ميكسات فور يو
مصر ضمن أكبر 10 مصدرين للذهب في هذا التاريخ؟
الكاتب : Mohamed Abo Lila

مصر ضمن أكبر 10 مصدرين للذهب في هذا التاريخ؟

مصر ضمن أكبر 10 مصدرين للذهب في هذا التاريخ؟


شهدت السنوات الأخيرة تحولات كبيرة في خريطة تصدير الذهب على مستوى العالم، وسط منافسة قوية بين الدول الغنية بالموارد الطبيعية، والدول التي طورت صناعة التعدين بشكل حديث. وفي خضم هذا المشهد العالمي، برز اسم مصر كلاعب أساسي في سوق الذهب، ليس فقط من حيث الاكتشافات الجديدة، ولكن أيضًا من حيث التطلعات الطموحة لزيادة الإنتاج والتصدير. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل ستكون مصر ضمن أكبر 10 مصدرين للذهب في العالم في التاريخ القريب؟


الذهب.. المعدن النفيس الذي لا يفقد بريقه

يظل الذهب عبر العصور رمزًا للثروة والاستقرار، وأداة آمنة للتحوط ضد تقلبات الأسواق. ورغم دخول العديد من المعادن النفيسة الأخرى إلى المشهد الاقتصادي، لا يزال الذهب يحتفظ بمكانته الاستثنائية، سواء على مستوى التداول أو الادخار أو الاستخدام الصناعي والمجوهرات.
العالم يستهلك سنويًا آلاف الأطنان من الذهب، وتتصدر بلدان مثل الصين، أستراليا، روسيا، وكندا قائمة كبار المنتجين. أما على مستوى التصدير، فتلعب عوامل عدة دورًا أساسيًا، أبرزها حجم الإنتاج، البنية التحتية للتكرير، واتفاقيات التجارة العالمية.

مصر وتاريخ طويل مع الذهب

منذ عهد الفراعنة، ارتبط اسم مصر بالذهب. فقد كانت المناجم في الصحراء الشرقية والنوبة مصدرًا رئيسيًا للذهب الذي زين معابد الفراعنة وتوابيت ملوكهم. وتشهد البرديات والنقوش القديمة على ازدهار التعدين في تلك الحقبة، حتى أن المصريين القدماء كانوا يُطلقون على مصر اسم "أرض الذهب".
وبعد فترات طويلة من التراجع، عادت مصر خلال العقود الأخيرة لتضع خططًا طموحة لإحياء صناعة الذهب، عبر تحديث التشريعات، وتبني نظم استثمارية أكثر جذبًا للشركات العالمية.

منجم السكري.. نقطة التحول

يُعتبر منجم السكري بمحافظة البحر الأحمر حجر الزاوية في نهضة التعدين المصرية. هذا المنجم، الذي يُعد من أكبر 10 مناجم ذهب في العالم من حيث الاحتياطي، بدأ إنتاجه التجاري عام 2010. وتديره شركة "سنتامين" الأسترالية بالشراكة مع الحكومة المصرية، وأصبح منذ ذلك الحين رمزًا لتطلعات مصر نحو التوسع في قطاع الذهب.
المنجم ينتج ما يزيد عن 400 ألف أوقية ذهب سنويًا، مع توقعات بزيادة الإنتاج في السنوات المقبلة بعد التوسع في مراحل جديدة من الاستخراج.

استثمارات جديدة واكتشافات واعدة

لم يقتصر الأمر على منجم السكري، إذ أعلنت الحكومة المصرية خلال الأعوام الماضية عن مزايدات عالمية للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية وسيناء. وأسفرت هذه المزايدات عن دخول شركات كبرى مثل "باريك جولد" الكندية، و"لامنشا" المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، بجانب شركات مصرية بدأت تكتسب خبرة في هذا المجال.
التقارير الرسمية تشير إلى أن مصر قد تمتلك احتياطيات تُقدر بملايين الأوقيات لم تُستغل بعد. ومع التوسع في الاستثمار الأجنبي والمحلي، هناك توقعات بأن يقفز الإنتاج خلال العقد المقبل إلى مستويات تجعل مصر منافسًا حقيقيًا على خريطة المصدرين.

التصدير.. التحدي الأكبر

الإنتاج وحده لا يكفي لوضع مصر ضمن أكبر 10 مصدرين للذهب. فالتصدير يتطلب منظومة متكاملة تشمل:

  1. مصافي تكرير عالمية المستوى: إذ أن كثيرًا من الدول تبيع ذهبها في صورته الخام، لكن القيمة المضافة تأتي من تكريره وتجهيزه للتداول العالمي.

  2. اتفاقيات تجارة دولية: تلعب اتفاقيات التصدير دورًا كبيرًا في فتح أسواق جديدة أمام الذهب المصري.

  3. البنية التحتية: من موانئ متخصصة وشبكات نقل متطورة تضمن سهولة نقل الذهب من المناجم إلى الموانئ أو المصافي.

  4. الشفافية والرقابة: وهي من أهم عوامل جذب المستثمرين وتعزيز الثقة العالمية في المنتج المصري.

مصر في الطريق إلى نادي الكبار

وفقًا لتقارير دولية، فإن مصر مرشحة لأن تصبح ضمن أكبر 10 مصدرين للذهب بحلول عام 2030، إذا نجحت في تنفيذ استراتيجياتها الحالية. هذه التوقعات تستند إلى عدة مؤشرات:

  • استمرار توسع الإنتاج في منجم السكري.

  • دخول مناجم جديدة إلى مرحلة الإنتاج التجاري.

  • نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع التعدين.

  • دعم الدولة بتشريعات جديدة وإصلاحات ضريبية تزيد من جاذبية القطاع.

دور الحكومة في دعم القطاع

الحكومة المصرية أعلنت عن استراتيجية وطنية للتعدين تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع التعدين (بما فيه الذهب) في الناتج المحلي الإجمالي من أقل من 1% حاليًا إلى 5% خلال العقد المقبل. هذه الاستراتيجية تشمل:

  • تحديث القوانين المنظمة للتنقيب والاستثمار.

  • إطلاق منصات رقمية لتسهيل استخراج التراخيص.

  • تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص.

  • تطوير برامج تدريبية لإعداد كوادر مصرية قادرة على العمل في مجال التعدين وفق المعايير العالمية.

الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية

تصدير الذهب لا يعني فقط تعزيز ميزان المدفوعات، بل يمتد تأثيره إلى:

  • خلق فرص عمل في مناطق نائية مثل الصحراء الشرقية، مما يساهم في التنمية الإقليمية.

  • زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي، إذ يُعتبر الذهب أحد المصادر المهمة للعملات الأجنبية.

  • تحفيز الصناعات التكميلية مثل صناعة الحُلي والمجوهرات.

  • دعم الاستقرار الاقتصادي عبر تنويع مصادر الدخل القومي بعيدًا عن القطاعات التقليدية.

المنافسة العالمية

الطموح المصري للانضمام إلى قائمة أكبر 10 مصدرين لن يكون سهلًا، نظرًا للمنافسة الشرسة من دول مثل:

  • الصين: أكبر منتج ومصدر للذهب عالميًا.

  • أستراليا: تمتلك احتياطيات ضخمة ومصافي متقدمة.

  • روسيا: لاعب رئيسي رغم العقوبات الغربية.

  • كندا والولايات المتحدة: لهما مكانة قوية في السوق العالمي.
    لكن مصر تراهن على موقعها الجغرافي الاستراتيجي بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، ما يمنحها ميزة تنافسية في الوصول إلى الأسواق.

التحديات أمام مصر

رغم المؤشرات الإيجابية، تواجه مصر عدة تحديات يجب التغلب عليها:

  1. نقص المصافي المحلية بمستوى عالمي، مما يضطرها لتصدير الذهب الخام أحيانًا.

  2. ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة ببعض الدول المنافسة.

  3. الحاجة إلى تطوير البنية التحتية بشكل أسرع.

  4. مواجهة أنشطة التعدين غير الرسمي التي قد تُفقد الدولة جزءًا من مواردها.

خلاصة وتوقعات مستقبلية

إجمالًا، الطريق أمام مصر للانضمام إلى قائمة أكبر 10 مصدرين للذهب ليس بعيدًا، لكنه يحتاج إلى استمرار في السياسات الحالية، وزيادة الاستثمارات، والتغلب على التحديات القائمة. إذا نجحت مصر في ذلك، فقد يشهد العقد المقبل تحولًا استراتيجيًا يجعل الذهب أحد أعمدة الاقتصاد المصري، إلى جانب قناة السويس والغاز الطبيعي والسياحة.
ويبقى السؤال: هل نشهد في 2030 دخول مصر رسميًا إلى نادي كبار المصدرين للذهب؟ كل المؤشرات تقول إن الأمر ممكن جدًا، بل ومرجح إذا ما استمرت الجهود بنفس الوتيرة الحالية.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول
تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...