أعادت الفنانة اللبنانية أمل حجازي الجدل إلى الساحة الفنية والإعلامية مؤخرًا بعد تصريحاتها المثيرة للجدل حول قضية الحجاب، ما جعلها حديث الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي. أمل، التي عُرفت بأغانيها الناجحة في مطلع الألفية، ثم اختفت عن الساحة الفنية قبل أن تعلن اعتزالها وارتداء الحجاب، عادت اليوم إلى صدارة النقاشات من جديد بتصريحاتها الجريئة.
هذا الجدل دفع الكثيرين للتساؤل: من هي أمل حجازي؟ وما مسيرتها الفنية والإنسانية؟ وكيف تحولت من نجمة لامعة في عالم الغناء إلى شخصية مثيرة للجدل بسبب مواقفها الفكرية والدينية؟
وُلدت أمل حجازي في بيروت عام 1977.
درست الهندسة المعمارية، لكنها وجدت شغفها الحقيقي في الغناء والموسيقى.
بدأت مسيرتها الفنية مطلع الألفية بأغانٍ لاقت رواجًا كبيرًا في العالم العربي.
أول ألبوماتها الغنائية كان بعنوان "آخر غرام"، الذي شكّل انطلاقة قوية لها.
خلال فترة قصيرة، أصبحت أمل واحدة من أبرز نجمات الغناء في العالم العربي.
من أبرز أغانيها التي حققت نجاحًا: "عينك عينك"، "ويلك من الله"، "زمان".
عُرفت بجمال صوتها وأسلوبها الفني الذي جمع بين الطابع الشرقي والكلمات العاطفية القريبة من الجمهور.
تعاونت مع عدد من كبار الملحنين والشعراء الذين ساهموا في ترسيخ مكانتها الفنية.
في عام 2017، أعلنت أمل حجازي اعتزال الغناء بشكل مفاجئ.
السبب المعلن كان رغبتها في الاقتراب أكثر من الدين والالتزام بالحجاب.
القرار أثار جدلًا واسعًا وقتها، بين من اعتبره خطوة شجاعة وبين من وصفه بالخسارة الكبيرة للفن العربي.
أمل أكدت أنها وجدت راحتها النفسية في هذا القرار، واعتبرته نقطة تحول في حياتها.
ظهرت أمل في عدة مناسبات بملابس محتشمة وحجاب أنيق.
ركزت نشاطها على تقديم الأغاني الدينية والإنسانية بدلًا من الأعمال الغنائية التقليدية.
قدمت أعمالًا تتناول قضايا إنسانية مثل الأيتام ودعم الفقراء.
ابتعدت عن الأضواء بشكل كبير، لكنها ظلت حاضرة عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
أثارت أمل حجازي جدلًا واسعًا بعد تصريحاتها الأخيرة التي تناولت موضوع الحجاب.
أكدت أن الحجاب في نظرها مسألة شخصية، وأنه لا يجب أن يكون معيارًا لتقييم المرأة أو الحكم على تدينها.
البعض رأى في تصريحاتها تناقضًا مع قرارها بارتداء الحجاب، بينما اعتبرها آخرون تعبيرًا عن حرية الرأي.
تصريحاتها قوبلت بانتقادات لاذعة من بعض التيارات، فيما حصلت على تأييد من آخرين يرون أنها طرحت قضية مهمة للنقاش.
مؤيدون: يرون أن ما قالته يعكس وعيًا بضرورة احترام حرية المرأة وخياراتها.
معارضون: اتهموها بإثارة الجدل عمدًا والابتعاد عن الالتزام الديني.
محايدون: اعتبروا أن القضية أعمق من مجرد تصريحات، وأنها تعكس صراعًا مجتمعيًا بين التقليد والحداثة.
لم تقتصر حياة أمل بعد الاعتزال على الجدل الديني، بل انخرطت في أنشطة إنسانية وخيرية.
شاركت في حملات لدعم اللاجئين السوريين في لبنان.
ساهمت في مبادرات لمساندة الأطفال الأيتام والفقراء.
أكدت في أكثر من مناسبة أن العمل الخيري أصبح جزءًا أساسيًا من حياتها بعد الاعتزال.
رغم ابتعادها عن الغناء، بقيت تصريحاتها تحظى بمتابعة إعلامية كبيرة.
بعض البرامج استضافتها لتروي تجربتها مع الاعتزال والالتزام الديني.
الإعلام تناول حياتها الشخصية والفنية باعتبارها نموذجًا لتحول دراماتيكي في مسيرة نجم عربي.
ليست أمل حجازي الأولى التي اعتزلت الفن وارتدت الحجاب.
سبقها فنانات مثل شمس البارودي، حنان ترك، صابرين.
لكن ما يميز أمل أنها احتفظت بحضورها عبر وسائل التواصل، وواصلت التعبير عن آرائها.
هذا الظهور المستمر جعلها دائمًا في قلب الجدل العام.
تصريحات أمل الأخيرة سلطت الضوء على العلاقة المعقدة بين الدين والفن في المجتمعات العربية.
أثارت تساؤلات حول مدى حرية الفنان في التعبير عن قناعاته الشخصية بعد اعتزاله.
أكدت أن تجربتها تعكس صراعًا داخليًا بين الالتزام الديني والرغبة في حرية الفكر.
رغم شائعات متكررة عن عودتها للغناء، أكدت أمل أنها لن تتراجع عن قرار الاعتزال.
لكنها لم تستبعد الاستمرار في تقديم أعمال إنسانية ودينية.
البعض يرى أن أي عودة لها ستكون حدثًا كبيرًا في الساحة الفنية.
أمل حجازي، التي بدأت مسيرتها كنجمة غنائية بارزة ثم تحولت إلى رمز للالتزام الديني، عادت مؤخرًا إلى دائرة الجدل بسبب تصريحاتها حول الحجاب. وبين مؤيد يرى فيها صوتًا للحرية، ومعارض يتهمها بالتناقض، تبقى أمل شخصية لافتة تمثل مزيجًا من الفن والدين والجدل المجتمعي.
قصتها تعكس جانبًا مهمًا من التحولات الفكرية والاجتماعية في العالم العربي، حيث تظل قضايا المرأة، الدين، والفن في قلب النقاشات العامة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt