يترقب المسلمون في مصر والعالم الإسلامي كل عام موعد حلول شهر رمضان المبارك، نظرًا لما يحمله الشهر الفضيل من روحانيات وأجواء خاصة تميّزه عن باقي شهور العام. ومع اقتراب العام الهجري الجديد 1447هـ، يتزايد البحث عن موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا، حيث يحرص المسلمون على معرفة اليوم الأول من الصيام والاستعداد له من الناحية الدينية والاجتماعية والاقتصادية.
تشير الحسابات الفلكية المبدئية الصادرة عن معاهد البحوث الفلكية والمراصد العربية إلى أن شهر رمضان لعام 2026 سيبدأ يوم الإثنين 16 فبراير 2026 ميلاديًا، على أن يتم الإعلان الرسمي من قبل دار الإفتاء المصرية بعد تحري رؤية الهلال الشرعية مساء يوم 29 من شهر شعبان. هذه المؤشرات تمنح المسلمين فرصة مبكرة لترتيب شؤونهم الدينية والدنيوية قبل حلول الشهر المبارك، لكن القرار النهائي يبقى مرهونًا بالرؤية الشرعية التي تحسم دائمًا موعد بداية الصيام.
الحسابات الفلكية أصبحت أداة مهمة جدًا في العصر الحديث، فهي قادرة على تحديد لحظة ميلاد الهلال بدقة متناهية، وتحديد ما إذا كان يمكن رؤيته بالعين المجردة أو بالتلسكوب في مختلف دول العالم الإسلامي. هذه الحسابات لا تُستخدم كبديل للرؤية الشرعية، بل كوسيلة مساعدة لتوقع اليوم الأقرب للصواب.
معهد البحوث الفلكية المصري أوضح أن الهلال الجديد لشهر رمضان 2026 سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران عند الساعة السابعة مساءً تقريبًا يوم الأحد 15 فبراير 2026. وبناءً على ذلك، فإن إمكانية رؤية الهلال مساء هذا اليوم ستكون ممكنة في بعض المناطق، ما يجعل الإثنين 16 فبراير 2026 هو أول أيام الشهر الكريم فلكيًا.
رغم دقة العلم الحديث، لا تزال الشريعة الإسلامية تُعطي الأولوية للرؤية الشرعية بالعين المجردة أو بالتلسكوب. هذا التمسك بالرؤية يرجع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته".
ولهذا السبب، تعلن دار الإفتاء المصرية ومعها هيئات شرعية في مختلف الدول الإسلامية نتيجة تحري الهلال مساء يوم 29 من شهر شعبان، وإذا تعذرت الرؤية يُستكمل الشهر ثلاثين يومًا. الجمع بين العلم والدين يضمن الدقة واليقين معًا، ويمنح المسلمين حول العالم الثقة في الموعد المعلن لبداية رمضان.
مع اقتراب موعد رمضان، يبدأ المسلمون في الاستعداد للشهر المبارك على أكثر من صعيد:
دينيًا: يتهيأ الجميع لأداء الصيام، وصلاة التراويح، والقيام، والإكثار من قراءة القرآن الكريم والدعاء.
اجتماعيًا: تُعد موائد الإفطار والتجمعات العائلية أبرز ملامح الشهر الكريم، إلى جانب انتشار موائد الرحمن في الشوارع لخدمة المحتاجين.
اقتصاديًا: يشهد السوق المصري نشاطًا ملحوظًا، حيث يزداد الإقبال على شراء السلع الأساسية والياميش والعصائر، وتقام معارض "أهلا رمضان" لتوفير المنتجات بأسعار مناسبة.
إعلاميًا: تتسابق القنوات الفضائية لبث المسلسلات والبرامج الرمضانية، مما يجعل رمضان موسمًا خاصًا أيضًا للإعلام والفنون.
رمضان في مصر له طابع خاص يعكس مزيجًا من التدين والعادات الشعبية المتوارثة:
انتشار الفوانيس بألوانها المبهجة في الشوارع والبيوت.
عودة صوت المسحراتي الذي يوقظ الناس لتناول السحور.
ازدحام المساجد بالمصلين خلال صلاة التراويح والقيام.
الأكلات الرمضانية الشهيرة مثل الكنافة والقطايف والمشروبات التقليدية كقمر الدين والخروب.
هذه المظاهر تجعل من رمضان في مصر تجربة روحانية واجتماعية متكاملة يتشاركها الجميع.
يبقى الجانب الروحي هو الأساس في رمضان، حيث يمثل الشهر فرصة عظيمة للتوبة والعودة إلى الله، والإكثار من الأعمال الصالحة. المسلمون يحرصون على:
قراءة القرآن وختمه أكثر من مرة.
أداء الصلوات في وقتها، والالتزام بالذكر والدعاء.
الإحسان للفقراء والمحتاجين من خلال الصدقات والزكاة.
تصحيح السلوكيات والعادات اليومية نحو الأفضل.
شهر رمضان يُغيّر النفوس ويجعلها أكثر قربًا من الله، وهو ما يفسر تعلق المسلمين به وانتظارهم له بشغف كل عام.
رمضان ليس مجرد عبادة فردية، بل هو أيضًا ظاهرة اقتصادية واجتماعية:
تزداد معدلات الاستهلاك الغذائي بشكل واضح.
تتأثر الأسواق بحركة البيع والشراء، ويُعتبر الشهر فرصة للتجار لتحقيق أرباح إضافية.
الجمعيات الخيرية تزداد أنشطتها بشكل ملحوظ عبر توزيع وجبات الإفطار والشنط الغذائية.
الأسر تُعيد ترتيب أولوياتها المالية لتلبية احتياجات الشهر.
هذه الأبعاد تجعل رمضان حدثًا شاملًا تتقاطع فيه الجوانب الدينية مع الحياتية اليومية.
رمضان 2026 سيأتي في أجواء شتوية معتدلة نسبيًا، ما يجعل ساعات الصيام أقل طولًا مقارنة بالأعوام السابقة، حيث يُتوقع أن تتراوح ساعات الصيام ما بين 13 و13.5 ساعة تقريبًا في الأيام الأولى، وتزداد تدريجيًا مع اقتراب نهاية الشهر.
هذا التوقيت يمنح المسلمين فرصة لأداء الصيام بيسر أكبر، ويجعل الأجواء الرمضانية أكثر راحة سواء أثناء الصيام أو في أوقات صلاة التراويح والقيام.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
