في الوقت الذي أصبح فيه تطبيق واتسآب أداة أساسية للتواصل اليومي بين ملايين المستخدمين في مصر والعالم، ظهرت مؤخرًا خدعة إلكترونية خطيرة تهدد الحسابات البنكية للمواطنين، حيث يلجأ المحتالون إلى استخدام خاصية بسيطة تُعرف بـ"نسخ شاشة واتسآب" أو ما يُطلق عليه اصطلاحًا Screenshot Scam لاستغلالها في اختراق الحسابات المصرفية أو سرقة بيانات حساسة.
هذه الحيلة الجديدة تزايد الحديث عنها بعد ورود شكاوى عدة من مستخدمين أكدوا أنهم تعرضوا لمحاولات ابتزاز أو فقدوا أموالًا من حساباتهم بعد ضغطة زر واحدة فقط، ما جعلها تُصنف كأحدث وسائل الاحتيال الرقمي التي تستهدف المواطن العادي عبر هاتفه المحمول.
وبينما يرى البعض أن الحذر الشخصي كفيل بتفادي هذه الحيل، تؤكد الجهات المختصة أن الوعي الرقمي وحده لم يعد كافيًا، وأن هناك حاجة إلى إجراءات رسمية وتشريعية لحماية المستخدمين من الخطر المتنامي.
يقوم المحتال بإرسال رابط أو ملف مزيف للضحية عبر واتسآب.
بمجرد أن يفتح المستخدم الرابط، يُطلب منه السماح بالتقاط شاشة الهاتف أو مشاركة البيانات.
يقوم التطبيق الخبيث بتسجيل كل ما يظهر على شاشة الهاتف، بما في ذلك:
كلمات المرور.
رموز التحقق OTP الخاصة بالبنوك.
تفاصيل التحويلات البنكية.
في بعض الحالات، يُستغل هذا الوصول في التقاط صور لمحادثات خاصة واستخدامها للابتزاز.
بساطة التنفيذ: لا تحتاج إلى خبرة تقنية كبيرة.
الانتشار السريع: يستغل المحتالون ثقة الناس في الرسائل التي تصل عبر واتسآب.
استهداف الحسابات البنكية: أخطر ما في الأمر أن الضحايا يخسرون أموالهم بشكل مباشر.
صعوبة الاكتشاف: غالبًا لا يشعر المستخدم أنه مراقب حتى بعد حدوث الاختراق.
أحد الشباب روى أنه تلقى رابطًا من صديق (كان حسابه مخترقًا بالفعل)، وفقد بعد دقائق أكثر من 20 ألف جنيه من حسابه البنكي.
سيدة أخرى أكدت أن محتالًا ابتزها بصور محادثات شخصية بعد أن ضغطت على رابط بدا كأنه تحديث للتطبيق.
المستخدمون العاديون الذين لا يملكون خبرة تقنية.
كبار السن الذين يستخدمون واتسآب بشكل بسيط للتواصل مع أبنائهم.
الموظفون الذين يتعاملون مع حسابات مصرفية من خلال هواتفهم.
أصحاب الحسابات التجارية الذين يديرون تحويلات مالية عبر واتسآب.
أصدرت البنوك المصرية بالتعاون مع المركز القومي للأمن السيبراني تحذيرات متكررة جاء فيها:
عدم الضغط على أي روابط مجهولة المصدر تصل عبر واتسآب.
عدم مشاركة كلمات المرور أو الأكواد المؤقتة مع أي شخص.
تحديث التطبيقات بشكل دوري من المتاجر الرسمية فقط.
الإبلاغ الفوري للبنك عند الاشتباه في أي عملية غير طبيعية.
إذا وصلتك رسالة بها رابط، تأكد من مصدرها.
لا تفتح أي روابط مشبوهة حتى لو جاءت من صديق.
أضف طبقة حماية إضافية لحساب واتسآب.
تأكد أن الحساب البنكي مربوط برقم هاتف آمن.
ادخل إلى إعدادات الهاتف وتحقق من التطبيقات التي تملك حق "تسجيل الشاشة".
احذف أي تطبيق غير معروف أو غير مستخدم.
لا تعتمد على روابط أو رسائل تدّعي أنها من البنك.
تعامل فقط مع التطبيقات الرسمية للبنك.
خبير أمن معلومات: "خدعة نسخ الشاشة هي نسخة مطورة من التصيّد الإلكتروني، والهدف الأساسي هو الأموال."
خبير قانوني: "يجب تشديد العقوبات على جرائم الاحتيال الإلكتروني وإقرار قوانين رادعة."
أستاذ علم الاجتماع: "انتشار هذه الخدع سببه ضعف الوعي الرقمي لدى شريحة واسعة من المواطنين."
اقتصاديًا: خسارة أموال كبيرة من الحسابات البنكية، مما يقلل الثقة في المعاملات الإلكترونية.
اجتماعيًا: ضحايا الابتزاز قد يتعرضون لضغوط نفسية حادة.
أمنيًا: تعقيد مهمة الجهات المختصة في تتبع العصابات الإلكترونية.
ينص قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات في مصر على الحبس والغرامة لكل من يثبت تورطه في جرائم الاحتيال الإلكتروني.
تعمل الدولة على تطوير تشريعات جديدة لتشديد العقوبات خاصة في القضايا المتعلقة بالقطاع المالي.
هناك تعاون دولي مع الإنتربول لتتبع شبكات الجريمة المنظمة عبر الإنترنت.
لذلك يبقى الحل في:
تعزيز الوعي الرقمي.
الالتزام بالقواعد الأمنية.
سرعة الإبلاغ عند وقوع أي محاولة اختراق.
ويبقى السؤال: هل سيتمكن المواطنون من مواكبة هذا التطور في أساليب الاحتيال، أم أن المحتالين سيظلون دائمًا خطوة للأمام؟
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt