في إطار جهود وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتطوير الشبكة القومية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، شهدت منطقتا جزيرة الدهب والهرم، وشارع فيصل بمحافظة الجيزة، حدثًا هامًا يتمثل في إطلاق التيار الكهربائي بالدوائر الجديدة التي تم الانتهاء من أعمال إنشائها مؤخرًا. هذه الخطوة تمثل انفراجة كبيرة لسكان المناطق الذين عانوا في الفترة الماضية من تكرار انقطاع التيار أو ضعف الجهد الكهربائي، خاصة خلال فترات الذروة أو أثناء أعمال الصيانة الطارئة.
ويأتي تدشين هذه الدوائر الكهربائية الجديدة استجابة مباشرة لاحتياجات المواطنين، ضمن خطة الدولة الاستراتيجية لتدعيم البنية التحتية لقطاع الكهرباء، وتقليل معدلات الأعطال وتحقيق الاستقرار في التيار بجميع المناطق السكنية. ومنذ بداية الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة، أصبحت الحاجة ماسة لتعزيز الشبكات لمواجهة الأحمال الزائدة، ما دفع الجهات المعنية لتكثيف العمل في المناطق التي تعاني من تكرار الانقطاعات أو التوسعات العمرانية الكبيرة.
الدوائر الجديدة التي تم إطلاقها تمثل حلًا عمليًا مدروسًا لمشكلة طالما أرّقت الأهالي في جزيرة الدهب والهرم وفيصل، خاصة مع التوسع السكاني والضغط المتزايد على شبكات الكهرباء القائمة. وفي هذا التقرير، نستعرض تفاصيل إطلاق التيار، وأثر ذلك على السكان، وخطط الوزارة المستقبلية لتوسيع التجربة لتشمل باقي المناطق.
بدأت فرق العمل في وزارة الكهرباء بالتعاون مع شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء أعمال الاختبارات الفنية والتشغيل التجريبي للدوائر الجديدة خلال الأيام الماضية. ومع اكتمال هذه المرحلة بنجاح، تم الإعلان رسميًا عن تشغيل الدوائر وبدء ضخ التيار الكهربائي بكفاءة عالية.
الدوائر الكهربائية الجديدة تشمل:
دائرة كهرباء بجزيرة الدهب، تم تصميمها لتغذية مناطق الإسكان العشوائي والمناطق المطورة حديثًا بعد دخولها ضمن مبادرة تطوير العشوائيات.
دائرة في منطقة الهرم تستهدف الأحياء القديمة والمناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
دائرة بشارع فيصل وهي واحدة من أكثر المناطق احتياجًا لدعم الشبكة بسبب التوسع التجاري والعقاري السريع.
وبحسب مصادر مطلعة، تم استخدام محولات حديثة، وكابلات عالية الجودة لضمان استقرار الخدمة، وتوفير تيار كهربائي بجهد منتظم دون انقطاع مفاجئ أو تقلبات تؤثر على الأجهزة المنزلية أو الصناعية.
شهدت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا من أهالي المناطق المستهدفة الذين أكدوا أنهم لاحظوا تحسنًا كبيرًا في استقرار التيار وانخفاضًا واضحًا في الأعطال اليومية، لا سيما في فترة المساء عندما كانت الانقطاعات تحدث بصورة متكررة.
عدد من الأهالي أشاروا إلى أن هذه الخطوة كانت مطلوبة منذ سنوات، خاصة في ظل توسعات الإسكان وزيادة عدد الوحدات السكنية دون تطوير موازٍ في البنية التحتية، وهو ما تسبب في أزمات كبيرة في فصل الصيف، وعطل الأجهزة المنزلية، بل وأحيانًا أدى إلى تلف بعضها نتيجة تغير الفولت المفاجئ.
ويأمل المواطنون أن تكون هذه الخطوة بداية لجهود أشمل تستهدف تطوير شبكة الكهرباء بالكامل، والاهتمام بالمناطق ذات الكثافات المرتفعة والأحمال الزائدة.
تأتي هذه المشروعات ضمن خطة الوزارة لخفض معدلات الانقطاع إلى الصفر في أغلب المناطق الحضرية، خاصة تلك التي تتعرض لضغوط شديدة على شبكات الكهرباء نتيجة للزيادة السكانية، أو التي تحتاج إلى تحديثات تقنية في المحولات وخطوط التغذية.
وشملت جهود الوزارة ما يلي:
تنفيذ مشروعات إحلال وتجديد لأكثر من 300 محول كهربائي خلال الأشهر الستة الماضية.
تطوير 1200 كيلومتر من الكابلات الأرضية واستبدال الخطوط الهوائية القديمة.
إدخال تقنيات ذكية في التحكم بالشبكات لسرعة رصد الأعطال ومعالجتها في أقصر وقت.
وقد بدأت الوزارة بالفعل في تعميم هذه التجارب في مناطق أخرى، منها منشأة ناصر، وبولاق الدكرور، وحلوان، وبعض الأحياء الجديدة مثل حدائق أكتوبر والعبور.
تُعد جزيرة الدهب من المناطق التي شهدت توسعات عمرانية كبيرة خلال السنوات الماضية، نتيجة لتطويرها ضمن خطة إزالة العشوائيات وتحويلها إلى مجتمعات سكنية حضارية، وهو ما ضاعف الضغط على البنية التحتية القديمة.
ومع دخول وحدات سكنية جديدة الخدمة، ظهرت الحاجة الماسة إلى دعم شبكات الكهرباء هناك، خاصة أن عدد السكان قفز خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما جعل الانقطاعات شبه يومية، وسبّب حالة من الاستياء لدى السكان.
وتأتي الدائرة الجديدة لتخدم ما يزيد عن 50 ألف نسمة من سكان الجزيرة، بما في ذلك المدارس، والمراكز الطبية، والوحدات الخدمية، مما يضمن بيئة أكثر استقرارًا لسكان المنطقة في جميع الأوقات.
بحسب خطط الوزارة المُعلنة، فإن مشروعات دعم الشبكة القومية للكهرباء تستهدف الوصول إلى:
تغطية شاملة لجميع المحافظات بشبكات كهرباء حديثة عالية الكفاءة.
التحول إلى الشبكات الذكية التي تتيح مراقبة الأعطال وإدارتها عن بُعد.
إدخال الطاقة المتجددة كجزء من تغذية المناطق الجديدة، للحد من الاعتماد على المصادر التقليدية.
تحفيز المواطنين على ترشيد الاستهلاك من خلال عدادات ذكية وأساليب قياس جديدة.
كما ستشهد الفترة المقبلة تكثيف الأعمال في مناطق أكتوبر والشيخ زايد والمعادي ومصر الجديدة، وهي المناطق التي تشهد معدلات نمو سكاني وعقاري مرتفعة.
أكدت الوزارة في أكثر من مناسبة أن الهدف الرئيسي من إطلاق هذه الدوائر هو إنهاء معاناة المواطنين مع انقطاع التيار، وتحقيق أعلى معدلات من الاستقرار في الخدمة، خصوصًا في ظل الطلب المتزايد على الكهرباء خلال أشهر الصيف.
وقد تم وضع آليات للصيانة الدورية، والتدخل السريع، وخدمة الخط الساخن، إضافة إلى إنشاء فرق طوارئ متنقلة قادرة على التدخل في أي وقت في حال حدوث أعطال مفاجئة.
مع التوسع في الشبكات، تهيب الوزارة بالمواطنين الالتزام بالنصائح التالية:
عدم تحميل التوصيلات الداخلية بأجهزة فوق طاقتها، لتجنب أي أعطال منزلية.
الإبلاغ الفوري عن أي أعطال من خلال الخطوط المخصصة لذلك.
ترشيد الاستهلاك لتقليل الضغط على الشبكة، خاصة في أوقات الذروة.
الصيانة الدورية للأجهزة، والتأكد من سلامة الأسلاك واللوحات الكهربائية في المنزل.
يمثل إطلاق التيار الكهربائي بالدوائر الجديدة في جزيرة الدهب والهرم وفيصل نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتأكيدًا على التزام الدولة بتطوير البنية التحتية تماشيًا مع النمو السكاني والعقاري المتسارع. ومع استمرار هذه المشروعات في باقي المناطق، يصبح الأمل أقرب من أي وقت مضى بأن يعيش المواطن المصري دون انقطاع كهربائي، وبخدمة مستقرة تليق بحياته واحتياجاته.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt