فُجع الوسط الديني والثقافي في مصر والعالم العربي بخبر وفاة الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي، المعروفة بلقب "بنت مداح النبي"، حيث رحلت عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي، تاركة خلفها إرثًا كبيرًا من الدروس الدينية والخطب المؤثرة. الخبر كان بمثابة صدمة لملايين من محبيها الذين اعتادوا متابعتها عبر شاشات التلفزيون والمنابر الدعوية، لما عُرفت به من أسلوب بسيط وراقي في إيصال المعلومة الشرعية، وقدرتها على التأثير في النفوس.
رحيل عبلة الكحلاوي لا يُعد فقدانًا لشخصية عامة فحسب، بل هو خسارة لقامة علمية ودعوية بارزة، استطاعت أن تجمع بين العلم الشرعي والروحانية، وبين الخطاب الديني الهادئ والتأثير الاجتماعي العميق.
وُلدت الدكتورة عبلة الكحلاوي عام 1948 في القاهرة.
هي ابنة المنشد الديني الشهير محمد الكحلاوي الملقب بـ"مداح النبي".
درست في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف.
تخصصت في الفقه المقارن، وأصبحت أستاذة للفقه بكلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر.
حياتها العلمية انعكست على مسيرتها الدعوية، حيث تميزت بقدرتها على المزج بين الأصالة والتجديد.
قدمت عبلة الكحلاوي خلال حياتها مسيرة دعوية ثرية:
ظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية التي تناولت قضايا المرأة والأسرة والمجتمع من منظور إسلامي.
اتسم خطابها بالبساطة والرحمة، ما جعلها قريبة من عامة الناس.
شاركت في مؤتمرات دينية داخل مصر وخارجها، لنشر الفكر الوسطي.
أسست جمعيات خيرية تهدف إلى رعاية الأيتام والمسنين والمرضى.
هذا الدور المتكامل جعلها واحدة من أكثر الداعيات تأثيرًا في العالم العربي.
كانت قضايا المرأة محورًا أساسيًا في خطاباتها:
دافعت عن حقوق المرأة في إطار الشريعة الإسلامية.
أكدت على أهمية التعليم والعمل للمرأة مع الحفاظ على القيم الدينية.
قدمت نصائح عملية للأمهات والفتيات للتعامل مع تحديات العصر.
وبفضل خطابها المتوازن، استطاعت أن تحظى بقبول واسع بين شرائح المجتمع المختلفة.
وفاة الداعية عبلة الكحلاوي أثارت حالة واسعة من الحزن:
المؤسسات الدينية الرسمية مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء نعتها بكلمات مؤثرة.
كثير من العلماء والمشايخ أشادوا بعلمها وجهودها الدعوية.
جمهورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أطلق وسومًا باسمها تعبيرًا عن الحزن والدعاء لها.
إرث عبلة الكحلاوي لم يتوقف عند الدروس والمحاضرات:
تركت مكتبة غنية من الكتب والمحاضرات المسموعة والمرئية.
أعمالها الخيرية لا تزال مستمرة عبر الجمعيات التي أسستها.
سيرتها ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة من الدعاة والداعيات.
والدها، الفنان محمد الكحلاوي، كان من أشهر المنشدين الدينيين الذين تغنوا بحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
لذلك ارتبط اسمها بلقب "بنت مداح النبي"، الذي أصبح جزءًا من هويتها وشخصيتها الدعوية.
هذا اللقب أضفى عليها محبة خاصة من جمهورها، الذي رأى فيها امتدادًا لوالدها في العطاء الروحي.
رحيل الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي، المعروفة بـ"بنت مداح النبي"، يُمثل خسارة كبيرة للساحة الدعوية في مصر والعالم العربي. فقد قدمت طوال حياتها نموذجًا للداعية الوسطية التي تجمع بين العلم الشرعي والخطاب الإنساني. أعمالها الخيرية والدعوية ستظل شاهدًا على أثرها الكبير، وسيبقى اسمها حاضرًا في قلوب من تتلمذوا على يديها أو استمعوا إلى دروسها ومحاضراتها التي تركت بصمة لا تُنسى في الوجدان.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
