تُمتص عبر الرئة مباشرة وتصل إلى الدماغ في غضون ثوانٍ.

هذا النوع من التعاطي السريع للنيكوتين يغير من كيمياء الدماغ، ويخلق ما يُعرف بالتعلق الفسيولوجي والنفسي، مما يصعب مهمة الإقلاع عنها، ويجعل المدخن يبحث عن جرعات أعلى مع الوقت، وبالتالي الدخول في دائرة مغلقة من الاعتماد والإدمان.


سوق غير منظم وغياب للرقابة

تعاني الأسواق المصرية من فوضى في بيع وتوزيع أجهزة السجائر الإلكترونية، إذ تباع في محال غير مرخصة، أو عبر الإنترنت، دون رقابة صارمة على المكونات، أو أعمار المشترين، أو جودة المنتج.

ويُعد هذا الغياب التنظيمي أحد أبرز الأسباب التي دفعت وزارة الصحة لإطلاق حملتها التحذيرية، ودعوة الجهات الرقابية، والجمارك، والتموين، ووزارة التربية والتعليم، إلى التدخل الفوري للحد من انتشار هذه الأجهزة.


تأثيرات نفسية وسلوكية

إلى جانب الأضرار الجسدية، فإن للسجائر الإلكترونية تأثيرات نفسية وسلوكية مقلقة، حيث أثبتت دراسات محلية ودولية أن مستخدميها معرضون أكثر لحالات القلق، الاكتئاب، ضعف التركيز، واضطرابات النوم، نتيجة لتقلب مستويات النيكوتين في الدم.

كما تشير التقارير إلى أن نسبة من المراهقين الذين بدأوا باستخدام الفيب تحولوا لاحقًا إلى تعاطي السجائر العادية أو مواد أخرى أكثر خطرًا، ما يعني أن هذه الأجهزة قد تمثل بوابة أولى إلى عالم الإدمان الأوسع.


خطة الدولة للحد من انتشارها

في ضوء هذه التحذيرات، تسعى وزارة الصحة حاليًا إلى تنفيذ خطة توعوية وتثقيفية شاملة تشمل:

  • تنظيم ندوات تثقيفية في المدارس والجامعات.

  • إعداد حملات إعلانية في وسائل الإعلام.

  • فرض رقابة مشددة على المنافذ التي تبيع السجائر الإلكترونية.

  • إصدار قوانين جديدة لتقييد تداولها أو منعها تمامًا.

كما تُجرى مشاورات مع البرلمان لبحث إمكانية تعديل القوانين الحالية، بما يضمن حظر بيعها للقصر، ومنع ترويجها إعلاميًا، وإجبار الشركات المستوردة على الإفصاح عن مكونات منتجاتها بشكل دقيق.


رسالة أخيرة للمواطنين

تؤكد وزارة الصحة أن الحفاظ على الصحة مسؤولية مجتمعية، تبدأ من الوعي الفردي داخل الأسرة والمؤسسة التعليمية. وعلى أولياء الأمور أن يكونوا أكثر يقظة تجاه ما يتعرض له أبناؤهم من حملات دعائية موجهة، تتلاعب بالمظهر الخارجي للسجائر الإلكترونية وتخفي أخطارها الحقيقية.

وعلى المواطنين، خصوصًا فئة الشباب، أن يتوقفوا عن اعتبار "الفيب" وسيلة ترفيهية أو موضة، ويدركوا أنها مصدر خطر يهدد أعضائهم الحيوية، ويُدخلهم في دائرة الإدمان دون أن يشعروا.

في النهاية، فإن التحذير الرسمي من وزارة الصحة بشأن السجائر الإلكترونية ليس مجرد تصريح عابر، بل دعوة عاجلة لإعادة النظر في تعامل المجتمع مع هذه الظاهرة الخطيرة، التي باتت تهدد الصحة العامة بمخاطر متعددة ومركبة. ومن الضروري أن يتم تفعيل أدوات التوعية والمحاسبة، وأن تتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني للحد من انتشار هذه الأجهزة بين الأجيال الجديدة. فالصحة ليست فقط غياب المرض، بل هي وعي، وقاية، ومسؤولية تبدأ من الفرد وتمتد إلى الجميع.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...