مع اقتراب نهاية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل متواصل، يترقب المواطنون موعد بداية فصل الخريف الذي يُعتبر من الفصول الانتقالية الهامة في مصر. وقد أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية مؤخرًا عن الموعد الرسمي لبدء الخريف، إلى جانب توقعاتها المناخية لهذا الموسم، والذي يحمل في طياته تغيرات جوية مهمة تؤثر على مختلف نواحي الحياة اليومية، من الزراعة والصحة إلى الأنشطة الاقتصادية والتعليمية.
يُعد الخريف بمثابة مرحلة انتقالية بين حرارة الصيف القاسية وبرودة الشتاء القارسة، وهو ما يجعل من متابعة توقعات الأرصاد أمرًا ضروريًا ليس فقط للأفراد، بل أيضًا لمؤسسات الدولة التي ترتبط أعمالها بالطقس والمناخ. وتأتي توقعات هذا العام في وقت يشهد فيه العالم تغيرات مناخية غير مسبوقة، مما يزيد من أهمية قراءة وتحليل ما أعلنته الهيئة حول طبيعة الخريف المقبل في مصر.
أكدت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن فصل الخريف سيبدأ فلكيًا في يوم الاثنين 23 سبتمبر 2025، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر كاملة حتى 21 ديسمبر 2025، ليحل بعده فصل الشتاء. هذا الموعد يتوافق مع الحسابات الفلكية المعتادة التي تحدد تواريخ الاعتدالات والانقلابات الموسمية بدقة، حيث يتساوى طول الليل والنهار تقريبًا مع بداية الخريف، قبل أن يبدأ الليل في الطول تدريجيًا مع اقتراب الشتاء.
وتشير الهيئة إلى أن هذا التوقيت لا يختلف كثيرًا عن الأعوام السابقة، إلا أن التغيرات المناخية العالمية قد تترك بصمتها على طبيعة الظواهر الجوية التي ستشهدها البلاد هذا العام.
توقعت هيئة الأرصاد أن يشهد فصل الخريف 2025 تقلبات جوية ملحوظة، تتنوع بين انخفاض تدريجي في درجات الحرارة وهطول أمطار متفاوتة الشدة على بعض المناطق، إلى جانب نشاط متقطع للرياح المثيرة للأتربة.
في النصف الأول من الخريف: من المتوقع أن تظل درجات الحرارة أعلى من معدلاتها الطبيعية بقليل، خصوصًا في محافظات جنوب الصعيد وسيناء.
في النصف الثاني: ستشهد البلاد انخفاضًا تدريجيًا وملموسًا في درجات الحرارة، خاصة خلال ساعات الليل، مما يمنح المواطنين أجواء أكثر اعتدالًا مقارنة بالصيف.
المدن الساحلية: ستتمتع بطقس لطيف نسبيًا نتيجة تأثرها بالمسطحات المائية.
شمال الدلتا والإسكندرية ومطروح قد تشهد أمطارًا غزيرة أحيانًا في النصف الثاني من الخريف.
القاهرة والوجه البحري ستشهد أمطارًا خفيفة إلى متوسطة على فترات متقطعة.
سيناء وسواحل البحر الأحمر قد تتأثر بسقوط أمطار رعدية متفرقة، مما يستوجب استعدادات مبكرة لتفادي السيول.
نشاط رياح موسمية على فترات، خاصة مع مرور منخفضات جوية قادمة من البحر المتوسط.
احتمالية ظهور الشبورة المائية الكثيفة على الطرق الزراعية والسريعة في ساعات الصباح الباكر.
فرص لحدوث موجات غبارية محدودة في المناطق الصحراوية.
الخريف ليس مجرد تغير في الطقس، بل هو فصل يرتبط بعدة تأثيرات على مختلف القطاعات:
الزراعة: يُعد موسم الخريف مثاليًا لزراعة محاصيل استراتيجية مثل القمح والشعير، مما يجعله مهمًا للمزارعين والاقتصاد القومي.
الصحة العامة: يعتبر الخريف موسمًا شائعًا لانتشار أمراض الجهاز التنفسي والإنفلونزا بسبب تقلبات الجو، وهو ما يستدعي الحذر من المواطنين.
الدراسة: بداية العام الدراسي تتزامن غالبًا مع الخريف، ما يجعل توقعات الطقس مهمة لتأمين الطلاب وضمان انتظام العملية التعليمية.
الأنشطة الاقتصادية: قطاع النقل والسياحة الداخلية يتأثر بشكل مباشر بأجواء الخريف، خصوصًا مع اعتدال درجات الحرارة التي تشجع على السفر والتنقل.
حذرت الهيئة من الانخداع بأجواء النهار المعتدلة في الخريف، إذ إن درجات الحرارة تنخفض ليلًا بشكل قد يكون مفاجئًا، مما قد يؤثر على صحة الأطفال وكبار السن. كما دعت المواطنين إلى:
ارتداء ملابس مناسبة في فترات الصباح الباكر والمساء.
توخي الحذر أثناء القيادة في الصباح بسبب الشبورة.
الاستعداد لموجات الأمطار المتوقعة في بعض المناطق، خصوصًا في المحافظات الساحلية.
مع إعلان الهيئة عن موعد الخريف وتوقعاتها، انقسمت ردود الفعل بين التفاؤل والحذر:
المواطنون رحبوا بقدوم الخريف باعتباره بداية لانكسار موجة الحر الطويلة.
المزارعون أبدوا قلقهم من احتمالية تأثر محاصيلهم بالأمطار الغزيرة والسيول.
الخبراء شددوا على ضرورة أن تكون هناك خطط واضحة من الحكومة لمواجهة أي ظواهر جوية استثنائية، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية العالمية.
عند مقارنة التوقعات الحالية بالخريف خلال السنوات الماضية، نجد أن:
هناك ارتفاعًا طفيفًا في متوسط درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية.
احتمالية أكبر لسقوط أمطار شديدة على بعض المناطق مقارنة بالعام الماضي.
التغيرات المناخية جعلت الخريف أكثر تقلبًا وأقل استقرارًا مما كان عليه في الماضي.
من أبرز التحديات التي قد تواجه مصر خلال خريف 2025:
مواجهة السيول المحتملة في سيناء وبعض محافظات الصعيد.
التعامل مع كثافة الشبورة المائية التي قد تعطل حركة المرور.
الحاجة لتعزيز التوعية الصحية لمواجهة موجات البرد المفاجئة وانتشار الأمراض الموسمية.
يأتي فصل الخريف هذا العام وسط ترقب كبير من المواطنين والجهات المسؤولة، لما يحمله من تغيرات مناخية قد تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية. إعلان هيئة الأرصاد عن موعده وتوقعاتها يُعتبر خطوة مهمة في الاستعداد المبكر، لكنه يفتح أيضًا باب النقاش حول ضرورة تطوير خطط مواجهة الظواهر الجوية الطارئة.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع اعتدال الأجواء بعد صيف طويل، تبقى نصائح الأرصاد وتحذيرات الخبراء بمثابة خريطة طريق لتجنب المخاطر والاستفادة من مزايا هذا الفصل الانتقالي الهام.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
