البِدل ومكافأة نهاية الخدمة.. الرئيس يستجيب لمطالب الصحافة والإعلام
شهد الوسط الصحفي والإعلامي في مصر حالة من الارتياح خلال الساعات الماضية، بعد إعلان استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمطالب الصحفيين والإعلاميين بشأن تحسين أوضاعهم المادية وضمان حقوقهم المالية، خاصة فيما يتعلق بملف "البِدل" ومكافأة نهاية الخدمة. القرار جاء ليمثل انفراجة طال انتظارها، وسط ترقب من العاملين في هذا القطاع الحيوي، الذين يعانون منذ سنوات من تحديات مادية ومهنية.
خلفية الأزمة
تعود قضية البِدل ومكافأة نهاية الخدمة إلى سنوات طويلة، حيث كان الصحفيون والإعلاميون يطالبون بزيادة قيمة البِدل الذي يحصلون عليه شهريًا لمواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى صرف مكافأة نهاية خدمة عادلة عند التقاعد.
وقد شهدت الفترة الماضية تحركات موسعة من جانب النقابات المهنية، على رأسها نقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين، لعقد اجتماعات مع الجهات المسؤولة وعرض مقترحات عملية لتحقيق العدالة المالية وتحسين أوضاع المهنة.
استجابة رئاسية سريعة
وفقًا للمصادر، جاء توجيه الرئيس السيسي بالاستجابة لهذه المطالب بشكل مباشر بعد دراسة مستفيضة للوضع المادي للصحفيين والإعلاميين، وأهمية دعم هذا القطاع باعتباره أحد ركائز الوعي الوطني ونقل الحقيقة للمواطن.
الاستجابة تضمنت زيادة قيمة البِدل المخصص للعاملين في الصحافة والإعلام، بالإضافة إلى تعديل نظام صرف مكافأة نهاية الخدمة بحيث يتناسب مع عدد سنوات العمل، ويعكس حجم الجهد المبذول خلال مسيرة المهنة.
أهمية القرار للمهنة
هذا القرار لا يقتصر على كونه دعمًا ماليًا فقط، بل يمثل رسالة تقدير من الدولة لدور الإعلام والصحافة في تشكيل الوعي العام وحماية الأمن القومي.
ففي ظل التحديات التي تواجه المهنة، من ضغوط اقتصادية وتطورات تكنولوجية متسارعة، يساهم تحسين الأوضاع المادية في تمكين الصحفيين من أداء دورهم بكفاءة، بعيدًا عن الضغوط التي قد تؤثر على جودة العمل الصحفي.
ردود فعل واسعة
قوبل القرار بترحيب واسع من جموع الصحفيين والإعلاميين، الذين اعتبروا أنه خطوة إيجابية نحو تحقيق المزيد من المكاسب المهنية والمادية.
أعضاء مجلس نقابة الصحفيين أكدوا أن هذه الخطوة تمثل انتصارًا للمهنة، وتعكس تفهم القيادة السياسية لاحتياجات العاملين بها.
كما أشاروا إلى أن هذا القرار يفتح الباب أمام مزيد من المطالب المتعلقة بالتدريب والتطوير المهني، وتحديث التشريعات المنظمة للعمل الإعلامي.
تأثيرات اقتصادية متوقعة
من الناحية الاقتصادية، فإن زيادة البِدل وتحسين مكافأة نهاية الخدمة ستنعكس إيجابيًا على معيشة الصحفيين والإعلاميين، ما يساهم في استقرارهم المادي والنفسي.
كما قد يؤدي هذا القرار إلى زيادة الإقبال على دراسة الإعلام والصحافة، بعد أن أصبح المجال يوفر ضمانات مالية أفضل، مما يرفع من مستوى التنافسية بين الكوادر الجديدة.
توقعات وخطوات مقبلة
من المنتظر أن تبدأ الجهات المعنية، بالتنسيق مع النقابات، في تنفيذ هذه القرارات خلال الفترة المقبلة، مع وضع آلية واضحة لصرف المستحقات وضمان وصولها لجميع العاملين المستحقين.
كما يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة حوارًا موسعًا بين الدولة والنقابات حول سبل تطوير المهنة، بما يشمل التدريب المستمر، وحماية الصحفيين أثناء أداء عملهم، وتحسين بيئة العمل الإعلامي.
قرار الرئيس السيسي بالاستجابة لمطالب الصحافة والإعلام بشأن البِدل ومكافأة نهاية الخدمة يعد خطوة استراتيجية نحو دعم حرية الإعلام وتعزيز دوره في خدمة المجتمع.
فهو لا يقتصر على الدعم المادي فحسب، بل يرسخ لنهج جديد من الشراكة بين الدولة وأبناء المهنة، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على جودة الرسالة الإعلامية ومستوى الوعي لدى الجمهور.
