البيض هو أحد الأغذية الأساسية في معظم الأنظمة الغذائية حول العالم، ويُعتبر مصدرًا غنيًا بالبروتين والدهون الصحية والفيتامينات. لكن رغم فوائده المعروفة، كثيرًا ما يتداول الناس تحذيرات حول الإفراط في تناوله، لا سيما في حالة أمراض القلب والكوليسترول والسكري. فهل هذه المخاوف مبررة؟ ومتى يصبح البيض بالفعل خطرًا على الصحة؟
في هذا المقال، نستعرض الفوائد الصحية للبيض، ومتى ينبغي الحذر منه، ومن هم الأشخاص الذين يُنصحون بتقليل استهلاكه أو الامتناع عنه.
قبل الدخول في التحذيرات، لا بد من فهم ما الذي يجعل البيض غذاءً مهمًا:
مصدر ممتاز للبروتين الكامل: يحتوي البيض على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم.
غني بفيتامينات مهمة مثل فيتامين A وB12 وD وE.
يحتوي على معادن حيوية مثل الحديد، الزنك، السيلينيوم، والفسفور.
مفيد لصحة الدماغ بفضل احتوائه على الكولين، وهو عنصر ضروري للذاكرة والتطور العصبي.
يساعد على الشبع مما يجعله خيارًا مثاليًا ضمن أنظمة إنقاص الوزن.
لكن مع كل هذه الفوائد، لا بد من الانتباه إلى أن تناول البيض بكميات كبيرة، أو في حالات صحية معينة، قد يؤدي إلى نتائج سلبية.
أحد أبرز الأسباب التي تجعل الناس يتخوفون من البيض هو محتواه العالي من الكوليسترول. حيث تحتوي بيضة واحدة متوسطة الحجم على حوالي 186 ملجم من الكوليسترول، يتركز بالكامل تقريبًا في الصفار.
في الأشخاص الأصحاء، لا يؤثر تناول البيض يوميًا بشكل كبير على مستويات الكوليسترول الضار.
لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول الوراثي أو لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب، قد يتسبب البيض في رفع الكوليسترول الضار (LDL) بدرجة ملحوظة.
لا يُنصح الأشخاص الأصحاء بتجنبه كليًا، لكن يُفضل الاعتدال.
من لديهم مشاكل قلبية أو نسبة كوليسترول مرتفعة عليهم تقليل استهلاك صفار البيض، أو الاكتفاء ببياض البيض الغني بالبروتين وقليل الدهون.
أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة بين البيض والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خاصة عند تناول كميات كبيرة منه يوميًا.
البيض لا يحتوي على كربوهيدرات، لذا لا يرفع السكر مباشرة.
لكن هناك فرضيات أن تناول البيض مع نظام غذائي عالي الدهون أو غير متوازن قد يرفع من مقاومة الإنسولين.
كما أن استهلاك البيض مع أطعمة دهنية كالنقانق أو الزبدة يزيد العبء على الجسم.
الاعتدال في تناول البيض (مثلاً 3–4 مرات أسبوعيًا).
التركيز على بياض البيض والابتعاد عن الصفار إذا كان الشخص يعاني من السمنة أو مقاومة الإنسولين.
البيض من المسببات الشائعة للحساسية خصوصًا لدى الأطفال. أعراض الحساسية تتراوح بين طفح جلدي بسيط إلى أعراض تنفسية شديدة أو حتى صدمة تحسسية.
طفح جلدي أو احمرار بعد الأكل.
حكة في الفم أو الحلق.
تورم في الوجه أو الشفاه.
قيء أو إسهال.
ضيق تنفس.
في حالة ظهور أي من هذه الأعراض، يجب التوقف عن تناول البيض فورًا واستشارة الطبيب.
بعض الأبحاث ربطت بين تناول كميات كبيرة من الكوليسترول الغذائي (ومنها البيض) وبين زيادة خطر تكوّن حصوات المرارة، خاصة لدى الأشخاص المصابين بالسمنة أو النساء الحوامل.
لكن لا يوجد دليل قاطع يثبت أن البيض وحده مسؤول عن ذلك، بل الأمر يرتبط بالعوامل الأخرى مثل الوزن الزائد والعوامل الوراثية.
توجد شائعات تربط بين استهلاك البيض بكثرة وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان البروستاتا أو القولون. لكن الأدلة العلمية غير حاسمة في هذا الصدد.
الأهم هو كيفية تحضير البيض:
البيض المقلي في دهون مهدرجة أو مع لحم مصنع قد يكون ضارًا جدًا.
في المقابل، البيض المسلوق أو المطهو بالبخار يعتبر خيارًا أكثر صحة.
الحالة الصحية | مستوى الخطر عند تناول البيض |
---|---|
مرضى القلب | مرتفع عند الإفراط في الصفار |
مرضى السكري النوع الثاني | متوسط – يُنصح بالاعتدال |
المصابون بحساسية البيض | خطر مباشر – يجب تجنبه تمامًا |
من يعانون من ارتفاع الكوليسترول | خطر محتمل – يُنصح بتناول بياض البيض فقط |
السمنة المفرطة | يجب تقليل البيض المقلي أو بالزبدة |
الأطفال دون 12 شهرًا | لا يُنصح بإعطائهم البيض النيء |
لا تتجاوز 7 بيضات أسبوعيًا إذا كنت تعاني من مشاكل صحية.
اختر طرق الطهي الصحية مثل السلق أو البخار.
لا تجمع بين البيض والدهون المشبعة (مثل الزبدة أو السمن).
احرص على شراء البيض من مصادر موثوقة وتخزينه في الثلاجة.
لا تتناول البيض النيء لتفادي خطر السالمونيلا.
استشر طبيبك إن كنت تعاني من أمراض مزمنة أو تتناول أدوية بانتظام.
نعم، بياض البيض يُعد خيارًا ممتازًا للرياضيين ومرضى القلب والسكري، لأنه يحتوي على:
بروتين نقي.
خالٍ من الكوليسترول.
سعرات حرارية منخفضة.
سهل الهضم.
يمكن إضافته للسلطات، أو طهوه بشكل منفصل كعجة خفيفة بدون زيت.
البيض ليس عدوًا للصحة، لكنه أيضًا ليس طعامًا آمنًا بالمطلق للجميع. تختلف درجة الاستفادة أو الخطر منه حسب الوضع الصحي، الكمية المستهلكة، وطريقة التحضير.
لذلك، من الأفضل دائمًا اتباع قاعدة الاعتدال، والتشاور مع الطبيب المختص عند وجود أي شكوك صحية. ففي النهاية، التغذية المتوازنة لا تعتمد على صنف واحد، بل على منظومة متكاملة من الخيارات الصحية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt